• الرئيسية
  • الأخبار
  • 3 ملايين طفل يعيشون في الشارع وأسفل الكباري.. وخبراء: تراجع التعليم والتفكك الأسري والوضع الاقتصادي أهم الأسباب

3 ملايين طفل يعيشون في الشارع وأسفل الكباري.. وخبراء: تراجع التعليم والتفكك الأسري والوضع الاقتصادي أهم الأسباب

  • 136
أرشيفية

أكثر من 3 ملايين طفل يعيشون في العراء أسفل الكباري وفي محطات السكك الحديدية، لا يجدون ما يأكلونه أو يشربونه إلا الفتات، ملابسهم رثة، هم ضحايا العنف الأسري، والانفصال الاجتماعي، اجتمع عليهم الفقر والمرض.

الدولة والحكومات السابقة عجزت عن احتوائهم وفشلت في تقديم نموذج علمي إسلامي يٌسرع من اندماجهم في المجتمع، فتسربوا من التعليم المدرسي، وقليل منهم من يسلك التعليم الجامعي، ما أدى في النهاية لخروج الظاهرة عن المألوف!.

 

فيما حذر الخبراء من تفشي وخطورة هذه الظاهرة التي باتت تهدد أمن واستقرار المجتمع، بعد استغلال الكثيرين منهم في النواحي السياسية بخلاف مافيا تجارة الأعضاء التي انتشرت وذاع صيتها على حساب هؤلاء الأطفال، الأمر الذي أدى لتصنيف مصر بأحد أهم مناطق زرع الأعضاء في العالم.


يأتي هذا فيما أرجع آخرون تفاقم المشكلة إلى المؤسسات التعليمية التي قسّمت طبقات المجتمع ما بين مقتدر، متوسط، فقير، عاجز عن الكسب المشروع، ما أدى إلى فٌرقة بين طبقات المجتمع، فالأولى كانت تسعى إلى الوجاهة والأورستقراطية، والثانية إلى تعليم أبنائهم علّهم أن يجدوا فرصة عمل كريمة، وبين هؤلاء ضاعت الطبقة العاجزة فاتجه البعض منهم إلى الشارع علهم أن يجدوا فيه ما يأرب حاجتهم، فاختلطوا بأقرانهم وعاشوا تجارب مريرة في غياب الحلول.


بالرغم من أن إسلامنا الحنيف وضع الأسس والمعايير التي تهتم بالأسرة وبناء المجتمع للحفاظ على النشأ والطفل معًا، حتى نحد من عمليات التشرد والانحراف وارتكاب الجرائم بشتى أشكالها.  


مرض خطير


قال طلعت عبد القوي رئيس اتحاد الجمعيات الأهلية: إن علينا أولًا معالجة الظاهرة باعتبارها مرض يجب الوقاية منه عن طريق جمعيات ومؤسسات دولية لرعاية الأيتام والعمل على زيادة عدد هذه الدور حتى تتناسب مع أعداد هؤلاء الأطفال الذين هم بلا مأوى، وعلى الدولة أن ترفع كفاءة دور الرعاية لكي تلائم ظروف الإقامة بها من الناحية الصحية والناحية الاجتماعية علاوة على أنه يلزم أن تمد بالإمكانيات البشرية من خلال أفراد مدربين على التعامل مع الأطفال بأن يمتلكوا الثقافة الاجتماعية التي تخول لهم معاملة الأطفال بطريقة لائقة".


وتابع عبد القوي أن هناك برنامجًا بدأت في تفعيله وزارة التضامن الاجتماعي بتمويل من صندوق "تحيا مصر" لتطوير دور الرعاية بتدريب وتأهيل القائمين عليها ومن المحافظات التي بدأت فيها الجيزة والإسكندرية والقليوبية باعتبارهم أكثر المحافظات الموجود بها أطفال بلا مأوى.


وأضاف رئيس اتحاد الجمعيات الأهلية أنه لا يمكن القضاء على هذه الظاهرة بسهولة؛ لأن المصدر ما زال موجودًا من خلال العشوائيات وأيضا العنف الأسري وحالات الطلاق وغير ذلك من العوامل التي تؤدي إلى ترك الأسرة والهروب إلى الشارع وينتهي بهم الحال تحت الكوبري أو على الرصيف، لذلك على المجتمع أن لا يتخلى عن دوره بأن يكون هناك لجان مصالحات حتى تحد من ظاهرة التفكك الأسري التي ينتج عنها ظاهرة أطفال بلا مأوى، والاهتمام أيضا بالعشوائيات عن طريق الجمعيات ورجال الأعمال لأنه كلما قلّ من المنبع فسوف يحد من الانتشار.


وأشار عبد القوي إلى دور الدولة بأن عليها أن تتولى دور الرعاية المتخصصة في تأهيل هؤلاء الأطفال بعمل برامج يتخللها حرف أو مهن تساعد على التكسب منها ولضمان عدم رجوعهم إلى الشوارع مرة أخرى، علاوة على أن يتم تعليمهم القراءة والكتابة حتى يسهل اندماجهم في المجتمع، وتحولهم من شخص معطل إلى شخص مفيد ومنتج لنفسه ولأسرته وللمجتمع ككل.


وأكد رئيس اتحاد الجمعيات الأهلية على أهمية أن تتمتع دور الرعاية بعوامل جذب مثل الألعاب ووسائل الترفيه حتى تساعد في ترغيب الأطفال على الحياة والتعايش داخل هذه الدور.


وشدد على أنه لكي تُحد هذه الظاهرة فإنه يجب الاهتمام بالعشوائيات والعمل على تحسينها وتوفير حياة كريمة للمواطن.


تجارة الأعضاء


ومن جانبه قال د- محمد عز العرب -أستاذ الكبد والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء-: "أن حماية هؤلاء الأطفال هي مسئولية أمنية منوط بها المجتمع المدني، ودور الرعاية ورجال الأعمال، ولكن بكل أسف معظم دور الرعاية تعامل الأطفال معاملة قاسية تؤدي إلى هروبهم مرة أخرى إلى أرجاء الشوارع".


وتابع عز العرب: أنه نتيجة لانتشار أولئك الأطفال بلا اهتمام فإن هناك عصابات متخصصة لسرقة الأعضاء يستغلون غياب الرقابة الأمنية والأسرية ويأخذون بعض الأعضاء من هؤلاء الأطفال أو أن يستغلوا حاجتهم ويشترون مثلا إحدى الكليتين بأثمان زهيدة وهذا مجرّم شرعاً وقانونًا"، مشيرًا إلى أن العقاب يشمل التجار والمستشفيات التي تمت بها العملية ويتحول الأطباء إلى الجنايات وبعضهم يتحولون إلى الهيئة التأديبية في نقابة الأطباء التي يمكن على إثرها الشطب نهائيًا من عضوية النقابة.


ووصف أستاذ الكبد انتشار ظاهرة أطفال بلا مأوى بالوصمة على جبين المجتمع المصري؛ لأن الأمر لم يقتصر على الأطفال فقط، بل إن هناك رجالًا ونساء أيضا بلا مأوى، ويلزم هذا تحركًا سريعًا من قبل الدولة.


كفالة اليتيم


وبدوره قال الدكتور محمود عبد المنعم أستاذ التفسير بجامعة الأزهر: "إذا كان أطفال الشوارع يتامى، فالشرع قد شجع على كفالة اليتيم، إذ قال رسولنا الكريم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين"، وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها، وبين أيضا فضل المسح على رأس اليتيم بأن له بكل شعرة حسنة، كما حذر الله تعالى من قهر اليتيم وأكل أموالهم بالباطل.


وتابع عبد المنعم أن الشريحة الثانية من أطفال بلا مأوى وهم الذين يهربون من ذويهم أو الذين يتم تسريحهم للتسول أو السرقة وما إلى ذلك، فهنا يأتي دور الدولة في نشر الوعي الديني بدلًا من الاهتمام بنشر العري والعهر عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، فالأولى هو تخصيص برامج توعوية لترغيب الناس في الآخرة.


وشدد أستاذ التفسير بجامعة الأزهر عن مدى أهمية التعليم، قائلاً: "لا نستطيع أن نخفي دور وزارة التربية والتعليم، بتربية هؤلاء النشء على قيم الإسلام الصحيحة وما إلى ذلك، لاسيما وأن دور العلماء والدعاة مهم بأن ينصحوا ويرشدوا الأسر بخطورة مسئوليتهم تجاه أبنائهم فلا يخفى على أحد السيناريو الذي يسير فيه طفل الشوارع من النوم على الأرصفة والتسول وفي بعض الأحيان يتم استغلالهم في أعمال البلطجة والسرقة من قبل بعض العصابات الإجرامية فيساعدوهم على إدمان المخدرات والكحوليات حتى يكونوا طوعًا لهم، فضلا عن وجود عصابات متخصصة يقومون ببيع الأطفال لبعضهم البعض، ناهيك عن تعذيبهم وتجويعهم وهذا يعتبر انتهاكًا لكل معاني الطفولة.


وأوضح عبد المنعم أنه من خلال طريق التعليم وإيجاد حرف مناسبة فإنه من الممكن أن تكون هناك أماكن مثل الأندية لاستيعاب هؤلاء الأطفال ومن خلال خطة عمل يمكن الاستفادة منهم، وإذا لم تتوفر النوادي فيجب أن يكون هناك بدائل أخرى لتخريج شباب نافع للمجتمع، وهذا لن يكون إلا بتضافر جميع الجهود من الدولة والمجتمع للحد من هذه الظاهرة.