رئيس برلمان قبرص: مستعدون للعب دور ممثل مصر وسفيرها داخل المؤسسات الأوروبية

  • 56
رئيس البرلمان القبرصي ياناكيس أوميرو

قال رئيس البرلمان القبرصي ياناكيس أوميرو، إن بلاده على استعداد للعب دور الممثل لمصر وسفيرها داخل المؤسسات الأوروبية كافة، بما في ذلك البرلمان الأوروبي.

وأضاف أوميرو، في لقاء مع عدد محدود من الصحفيين، اليوم الثلاثاء، أنه "يقوم حاليا بزيارة إلى مصر تلبية لدعوة من نظيره المصري الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب"، لافتا إلى الاجتماع الذي عقده أمس، مع عبد العال، والذي وقعا خلاله على مذكرة تفاهم للتعاون بين برلمان الدولتين والاتفاق على إعادة تشكيل مجموعة الصداقة بين البرلمانين.

وأشار رئيس البرلمان القبرصي إلى عمق العلاقات بين البلدين التي ترجع إلى عصور طويلة منذ تأسيس جمهورية قبرص، حيث أقام أول رئيس قبرصي ماكاريوس علاقات متنية مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر اللذين قاما بدو هام في إطار منظمة عدم الانحياز.وأوضح أن العلاقات بين القاهرة ونيقوسيا تشهد حاليا زخما كبيرا وهي في أزهى عصورها في جميع المجالات، مشيرا إلى وجود اتفاقية للتعاون بين الجانبين في المجال الدفاعي والتي تم التوقيع عليها لصالح الشعبين والبلدين، وذلك بخلاف التعاون في الإطار الثلاثي الذي يجمع بين مصر وقبرص واليونان والذي يتضمن أنشطة عديدة ومحددة في مجالات السياحة والطاقة والزراعة.

وشدد رئيس البرلمان القبرصي على أن منطقتنا تعيش حاليا ظروفا صعبة إلى جانب موجات الهجرة التى تتدفق على بعض الدول العربية، ومنها مصر وليست على أوروبا فحسب، وهو ما أدى إلى وجود مشكلات كبيرة في القارة الأوروبية وهناك أزمة فى اليونان بسبب ذلك.

وأشار إلى أنه وفي هذا الوضع من عدم الاستقرار والصراعات الذي تشهده المنطقة، فإن دولا مثل مصر وقبرص تمثلان دعائم للاستقرار، "ونحن كدولة عضو بالاتحاد الأوروبي وهذا ما أكدته خلال اللقاء مع رئيس البرلمان المصرى أن قبرص مستعدة للعب دور الممثل لمصر وسفيرها داخل المؤسسات الأوروبية".

وأكد اوميرو أن القضية القبرصية التى تعانى منها بلادها منذ 42 عاما تشكل انتهاكا صارخا لقرارات مجلس الأمن الطولى والشرعية الدولية، معربا عن أسفه أن جميع الجهود المبذولة لحل القضية بشكل عادل وفي إطار الشرعية الدولية باءت بالفشل "بسبب المواقف المتعنتة لتركيا"، مذكرا بوجود مساع جديدة وعملية مفاوضات جديدة نأمل أن تؤتي بثمارها ولكن مطلوب رغبة من جانب الدولة التركية التى تحتل جزءا من أراضي قبرص.

وأشار إلى التعاون الوثيق بين مصر وقبرص في مجال الطاقة، ولكن وفي الوقت نفسه، فإن تركيا تهدد يوميا قبرص وتشكك في حقوقها الشرعية في الاستثمار في مياهها الشرعية، لافتا إلى أنه يود في هذا الإطار أن ينقل رسالة للشعب والحكومة المصرية من الشعب والحكومة القبرصية للموقف المصري الثابت والداعم للقضية القبرصية.

وردا على سؤال لوكالة أنباء الشرق الأوسط حول تقييمه لدور مصر في المنطقة حاليا من أجل حل القضايا كالوضع في ليبيا والأراضي الفلسطينية المحتلة، أكد أن مصر هي مركز العالم العربي في كافة النواحي سواء سياسيا واقتصاديا أو ثقافيا، وبالتالي فإن مصر تقوم بدور هام كونها مركز العالم العربي في حل قضايا كثيرة بالمنطقة.

وحول كيفية تعاون البرلمانين المصري والقبرصي لحل المشاكل التى تواجه الشعبين على الساحة الدولية، أوضح أن البرلمانين يشاركان في محافل دولية برلمانية فيمكن التعاون في اللقاءات على سبيل المثال فى اتحاد البرلمانات الدولي والبرلمان المتوسطي، مؤكدا أنه فيما يتعلق بالبرلمان الأوروبي فإن الأعضاء القبارصة به هم على استعداد لدعم مصر "وأبلغنا الجانب المصري أن يحيطوننا علما بالموافق المصرية للمساعدة في البرلمان الأوروبي أو أي جهاز أوروبي آخر".

وحول التنسيق بين البلدين فى مجال مكافحة الإرهاب، أوضح أن "هناك تعاونا في مكافحة الإرهاب الدولي وهناك التزام لقبرص في إطار الاتحاد الأوروبي وهناك اتفاقيات بين دول الاتحاد في مجال تبادل المعلومات"، مشيرا إلى أن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري اقترح عقد ندوة البرلمانين لمناقشة هذا الموضوع.

وفيما يخص التعاون في قطاع السياحة، قال إنه في الإطار الثلاثي مع اليونان هناك برامج محددة، على سبيل المثال هناك فكرة للربط البحري بين البلدين وأيضا الثلاث دول ونحن نريد إعادة الربط البحري بين مصر وقبرص.وأكد رئيس برلمان قبرص أهمية القمة الثلاثية المصرية القبرصية اليونانية والتي ستعقد بالقاهرة فى يونيو القادم، لا سيما وأنها تختلف عن القمم السابقة في ظل وجود أطر ومشروعات محددة للتعاون بين البلدان الثلاثة خاصة في قطاعات الطاقة والسياحة والزراعة والتربية السمكية وهناك خبراء قبارصة الآن يزورون مصر.

وعما إذا كان سيتم تشكيل لجان برلمانية ثلاثية بين مصر وقبرص واليونان، قال إن هذه الفكرة مطروحة في إطار مجموعات الصداقة في البرلمانات.

وعن رؤية قبرص لقضية الطالب الايطالى جوليو ريجينى، أوضح أنه ليس لديه المعلومات الكافية ولكن يرى أن حل مثل هذه الموضوعات ينبغي أن يتم بين البلدين وهما مصر وإيطاليا في هذه الحالة وفي إطار من الحوار والتعاون.

وحول حادث اختطاف الطائرة المصرية الشهر الماضي، قال إن بلاده قامت بواجبها لاحتواء هذا الحادث وفقا للقانون الدولي والجهود أسفرت عن النجاح وانتهت العملية بسلام وتم إنقاذ أرواح الآمنين التي وضعها مختطف الطائرة في خطر.وعن تطورات المفاوضات بالنسبة للقضية القبرصية، أشار إلى أنه يريد أن يقول إنه متفاءل ولكن لابد من الواقعية في السياسة، لافتا إلى أنه شخصيا لم يلمس أي تغيير أو تقدم في المواقف التركية.

وحول الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بشأن إعادة اللاجئين إلى تركيا، اعتبر رئيس برلمان قبرص أن الاتحاد الأوروبي وقع هذه الاتفاقية مع تركيا تحت الضغط و" تركيا من جانبها تصرفت بطريقة غير لائقة كدولة تحترم القانون الدولى وحقوق الإنسان وحاولت أن تبتز لأسباب تتعلق بها، وحاولت أن تربط بين هذه الاتفاقية والقضية القبرصية على سبيل المثال لفتح خمسة فصول كانت قبرص قد جمدتها في إطار الحوار التركى الأوروبي قبرص رفضت لأن هذا موقف أوروبي ولا يمكن فتح هذه الفصول إلا بعد التزام تركيا بالتعهدات".