كاميرون: الخروج من الاتحاد الأوروبي سيكون خطأ قومي

  • 69
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون

خالف رئيس الوزراء البريطاني المحافظ تقاليد حزبه السياسية قبيل الاستفتاء المزمع على مستقبل المملكة في الاتحاد الأوروبي، وتحدث إلى الناخبين موضحا أسباب اعتقاده أن بلاده أقوى وأكثر أمنا وأفضل حالا داخل الاتحاد منها خارجه، واصفا خروجها منه بالخطأ القومي.

واستهل كاميرون مقالا في صحيفة (ميرور) بالتنويه عن أنه "ليس كل يوم يكتب رئيس وزراء محافظ في ذا ميرور لكن ليس كل يوم أيضا نواجه قرارا بتلك الأهمية: إما البقاء في الاتحاد الأوروبي أو الابتعاد."

وقال كاميرون "لقد قضيت وقتا استثنائيا، لقد اجتمعتُ مع برندان باربر من اتحاد نقابات العمال.. لقد شاركت ديفيد ميليباند على منصة.. القابلات والمصنعون والمحامون والعمال والمزارعون وشركات الهواتف والنقابات والجامعات – كلهم تكلموا بصوت واحد، بما يبرهن على قوة الشعور بأهمية وجود بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي لا أتحدث من منطلق أي حب لـبروكسل – وإنما من منطلق حب عميق لبريطانيا عندما أنظر إلى الاتحاد الأوروبي فإنني أرى 500 مليون إنسان يمكننا التداول تجاريا معهم وشبكة عمل من بلدان نستطيع مجابهة الجريمة معها في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، وتهديد الإرهاب محدق، أعلم أننا نحتاج تلك الأشياء أكثر من أي وقت مضى وفي عصر لم تعد فيه الديموقراطية والمساواة وحقوق الإنسان مضمونة، بات الاتحاد الأوروبي وسيلة عظيمة للاصطفاف جنبا إلى جنب مع من يشاركوننا القيم الأساسية."

ونوه كاميرون "تذكروا أن بريطانيا تمتلك الأفضل – وضعا خاصا في الاتحاد الأوروبي؛ نحن جزء من السوق الموحدة ومع ذلك لا نزال نحتفظ بعملتنا يمكننا التداول والسفر لكن مع الحفاظ على حدودنا هذا الوضع الخاص قد تعزز عبر مفاوضاتي التي أكدت أننا بعيدين عن أية تحركات صوب اتحاد أكثر وثوقا كما شددت على أن مواطني الاتحاد الأوروبي يجب أن يسهموا في نظامنا قبل أن يأخذوا منه."

وقال كاميرون "معسكر الخروج يريدنا أن نطرح كافة هذه الترتيبات بعيدا لقد جاب بنا قادتُه العالم باقتراحاتهم، قائلين يمكننا احتذاء حذو كندا وسويسرا والنرويج وغيرها وبينما لم يضع معسكر الخروج خطة بديلة، فإننا واضحون بشأن ما نحارب من أجله إننا نحارب من أجل وظائف، وثلاثة ملايين نسمة معائشهم متعلقة بالتداول التجاري مع أوروبا، وأعداد لا حصر لها بشكل غير مباشر إن كل وظيفة تعتمد على اقتصاد قوي، وبالتبعية على عضويتنا بالاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي حذر محافظ بنك إنجلترا من احتمال أن نتعرض لركود جديد حال خروجنا من الاتحاد الأوروبي جميعنا يعرف جيدا مَن يتضرر أكثر في زمن الركود – إنهم الأكثر فقرا."

وتابع كاميرون "إننا نحارب من أجل أسعار أرخص ومن المعروف على نطاق واسع –حتى بين هؤلاء الذين يريدون الخروج من الاتحاد- أن الخروج من شأنه الإضرار بعُملتنا إذا أردت الإضرار بالناس فألحق الضرر بالجنيه لأن ذلك يستتبع ارتفاع سعر الواردات الغذائية.. يقول بنك إنجلترا إنه سيختار بين خسائر في فرص العمل أو رفع الأسعار حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي .. إننا نحارب من أجل تأمين فرص لأطفالنا نريد لهم أن يكونوا قادرين على السفر والعيش والعمل بالخارج إذا ما أرادوا إن عضوية الاتحاد الأوروبي قد فتحت أوروبا للجيل الأصغر سنا هبطت تكاليف الرحلات بنحو 40%، وأعداد وجهات السفر قد زادت ينبغي علينا كآباء أن نحافظ على الأبواب مفتوحة، لا أن نغلقها علينا أن نرسي أسس مستقبل الأطفال الاقتصادي الخزانة أعلنت أن اقتصادنا خارج الاتحاد الأوروبي سيتقلص بنسبة مقدارها 6% بما يعني تكلفة 300ر4 جنيه استرليني على كل أسرة."

ومضى رئيس الوزراء قائلا: "قبل كل شيء نحن نحارب من أجل مكانتنا في العالم في تلك الأوقات التي تشهد مزاحمة والمحفوفة بالمخاطر والمشمولة بالضبابية وعدم اليقين تبقى تلك أمور في غاية الأهمية دعونا نتخيل الصورة حيث فرنسا وألمانيا وإيطاليا وأسبانيا كلهم جلوس حول الطاولة يتخذون قرارات تشكل مستقبل قارتنا ثم بريطانيا – خامس أضخم اقتصاد عالميا، الوجهة الأوروبية الأولى للمستثمرين – تمسي بلا صوت ولا حول خارج غرفة المحادثات."

وأضاف "إن حملة الخروج تضر بالوطن؛ لقد قضيتُ ستة أعوام في منصب رئيس الوزراء وأعلم كيف تدبر بريطانيا أمورها حول العالم أعلم كيف تستفيد الطبقة العاملة من حرية التداول التجاري في أوروبا رأيت كيف تزدهر عملية التصنيع في ظل الصفقات التجارية المبرمة بين الاتحاد الأوروبي وبقية دول العالم.. علمت كيف تسهم علمية تبادل الاستخبارات في تأمين العائلات وقد قابلت زعماء من حول العالم كل الأمم الصديقة تريدنا أن نظل في الاتحاد الأوروبي."

واختتم كاميرون قائلا: "أنا على يقين أن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيكون خطأ قوميا، ومن ثم أقول لقراء صحيفة ذا ميرور: لا تخاطروا بمستقبل البلاد .. حافظوا على بريطانيا أقوى وأكثر أمنا وأفضل حالا منها خارج الاتحاد.. وفي يوم 23 يونيو، صوتوا لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي."