"حلب"مشاهد إنسانية لا تنسى.. وتعليق الجمعة للمرة الأولى منذ انطلاق الثورة

  • 143

العالم يهتز من أجل حلب
مشفى القدس شاهد على الجرائم ضد الجرحى والأطباء
مشاهد إنسانية لا تنسى.. وتعليق الجمعة للمرة الأولى منذ انطلاق الثورة



تتواصل الغارات المكثفة على حلب مخلفة مئات الشهداء والجرحى من المدنيين، ويركز القصف على استهداف المشافي والمرافق الخدمية، ما أعاق جهود إنقاذ مئات المصابين، وتسبب في زيادة عدد الضحايا.

"حرق حلب" تبدو تلك هي سياسة النظام التي يسعى لتنفيذها على مدار أكثر من أسبوع من القصف المكثف، فالقصف استهدف مناطق واسعة من الحلب، وأصبحت الطائرات لا تغادر أجواء المدينة، بينما فرق الدفاع المدني ما زالت تحاول إخراج الضحايا من تحت الأنقاض، كما تغص المشافي الميدانية بالجرحى، وسط مخاوف من قصفها.

وعلى ما يبدو فقد ترك العالم حلب تُباد وتُحرق معها كل الوعود السياسية الكاذبة، حيث يُترك الأطفال والمدنيون العزل ليواجهوا بشاعة القتل دون أدنى عقوبة يخشاها القاتل، في حين تتكرر المجزرة تلو المجزرة والقوى العظمى صامتة.

وعلى وقع المجازر التي ترتكبها طائرات العدوان الروسي وطائرات النظام الحربية في مدينة حلب، أوصى "المجلس الشرعي في محافظة حلب" بتعليق صلاة الجمعة الفائتة، وإقامة صلاة الظهر عوضاً عنها حفاظاً على أرواح المصلين، وذلك للمرة الأولى منذ انطلاق الثورة السورية، في مشهد مهيب يهتز له وجدان كل مسلم على وجه الأرض.

محرقة حلب تحتوي على مئات التفاصيل التي تدمي القلب، فمستشفى القدس شاهدة على أقسى اللحظات، فقد أظهر مقطع "فيديو" التقط بكاميرات المراقبة داخل مستشفى القدس، الذي دمرته طائرات النظام السوري قبل بضعة أيام، اللحظات الأخيرة للطاقم الطبي العامل في المستشفى.

ويظهر الفيديو طبيب الأطفال محمد معاذ وهو يتنقل بين أروقة المستشفى, قبل أن تأتي لحظة القصف الذي أودى بحياته و49 آخرين من الأطفال المرضى، والطاقم الطبي.

وينحدر معاذ من حلب، وكان قد رفض مغادرة المدينة ونذر نفسه لمعالجة أطفالها, وكان يعمل خلال النهار بمستشفى الأطفال، وليلا بقسم الطوارئ في مستشفى القدس.

وبث ناشطون خلال صفحات التواصل الاجتماعي مقطعًا مرئيًا -فيس بوك- يظهر رجلاً يحاول إزالة ركام بيته المدمر بحثاً عن عائلته والدموع تغطي وجهه.

مشهد ينقل بشاعة ما يحدث داخل حلب، رقدوا في سلام واستيقظوا على أهوال فوق الوصف، ناموا أسرة واحدة، واستيقظوا على صوت انفجارات هائلة قد تفرقهم إلى الأبد، ولم يبق إلا الدموع.

تسجيل آخر يكشف وحشية القصف الذي تتعرض له حلب، فقد بث ناشطون أيضا على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً يُظهر انتشال فرق الدفاع المدني في حلب طفلًا رضيعًا من تحت الركام، بعد أن أمضى أكثر من 20 ساعة تحت الأنقاض.

وبقي الطفل البالغ من العمر نحو سنتين حيًا رغم بقائه نحو يوم كامل تحت أنقاض مستشفى القدس في حي السكري بمدينة حلب.

ومن بين آلاف الصور الدامية التي جاءت عبر حلب، توقف نشطاء موقع التواصل الاجتماعي أمام صور نساء سوريا اللاتي خرجن من تحت الأنقاض، وهن في كامل حجابهن رغم القصف والظروف الصعبة التي يواجهونها.

وأثنى نشطاء على حرائر سوريا لعفتهن وحيائهن وحرصهن الشديد على الستر لدرجة أنهن ينمن بالحجاب.

واعتبر المغردون الصور رسالة مبطنة لبعض الفتيات اللاتي يتساهلن في حجابهن رغم الأمن والأمان.

وغرد سعود الشريم -إمام الحرم المكي- بأبيات من الشعر معلقاً على إحدى هذه الصور المتداولة قال فيها: "حِجابُكِ بين أنقـاض المباني كلؤلؤةٍ تَــــوارَت في التُّرابِ إليكِ مشاعرُ ا?جلال تَخطُو نجوتِ ولمْ تَنوئي بالحجابِ".