"الجارديان": تركيا تتهم أوروبا بتصدير المتطرفين لديهم إلى سوريا

  • 61
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

اتهم مسئولون أتراك الحكومات الأوروبية بمحاولة تصدير مشكلة المتطرفين لديهم إلى سوريا، وقالوا / إن الاتحاد الأوروبي فشل في تأمين حدوده أو الالتزام بتعهدات تبادل المعلومات الاستخباراتية والتعاون في محاربة تهديد الجهاديين / .

وكشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن ان مسئولين أتراك قد أطلعوها على هذه الإخفاقات عبر العديد من الامثلة الموثقة لمقاتلين اجانب يغادرون أوروبا بجوازات سفر مسجلة في قوائم مراقبة الإنتربول، ويصلون الى تركيا من مطارات اوروبية وبصحبتهم أمتعة محملة بالأسلحة والذخيرة، ويتم إطلاق سراحهم بعد ترحيلهم من تركيا على الرغم من تحذيرات أنقرة بأن هؤلاء الأشخاص تربطهم صلات بشبكات تجتذب المقاتلين الاجانب.

وقال مسئول أمني تركي رفيع المستوى في تصريح للصحيفة البريطانية: "ساورتنا الشكوك في أن يكون السبب وراء ذلك إنهم يريدون أن يأتي هؤلاء الأشخاص إلى (تركيا) لانهم لا يريدونهم في بلدانهم. أعتقد أنهم كانوا كسولين للغاية بل وغير مهيئين لذلك وظلوا يأجلون النظر في هذا الأمر حتى أصبح مزمنا".

وأوضحت الصحيفة أنها أجرت تلك الحوارات مع المسئولين الأتراك قبل وقوع الهجمات الإرهابية الأخيرة في بروكسل والتي اعلن تنظيم داعش مسئوليته عنها، غير أن التفجيرات والهجمات التي شهدتها باريس في نوفمبر الماضي أبرزت إخفاقات أوروبا على نحو صارخ في مواجهة التهديد من الأوروبيين الذين يعتزمون السفر إلى سوريا أو العراق للقتال إلى جانب داعش ثم يعودون ليرتكبوا فظائع في بلدانهم.

واستشهدت الصحيفة في هذا الصدد بما اعلنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الأربعاء الماضي أن إبراهيم البكراوي، أحد منفذي الهجوم الذي استهدف مطار زافينتيم في بروكسل، كان قد اعتقل في غازيانتيب في يونيو من العام الماضي بسبب شكوك بأنه ينوي السفر إلى سوريا كمقاتل أجنبي، لافتا إلى أنه على الرغم من ابلاغ السلطات البلجيكية باعتقاله، إلا أنهم ردوا على تركيا بأنهم لايملكون دليلا على أن له صلة بالإرهاب، ولم يطلبوا تسليمه اليهم، وتم ترحيله إلى هولندا قبل أن يعود إلى بلجيكا.

ونقلت عن أحد المسئولين البارزين في تركيا قوله /إن أنقرة حذرت أيضا السلطات الفرنسية حول عمر إسماعيل مصطفى، الذي ظهر اسمه في تحقيق حول خلية من الرعايا الفرنسيين المشتبه في صلتهم بالإرهاب استمر من أواخر عام 2014 إلى صيف 2015،..مشيرا الى ان مصطفى كان أحد مسلحي داعش الذين اقتحموا مسرح باتاكلان في نوفمبر من العام الماضي/.

ونفى المسئولون الأتراك في مقابلات مع الجارديان، اتهامهم بالتقصير في مكافحة خطر الإرهاب، وقدموا تفاصيل عن عدة حوادث تثبت أن الحكومات الأوروبية سمحت لهؤلاء الأشخاص بالسفر إلى تركيا.

وأوردت الصحيفة البريطانية بعضا من هذه الحوادث حيث أعادت إلى الأذهان أنه في يونيو 2014، استجوب ضباط الأمن التركي في مطار إسطنبول مواطنا نرويجيا قال لهم علنا /إنه جاء إلى تركيا بهدف السفر إلى سوريا للـ"جهاد"، وعندما فتشوا حقائبه، وجدوا أنه تمكن من الخروج من أوسلو بحقيبة كانت تحوي زيا مموها وإسعافات أولية وسكاكين، ومخزن بندقية وأجزاء من مدفع كلاشينوف /إيه كيه-47/، وهي المحتويات التي تمكن من تهريبها من سلطات الجمارك في أوروبا /.

وعلى الجانب الأخر، أكد مسئولون أوروبيون ومسئولون من قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة مرارا ضرورة أن تبذل تركيا المزيد من الجهد لتأمين حدودها، فيما اتهم منتقدو أردوغان أنقرة بأنها تغض الطرف عن تدفق المقاتلين الأجانب، قائلين / ان تركيا تأمل في تقويض الرئيس السوري المحاصر بشار الأسد /.. وشددوا على غياب ما يعرقل الجهاديين في منطقة الشرق الأوسط من السفر عبر تركيا إلى سوريا.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول / إنه ليس من الواضح سبب قلة تبادل المعلومات الاستخباراتية بين دول الاتحاد الأوروبي وتركيا/. واوضحت أن المسئولين الأتراك عللوا ذلك بعدة عوامل؛ لخصوها في: محاولة أوروبا لتصدير مشكلة الإرهاب لساحات القتال في سوريا بدلا من معالجة تصاعد مشاعر االكراهية والخوف من الاسلام /الإسلاموفوبيا ومشاكل الاندماج؛ والقوانين التي تحد من سلطات المراقبة الأوروبية، فضلا عن انعدام الثقة الشخصية في أردوغان بين الزعماء الأوروبيين بسبب جذوره الإسلامية.