صرح أهالي منطقة أبو بسيسة في العامرية من موقع (9ن)
التابع لهيئة الصرف الصحي بالإسكندرية، بأنهم يتعرضون لمؤامرة كبرى تدفع ثمنها
الأجيال الناشئة من قبل "مبارك"، بعدما أقدم على إنشاء موقع (9ن) التابع
لهيئة الصرف الصحي على مساحة حوالي 238 فدانا، والذي تحول إلى مرمى للحمأة ومخلفات
المستشفيات والمصانع.
أدى ذلك إلى إصابة العديد من الأهـالى -لا سيما
في قرية أبوبسيسة- بالأمراض القاتلة "سرطانات، وفشل كلوى، وفيروسات كبدية، وأمراض
جلدية، ورمد، وأمراض صدرية"..بدورها انتقلت "الفتح" للقاء أهالي "أبو
بسيسة"ومن بينهم الدكتور عبدالحكيم طايل، ومختار خطاب، والحاج نصر عبدالحميد
الذي يعمل مزارعًا"، واتفقوا جميعًا على أن القرية تتعرض لفاجعة كبرى،
مناشدين الرئيس السيسي بسرعة التدخل.
وأضاف اللواء
سعيد عباس"وصدر القرار الحكيم بعد ظهور نتائج تحاليل العينات لصالح أهالى
أبوبسيسة والقرى المجاورة لها بأقليم مريوط، وصدر قرار الأمانة العامة للقوات
المسلحة بغلق موقع (9ن) لخطورته و تأثيره الضار. وشكلت لجنة عن طريق رئاسة الوزراء
برئاسة الدكتور خالد فهمى وزير البيئة لبحث الأمر".
بدوره قال المحامي ناجي إبراهيم:"إن الدكتور
أحمد أبو السعود الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة أكد في تصريحات سابقة الانتهاء
من دراسة موقع (9ن) الخاص بمصنع إعادة تدوير الحمأة التابع لشركة الصرف الصحى في منطقة
نجع أبو بسيسة غرب الإسكندرية، وموقفه البيئي، وشكاوى أهالي المنطقة نتيجة لتضررهم
من الموقع، ورفع توصية لرئيس الوزراء بضرورة الغلق والبحث عن مكان بديل.
وأضاف إبراهيم،إن
الدكتور أبو السعود قال:"رئيس الوزراء هو المنوط به إصدار قرار الغلق".
وأكد "إبراهيم" تمسك الأهالي بغلق الموقع وإنشاء مشروعات قومية على
مساحته للقضاء على البطالة المنتشرة غرب الإسكندرية وإقليم مريوط،موضحا: أن الموقع
يقع بجوار مطار برج العرب الدولى واستاد برج العرب الدولي؛ ما يجعله مهيئًا تمامًا
لإقامة مشروعات تنموية".
وصرح مختار خطاب من أهالى نجع أبوبسيسة: "تم
التواصل مع قيادة المنطقة الشمالية العسكرية، وتوجه وفد مكون من 20 مواطنا، ممثلون
عن الأهالي والقرى المجاورة لها في أقليم مريوط إلى قيادة المنطقة الشمالية
العسكرية يوم الأثنين الموافق 4/4/2016 للمطالبة بتنفيذ قرار الأمانة العامة
للقوات المسلحة، و الأخذ بتوصيات لجنة رئاسة الوزراء برئاسة وزير البيئة الدكتور خالد
فهمى ورئيس الجهاز التنفيذى لشئون البيئة التي أقرت بضرورة غلق الموقع نهائياً
تفعيلاً للمادة (46) من الدستور التي تنص على: (لكل شخص الحق في بيئة صحية سليمة،
وحمايتها واجب وطني)، وتلتزم الدولة باتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ عليها، وعدم
الإضرار بها، والاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية بما يكفل تحقيق التنمية
المستدامة, وضمان حقوق الأجيال المقبلة فيه.
وكذلك المادة (29) التي تنص على: (الزراعة
مقوم أساسي للاقتصاد الوطني، وتلتزم الدولة بحماية الرقعة الزراعية وزيادتها،
وتجريم الاعتداء عليها، كما تلتزم بتنمية الريف ورفع مستوي معيشة سكانه وحمايتهم
من المخاطر البيئية، وتعمل على تنمية الإنتاج الزراعي والحيواني، وتشجيع الصناعات
التي تقوم عليهما، وتلتزم الدولة بتوفير مستلزمات الإنتاج الزراعى والحيوانى،
وشراء المحاصيل الزراعية الأساسية بسعر مناسب يحقق هامش ربح للفلاح، وذلك بالاتفاق
مع الاتحادات والنقابات والجمعيات الزراعية، كما تلتزم الدولة بتخصيص نسبة من
الأراضي المستصلحة لصغار الفلاحين وشباب الخريجين، وحماية الفلاح والعامل الزراعى
من الاستغلال، وذلك كله على النحو الذى ينظمه القانون).
وأضاف خطاب: نطالب الرئيس السيسى باستغلال أرض
الموقع فيإنشاء مشاريع قومية تنموية تخدم شباب الإسكندرية بصفة عامة، و شباب مريوط
بصفة خاصة.
وأوضح"تسبب هذا الموقع في زيادة معدل الوفاة
خاصة من الشباب؛ بسبب الروائح الكريهة المنبعثة منه، ناهيك عن الحمأة المتساقطة من
السيارات على المدخل الرئيسى للقرية؛مما يسهل نقل الأمراض والأوبئة"، وأضاف
"الخطورة تكمن في أن الموقع مرتفع على ربوة، وبقية القرى منخفضة؛ لذلك فإن
تيارات الهواء المقبلة من الموقع تتسبب في نوع من الرزاز الميكروبي الذي يغطي القرية
والقرى المجاورة".
وتابع خطاب: مخلفات الصرف
والبنزين والغزل والنسيج وغيرها تصب في هذه المنطقة التي يقطنها نحو 300 ألف نسمة،
وقدمنا العديد من الشكاوى للجهات المعنية من المحافظين وغيرهم من المسئولين"لكن
لا حياة لمن تنادي"؛حتى جاءت ثورة 25 يناير وتدخلت القوات المسلحة ووضعت "بروتوكول"
بالتنسيق مع الصحة والبيئة، يقضي بالتخلص من هذه المخلفات بعيدًا عن المنطقة"
وعقد مؤتمر جماهيري في منطقة الناصرية بالعامرية غرب الإسكندرية يوم 14/1/2014م
لحل المشكلة، حضره عشرات الآلاف من أهالي المنطقة، واللواء أركان حرب سعيد عباس-قائد
المنطقة الشمالية العسكرية سابقاً- وأكد حينها حرص القوات المسلحة على إنهاء
المشكلة،وستضع صحة المواطن المصري في المقام الأول، وقد وضعت بروتوكول تعاون بين
المنطقة الشمالية العسكرية وأهالى القرية وهيئة الصرف الصحي، تنص على: إعادة تشغيل
موقع (9ن) الذي يستخدم في التخلص من المواد الصلبة لفترة مؤقتة، وعدم بيع الحمأة الناتجة
عن معالجة المواد الصلبة، وتشكيل لجنة لأخذ عينات للتعرف على الآثار البيئية
الناتجة عن الموقع ومدى تأثيرها على صحة المواطنين".