مندوب فلسطين: أهل القدس يستصرخونكم وا إسلاماه واعروبتاه فهل تهبوا لنجدتهم وتقيلوا عثرتهم؟

  • 99
مندوب فلسطين في الاجتماع العربي الطاريء اليوم

انطلق ظهر اليوم "الأربعاء" بمقر الجامعة العربية الاجتماع العربي الطاريء لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين لتدارس خطورة الوضع في المسجد الأقصى، برئاسة السفير عاشور بوراشد مندوب ليبيا لدى الجامعة العربية.


وأكد السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية في الجلسة الافتتاحية، أن الاجتماع طلب عقده بشكل عاجل بناء على طلب السفير بركات الفرا مندوب فلسطين بالجامعة، وتقدمت عدد من الدول منها مصر والأردن والجزائر والمغرب، بمذكرة للجامعة مرفقة لتأييد الطلب الفلسطيني.


وأكد بن حلي، على أن تعدي الخطورة الحالية على المسجد الأقصى كل المحاذير، قائلا أن الخطورة تأتي من إقدام غلاة المستعمرين والمتطرفين وليس المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى بمباركة مسؤولين في الحكومة الإسرئيلية، والخطورة الثانية من البدء في خلق واقع جديد كما جرى في الخليل الإبراهيمي، مشيرًا إلى أن هؤلاء المتطرفين يريدون أن يجعلوا من قضية القدس موضوع ديني. وطالب بالبدء خلال هذا الاجتماع على هذا المستوى التفكير في كيفية مواجهة التحدي الخطير الذي وصل إلى حد اللامعقول.


وأكد بن حلي على أن قضية القدس موضوع سياسي وأي إجراءات من سلطات الاحتلال تجاه المدينة ومقدساتها غير قانونية ومرفوضة، داعيًا كل الذين يتشبثون بالقانون الدولي التحرك الآن.


ودعا نائب الأمين العام، أكثر من مليار وأربعمائة مسلم، أن يكون لهم موقف مما يجري لمدينة القدس والمسجد الأقصى.


ولفت إلى تصدر قضية القدس والمسجد الأقصى أيضًا الاجتماع المقبل لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين يومي 5 و6 مارس المقبل، وعلى وزراء الخارجية يومي 9 و10 من نفس الشهر، مشيرًا إلى أنه القرار هذا الاجتماع ربما يؤدي الغرض بموجبه أن تكون هناك خطوات عملية.


من جانبه استهل السفير بركات الفرا مندوب فلسطين في جامعة الدول العربية كلمته، بالآية الكريمة" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ".


وشدد على مجلس الجامعة أن الأمر جد خطير ويستدعي عقد الاجتماع فـ"لم يبقى بالقوس منزع" بعد أن بدأت ترسانة الكنيست الإسرئيلي لسن قانون ينزع ولاية المملكة الأردنية الهاشمية عن المسجد الأقصى لتكون الولاية عليه لإسرائيل.


وقال أن "هذا إنذار خطر باللون الأحمر، يستدعي وقفة جادة أمام هذه الإجراءات والاعتداءات التي جاوزت كل الحدود".


وذكر بأن فلسطين حذرت كثيرًا من تهويد القدس وهدم المسجد الأقصى وانتهاكه من قبل متطرفين بحماية من الشرطة والجيش الإسرائيلي .


وتسائل: "ماذا يتبقى بعد تهويد القدس وبناء المستوطات وسحب الهويات واستمرار الحفريات تحت المسجد الأقصى؟".. "أليس هذا ينذر بحرب دينية تريد إسرائيل جرنا إليها لتحويل الصراع إلى صراع دنيي لا أحد يستطيع تقدير مداه؟


وأكمل تسائلاته: إلى أين نذهب إلى مجلس الأمن أم الأمم المتحدة أم اليونيسكو أم منظمة التعاون الإسلامي؟، قائلا:" الوقت يمر مسرعًا ولا يتوقف ولم يعد الوقت لصالحنا".


وأضاف: ما الذي ننتظره بعد كل هذا خاصة إذا أقر القانون الذي يسعى الكنيست الإسرائيلي لتمريره لبسط سيادة إسرائيل على المسجد هل ننتظر نزع الولاية الأردنية تصبح تحت الولاية الإسرائيلية، وبناء ما يسمونه بالهيكل وبماذا نرد على الكنيست بعد محادثاته في أولى جلسات عندمنا قال عضو الكنيست أن جبل الهيكل بمكانة القلب للجسد بالنسبة للشعب اليهودي ولا معنى لوجودنا على الأرض دون الهيكل.


تابع الفرا: بماذا نرد عليه؟ هل نقول له كلمات الشجب والإدانة بأن المسجد الأقصى مسجدنا ولا قيمة ولا معنى بدونه؟ هل عند هذا الحد فقط أم أن هناك ضرورة لإجراء عملي لوقف الاحتلال عند حده كأمة عربية وإسلامية، معلقًا بالقول "إذا شئنا فإننا قادرون بإذن الله".


وأضاف السفير الفسلطيني: إسرائيل الدولة المارقة رمت خلف ظهرها بميثاق الأمم المتحدة وغير عابئة بمشاعرنا الدينية وتهينها كل يوم، متسائلا: هل هذه إسرائيل التي تريد التفاضو والسلام وهل التفاوض معها يمكن أن يوصلنا لشيء مما نريد، مشككًا بالقول" أي سلام وتفاوض مع هذه الدولة المارقة والمتغطرسة وأين المجتمع الدولي ومجلس الأمن؟".


وقال الفرا: إخوانكم في بيت المقدس يعتكفون في المسجد الأقصى دفاعًا عنه بأرواحهم وصدورهم العارية.. أهل بيت المقدس يستصرخونكم ويقولون لكم وااإسلاماه واعروبتاه فهل تهبوا لنجدتهم وتقيلوا عثرتهم".


وأضاف:" القدس والمسجد الأقصى الذي يزينها وهو مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أمانة في رقابكم إلى يوم الدين، منبهًا بالقول:" إن فرطتم فيه ستسألون وتحاسبون من رب حكيم خبير يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ولا حولا ولاقوة إلا بالله العلي العظيم".


بدوره قال السفير بشر الخصاونة مندوب الأردن في جامعة الدول العربية، والتي تتولى بلاده الوصاية على المسجد الأقصى، والمقدسات الإسلامية والسميحة في مدينة القدس، أن الانتهاكات الجسيمة على القدس والتي تستهدف الحرم القدسي الشريف وأيضًا أهل القدس المرابطين القابضين على الجمير تستهدف تغيير الوضع القانوني في القدس الشرقية".


وشدد على أنه لن يستطيع عضو في الكنيست ولا مليون كنيست أ ينزع الولاية الهاشمية أو أن يغير الواقع القانوني باعتبار القدس مدينة محتلة وعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.


وأشار الخصاونة إلى أن الأردن، كل يوم تتصدى لمحاولات واستفزازات سلطات الاحتلال وكل يوم تقوم بالعمل كحائط صد تتكسر عليه الكثير من مخططات تغيير الواقع في المدينة المقدسة.


ولفت إلى نجاح الأردن، يوم الثلاثاء في إفشال النقاش الذي كان دائرًا في الكنيست رغم أنه لا يعنينا وليس مكانه الكنيست، لأن القدس الشرقية الولاية والرعاية فيها للهاشميين من قبل الملك عبد الله، وواتفاق الوصاية الكاملة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس 2012، مشددًا على أن القدس الشرقية لا ولاية تشريعية وسياسية عليها للاحتلال باعتبارها ولاية فلسطينية محتلة وستكون عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة.


وأوضح أن كل هذه الإجراءات الإسرائيلية منعدمة الأثر.


وطالب الاجتماع في هذا التوقيت الهام وما سيتبعه من اجتماعات لوزراء الخارجية والمندوبين للتشاور باتخاذ مسار عمل لوقف الإجراءات الإسرائيلية.


وقال أن السلام الذي تتشدق به إسرائيل لن يتحقق مع إجراءاتها في القدس الشرقية ولا سلام مع استمرار الانتهاكات ضد المقسدات.


وشدد على أن اجتماعنا يجب أن يؤسس لمقاربة إجراءات عملية لزجر الإجراءات الإسرائيلية ووضع الأمور على المسار الصحيح، وقائلا:" سنستمر في تلك الرعاية ونتصدر بكل حزب للإجراءات الإسرئيلية لتبقى القدس المحتلة إلى أن تتحرر ولن تغير أي إجرءات إدارية او سياسية إسرائيلية فيها مدعومة بالشرعية الدولية.


من جانبه قال محمد العلمي مندوب المغرب لدى جامعة الدول العربية والتي تترأس بلاده لجنة القدس، أن هذا الاجتماع الهام يأتي في ظروف غاية في الدقة الأمر يتعلق بأن اقتحامات المسجد الأقصى أصبحت متوالية ومتكررة ومتصاعدة الخطورة ومتصاعدة التحدي للمشاعر العربية والإسلامية والإنسانية.


وقال: ترتكب كل يوم جرائم وانتهاكات تتحدى الشرعية الدولية وكل المواثيق الدولية في هذا الشأن، مثنيًا على ما تضمنته التدخلات السابقة، مؤكدًا كذلك على ما اختتم به مندوب المملكة الأردنية من كون أننا ينبغي أن نقف أمام هذا التحدي السافر للمحتل الإسرائيلي واصبحنا في حاجة إلى خطوات عملية ملموسة لمواجهة الوضع فالاقتحامات الجديدة والانتهاكات الجديدة للمسجد الأقصى المبارك في وقت ينتظر أن يدرس فيه الكنيست الإسرئيلي موضع السيادة على المسجد الأقصى وبالتالي نحن أمام تصعيد جدي في السياسات الإسرئيلية.


وشدد على أنه لا يجب أن نكتفي بالشجب والتنديد، والأمر أصبح يتطلب إجراءات أكثر قوة وشدة وصلابة في مواجهة هذه المخططات المقيتة وتثبيت صمود الشعب الفلسطيني البطل الذي يقف وقفة رجل واحد ازاء الهجمات الصهيونية المتكررة.


وأضاف السفير المغربي: إننا أمام سياسة ترمي إلى تهديد وجود المسجد الأقصى كرمز ديني إسلامي مقدس وتجسيد تهويده في اطار المساعي الإسرئيلية الى تهويد القدس بأكملها.


وقال هناك شرعية دولية وقرارات دولية وكل ما يتم اتخاذه من طرف الصهاينة غير مشروع ولكن هناك واقع يومي يفرض امرًا واقعًا على الأرض وبالتالي يجب ألا نستكين أن ما تتخذه إسرائيل من تدابير يتنافى مع الشرعية الدولية فهناك أمر واقع لن نستطيع إرجاعها.


ولفت إلى ضرورة تحميل القوى الدولية والمحبة للسلام مسؤولياتها خطوات عملية وتوصيات ملموسة تساند كفاح الشعب الفلسطيني وتساند المقدسيين في صمودهم وتحافظ على القدس كعاصمة لدولة فلسطين وبكل تراثها وبكل ما تكتنزه من معالم دينية اسلامية ومسيحية، بما يلبي تطلعات شعوبنا العربية.