"بلاها شبكة" حملة جديدة لتيسير الزواج لمواجهة ارتفاع أسعار الذهب

  • 126
أرشيفية

الشباب يؤيدونها.. والفتيات الأكثر رفضًا

"بلاها شبكة" حملة جديدة لتيسير الزواج لمواجهة ارتفاع أسعار الذهب

بات الزواج في هذه الأيام عصيبًا؛ نظرًا للأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد خاصة بعد ثورة يناير 2011، فوفقًا لآخر الإحصائيات الرسمية لدينا نحو 13 مليون شاب وفتاة تجاوزت أعمارهم الـ35 سنة ولم يتزوجوا، وهو الخطر الذي يهدد المجتمع المصري.

وقام شباب في العديد من المحافظات بتدشين حملة لإلغاء الشبكة من تكاليف الزواج والتي تعد العامل الأكبر في ارتفاع تكاليفه تحت شعار "بلاها شبكة"، وهو ما واجه رفضًا كبيرًا من غالبية الفتيات.

وتضامن عبدالمحسن مجاهد مع الحملة موضحًا أنها ستخفف العبء على كاهل الأسر الفقيرة والبسيطة وحتى لا يكون الزواج مجرد سلعة تباع وتشترى، وأعلن أنه سيعمل جاهدًا لتحقيق ذلك أيّا كان قدر استطاعته.

أما وليد فوزي  -حاصل على معهد خدمة اجتماعية- فقال: "إن العادات والتقاليد هي السبب الرئيسي وراء ارتفاع تكاليف الزواج"، مؤكدًا أن تأخر سن الزواج دفع الشباب نحو المخدرات مطالبًا بإلغائها بالكلية لمواجهة وحش العنوسة على حد وصفه.

أما الفتيات فعلى النقيض تمامًا أكدن أن إلغاء الشبكة يدفع العريس إلى إهانة الزوجة خاصة في حالة الطلاق. "على حد وصفهن"

فتقول نسمة خضر –صيدلانية-: "إنها ضد الفكرة، وترى أن الشاب الذي يحصل على تسهيلات من قبل والد العروسة يستهين بالزوجة ويصبح من السهل عليه أن يتركها أويطلقها لأنه لن يخسر شيئًا بل على العكس الزوجة هي الخاسرة"، مؤكدة أنها توافق على تقليل الشبكة وليس إلغاؤها.

أما نور الصباحي فترى أن التنازل عن الشبكة هو تنازل عن أبسط حقوقها وسيلحق بتنازلات أخرى وتصبح الزيجة رخيصة -على حد وصفها- متابعة: "مابنقولش شبكة بـ 40 ألف، بس لازم العريس يجيبها ولازم يقدر عروسته".

وعلى الرغم من هذه الآراء التي تتمسك بالشبكة بين الفتيات إلا أن هناك الكثيرات أيضًا يريدن إلغاءها، فتقول لبنى محمود: "إن الشبكة هدية من الزوج لزوجته، ولا تعدها شرطًا أساسيًا لإتمام الزواج، وخاصة في الظروف الاقتصادية التي نعيشها"، موضحة أن أهل العروسة يرون فقط أن الشاب لابد أن يتعب للحصول على ابنتهم ليحافظ عليها، وأنها تتحفظ على ذلك، فليست -الفتاة- سلعة تباع وتشترى.

وأكدت أن الذهب ليس مقياسًا للحفاظ على الزوجات فكثيرًا ما نرى في محاكم الأسرة قضايا طلاق وخلع ونفقة وغيرها ممن كانت زيجاتهم بمهور وشبكة بـ"ملايين الجنيهات". 

من جانبها، أيدت الدكتورة إنشاد عز الدين -أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية- الحملة، مؤكدة أن إصرار الآباء على المغالاة في المهور وتكاليف الزواج التي جعلت من الزواج أمرًا يصعب تحقيقه وهو الخطر الذي بات يهدد المجتمعات العربية والأمة الإسلامية عمومًا، ويؤثر سلبًا على استقرار الأسر العربية ويظهر ذلك جليًا في ارتفاع سن الزواج ومعدلات العنوسة.

وأكدت عز الدين أن الدراسات التي أجريت في الفترة الأخيرة أشارت إلى أن ارتفاع المهور وتكاليف الزواج أحد أهم الأسباب في عزوف الشباب عن الزواج، ولجوء الكثير من الشباب إلى الزواج من أجنبيات.

وأشارت إنشاد عز الدين إلى أنه لابد من أن التكاتف لخفض سن الزواج والعمل على التغلب على العقبات الاقتصادية التي تعوق الزواج وتيسيرها على الشباب الراغبين فيه.

وأكدت أستاذ علم الاجتماع أن تأخير سن الزواج يتسبب في حدوث انحرافات كثيرة خاصة في ظل الانفلات الأخلاقي في كثير من المجتمعات؛ لتوافر مصادر كثيرة أصبحت في متناول الشباب ومنها بالطبع المواقع الإباحية، والتي باتت مشكلة تؤرق البيوت المصرية وغيرها في مختلف بلدان العالم الإسلامي.

 موضحة أن الإسلام رغب في تيسير الزواج على الشباب وعدم المغالاة في المهور والحرص على اختيار صاحب الدين والخلق، مستشهدة بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه".