• الرئيسية
  • الأخبار
  • ارتفاع معدلات الطلاق خطر يهدد المجتمع مراقبون: سوء الاختيار والبعد عن الدين والعولمة وزواج المصلحة والسوشيال ميديا أسباب المشكلة

ارتفاع معدلات الطلاق خطر يهدد المجتمع مراقبون: سوء الاختيار والبعد عن الدين والعولمة وزواج المصلحة والسوشيال ميديا أسباب المشكلة

  • 131
أرشيفية

ارتفاع معدلات الطلاق خطر يهدد المجتمع

مراقبون: سوء الاختيار والبعد عن الدين والعولمة وزواج المصلحة والسوشيال ميديا أسباب المشكلة

   التعبئة والإحصاء: 250 ألف حالة سنويًا.. وحالة واحدة كل 6 دقائق

البحوث الإسلامية: الغالبية العظمى اهتموا بالمظاهر الشكلية والمادية وتغافلوا عن الأصل وهو الدين والأخلاق

عميد دراسات إسلامية: البيوت تبنى على المودة والرحمة وعدم تصيد الأخطاء من الطرفين



أرجع مراقبون أن ارتفاع نسب الطلاق وصل إلى حد خطير بعد الأرقام التي أفصح عنها جهاز التعبئة العامة والإحصاء، والتي جاءت لتعكس حالة من الخوف لدى العديد من الرجال والنساء على حد سواء، الأمر الذي دعا علماء الأزهر وخبراء الاجتماع للتحذير من خطورة الأوضاع الكارثية التي باتت تهدد الأسرة المصرية.


تؤكد إحصاءات جهاز التعبئة العامة والإحصاء أن 250ألف حالة طلاق تقع سنويًا بمعدل وقوع حالة طلاق كل 6 دقائق، وأن 13 ٪ لم يستمر زواجهم أكثر من عام، و36٪ من الحالات استمرت حياتهم الزوجية فترة تتراوح بين عام إلى عامين، و18٪ استمرت حياتهم الزوجية قبل الطلاق لمدة تتراوح من 4 إلى 6 سنوات و19٪ لمدة من 7 إلى 10 سنوات و15٪ فقط من حالات الطلاق استمرت حياتهم الزوجية أكثر من 10 سنوات، بحسب جهاز التعبئة العامة والإحصاء.


ونصح الخبراء بضرورة التحري والدقة بين كلا الطرفين مع الوضع في الاعتبار المصداقية وعدم التسرع في الحكم سواء بالقبول أو الرفض، وكذلك عدم المغالاة في المطالب فـ"أقلهن مهرًا أكثرهن بركة"، مشددين على حفظ كافة الحقوق التي ارتضاها الشرع للزوجة وكذلك الزوج حتى تستقيم الحياة بين الطرفين.

 

"الفتح" من جانبها ناقشت القضية الشائكة التي باتت تهدد أمن واستقرار المجتمع، ووضعت بعضًا من الحلول للحد من المشكلة التي طرأت على المجتمع المصري ولعبت "الميديا" ووسائل الإعلام في الترويج لأفكار أثرت سلبًا على المجتمع، ما أدى لارتفاع نسب الطلاق، ولا يفوتنا أن البطالة والعامل الاقتصادي له دور مؤثر في هذه الأمور!.

ضعف الوازع الديني


وفي هذا الصدد قال د. محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية: إن  هناك أسبابًا هي التي تؤدي إلى الطلاق من بينها: ضعف الوازع الديني في المجتمع، وإذا ما قارنّا بين الجيل السابق والجيل الحالي سنجد أن الجيل الماضي كان حريصًا على بناء أسرة حتى قبل أن يلتحق بالعمل، فكان هدفه هو الاستقرار وعفّة النفس من الفتن، وقد تراجع هذا في الجيل الحالي بشكل كبير، بدليل تأخر سن الزواج والاهتمام فقط بالشكل الخارجي والتغافل عن الدين والأخلاق، والضمير الديني هو أساس نجاح جميع العلاقات فإذا كان يقظًا يكون له آثارا إيجابية، والعكس صحيح. 


وتابع الجندي: السبب التالي من أسباب ارتفاع نسبّ الطلاق هو الجهل بالآثار السلبية المترتبة، والجهل بمقاصد التشريع الإسلامي في تكوين الأسرة؛ لأنه ليس مجرد رجل يتزوج امرأة ويعيشان سويًا وينجبان أطفالًا وكفى.

 

ولكن الزواج له معنى أعمق من ذلك، وهو تكوين صرح، أسرة نافعة لأهلها ولنفسها وللمجتمع ككل، وهذا معنى مختل بكل أسف؛ لأن معظم الزيجات الآن بُنيت على أساس المظاهر الشكلية والمادية وتغافلت عن الأصل وهو الدين والأخلاق.


ومن الأسباب أيضًا العامل الاقتصادي الذي لا يمكن تجاهله، لأنه من الممكن أن يكون هناك وفاق بين الطرفين، ولكن تطغى الظروف المادية بأن يتكاسل الزوج عن العمل مما يؤدي في النهاية إلى توتر العلاقة الزوجية، مشيرًا إلى أن بعض الأزواج يتخلون عن واجبهم في الإنفاق والاعتماد على الزوجة، وكل حق يقابله واجب، بما أن الرجل له القوامة وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، وأن تتقي الله ولا تقبحّ".


وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية أن من الأسباب أيضا الغزو الفكري؛ بمعنى أن الأفكار المستوردة من الغرب تؤدي إلى عدم تحمل المسئولية، والبحث عن الحرية الزائفة، وهذه ثقافة وافدة على مجتمعنا تقلل من الاعتماد على الزواج والاستقرار، وهناك أسباب اجتماعية أخرى وهي استغناء بعض الأزواج عن الحياة الزوجية، والحرص على استمرارها بسهولة، وذلك لأنها تتمتع بذمة مالية منفردة تستطيع بها أن تكفي ما تحتاج، وهذا لا يجعلها تقوم بواجباتها الزوجية فهي لا تهتم بالزوج وتهمل مسئولياتها.


بجانب تلك الأسباب ينظر بعض الأزواج للزواج على أنه صفقة تجارية وليس علاقة دينية إنسانية الأساس، فيها المودة والرحمة التي أمر الله سبحانه وتعالى بها كأساس في العلاقة الزوجية.

ميثاق غليظ


وعن الحلول للحد من تزايد نسب الطلاق أكد الجندي التشبث بالميثاق الغليظ وهو ميثاق المودة والرحمة الذي يجب أن يظلل على الأسرة، والتسامح في علاقة الزوج والزوجة والحرص على أن يتنازل كلا الطرفين عن بعض الأمور من أجل استمرار العلاقة الأسرية لأنها علاقة الأصل فيها الاحترام والتفاهم والحوار.


ومن الآثار السلبية المترتبة من هذا التفسخ الاجتماعي على الأبناء هو نشأة طفولة غير سوية تؤثر على المجتمع ككل، وهنا يظهر مدخنين ومدمنين ومتهربين من التعليم، وأيضا أطفال الشوارع وهذا بالفعل ما نراه الآن بصورة واضحة جدا.

ولتلافي هذه الصور الخطيرة يجب على الزوج والزوجة حتى وإن عاشوا مضطرين حفاظا على كيان الأسرة أن يعلم كل منهم أن الأسرة والأبناء مسؤلية وأمانة وعدالة وإنصاف تقتضى التضحية والتنازل.


شرع الله


من جانبه قال د. محمد عبد العاطي عباس عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقليوبية جامعة الأزهر: إننا إذا لم نضع الشرع أمامنا حال اختيار الزوجة إذ يقول الشرع إنه إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.


وهنا حذر ولي أمر الفتاة أنه عندما يأتيك من ترضى دينه وخلقه فلزم أن ترتضيه زوجًا لابنتك، وإذا لم تفعل فإنك تساهم في الفتنة والفساد في الأرض، ولكن الواقع أننا نبحث عن المال بدلًا من الدين، وبالتالي عدم تحقق الأولى يؤدي إلى الثانية.


والأصل أن يتزوج ذات الدين لقوله صلى الله عليه وسلم: "فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ"، مشيرًا إلى أن الواقع أن الشباب يبحثون عن ذات الجمال، ويتغافلون عن الدين مع العلم أن الجمال والمال والنسب مطلوبين ولكن الأهم ذات الدين؛ لأنه إذا توفرت هذه المميزات ولم يتوفر الدين فلا قيمة لهم، وقد حذرنا الشرع من النسب السيء، فنحن لم ننفذ ما أمرنا الله به لذلك ظهرت سوأتنا ولم ولن تستقيم حياة زوجية بنيت بحثًا عن المال والجمال فقط؛ لأن كلاهما زائل والمسوغ لإقامة كيان أسرة هو الدين فقط.


وتابع عبدالعاطى: أنه نتيجة لعدم تطبيق الشرع في الاختيار فإن كل طرف يزهد في الآخر ويصبح الأطفال ضحية الاختيار السيء لكلا الطرفين، ويجني المجتمع ثماره؛ لأن الأسرة هي اللبنة الرئيسية في تكوين المجتمع، فإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع، وإذا فسدت الأسرة فسد المجتمع، وهذا شيء طبيعي لذلك اهتم الشرع باختيار الطرفين على أسس دينية، علاوة على عدم مراعاة الدين من قبل بعض الأزواج، إذ يعتبر أنه قد اشترى زوجة بعقد عمل وليس عقد زواج ملزم للطرفين بحقوق وواجبات.


وأضاف عميد الدراسات الإسلامية أن الإنسان عندما يعتاد النعم فإنه لا يحسن التعامل معها، والتخلص منها يكون سهلًا وهذا يحدث عندما يتزوج البعض ويكون الأب هو من أحضر الشقة والزوجة، ونجد الابن لم يبذل جهدًا في شيء ولكن بالعكس، إذا ما كدّ الابن وتعب في تجهيز حياته فإنه سيكون حريصًا كل الحرص في الحفاظ على الكيان الذي تعب في بنائه.

 

وتابع أن الابنة في بيت أسرتها تكون مدللة غير معتادة على تحمل المسئولية، وعند حدوث أي مشكلة فإنها تجد نفسها أمام أول موقف تختار الحل السهل وهو طلب الطلاق، ولذلك لابد من إعادة صياغة اختيار بناء أسرة.


السوشيال ميديا


وعن تأثير السوشيال ميديا قال عبد العاطى: "إنه يعتبر سببًا رئيسيًا وخطيرًا في ارتفاع معدل الطلاق؛ لأن الشاب يسجن نفسه داخل عالم خيالي هروبًا من الواقع الذي يراه مرًا، فيترك زوجته ويفتح المواقع الإباحية ويزهد زوجته ليشبع خياله المريض، وتشعر بهذا الزوجة فتترك نفسها أمام أول من يحنو عليها عن طريق العالم الوهمي وبالتبعية يعيش كلا الطرفين في وهم، تستحيل معه الحياة والاستمرار فيها، وهو ما يعتبر آفة المجتمع الآن".


ويؤثر الطلاق على الأبناء؛ لأن الولد يحتاج إلى حنان الأم وصلابة وحنان الأب، فبعد الطلاق يجد الولد نفسه شخصًا مختلفًا عن أقرانه مما يؤدي إلى مرضه النفسي ويصبح شخصًا معقدًا ومشوهًا في المجتمع غير منتج يكره من حوله.


وأخيرًا نصح عبد العاطي أن البيوت لم تبن على الحب، ولكنها تبنى على أساس المودة والرحمة، وعندما تزيد المودة تزيد الرحمة، ويجب عدم تصيد الأخطاء لاستمرار الحياة بين الطرفين والحفاظ على كيان الأسرة.


250 ألف حالة


بدورها قالت بسمة محمود استشاري أسري في محاكم الأسرة: إن سوء الاختيار وزواج المصلحة أدى لارتفاع نسب الطلاق حتى وصلت 250ألف حالة سنويًا  بخلاف حالات الانفصال التي لا نعلم عنها شيئًا، مشددة على ضرورة أن يلتزم  كلا الطرفين بالمصداقية التي افتقدناها في المجتمع.


وشددت الاستشاري الأسري على ضرورة الالتزام بالشرع في العلاقة الزوجية بين الطرفين، وعدم الغلو في المتطلبات حتى نحد من الظاهرة التي باتت تهدد أمن واستقرار الأسرة المصرية.