50 ألف أسرة تتعرض للموت بسبب الإهمال.. 30 منطقة خارج حسابات المسئولين.. وخبراء: أزمة تهدد الأمن القومي

  • 170
ارشيفية


سمير راغب: عدد سكانها ينمو بمعدل 3% سنويًا وقد يصل إلى 45 مليون عام 2025

تعاني مصر من مشكلة العشوائيات منذ عقود طويلة، ولم تنج عروس المتوسط منها، فوفق إحصائيات رسمية، فإن عدد المناطق العشوائية داخل محافظة الإسكندرية وصل إلى أكثر من 30 منطقةمتفرقه في أحياء شرق ووسط وغرب.


"هل تنتظر الحكومة أن تكون العاصمة الثانية لمصر مدينة حاضنة للعشوائيات؟"ولماذا تتباطأ الدولة في استيعاب خطورة تلك المناطق على أمنها القومي؟وهل هناك من يحول دون الوصول إلى حلول واقعية للسيطرة على تلك الكارثة المدمرة للمجتمع بأكمله؟ وهل المحافظ وأقرانه عاجزون عن إنشاء صندوق جاد لتطوير العشوائيات قبل أن تتسع دائرتها وتبتلع المدينة بأكملها؟ أم أن هذا الملف لا يمثل أهمية للدولة في ظل الضعف الاقتصادي؟".


طالبت "نورهان مجدي"، رئيسة لجنة الشباببحملة "مين بيحب مصر" في الإسكندرية، الحكومةبسرعة مواجهة مشكلة العشوائيات، مشيرة إلى ضرورة تضافر جهود جميع الجهات المعنية وأخذ خطوات فعلية على أرض الواقع للحد من هذه الكارثة، التي تصيب المجتمع السكندري وتؤثر سلبًا على جمالياته وأخلاقياته والتي تؤثر أيضا بالسلب على السياحة، وإظهار أشياء غير مرغوب فيها للمجتمع الغربي، وتشويه صورة جمالية لمدينة سياحية في الخارج.


وتابعت "مجدي"،أنه أصبح بالإسكندرية وحدها أكثر من 30 منطقة عشوائية، منها "6" مناطق في حي غرب، وهي "نجع العرب" ومأوى الصيادين، و"الطوبجية"، و"وابور الجاز"، وحرم السكة الحديد، وكوم الملح، و"8" مناطق في حي العامرية وهي: الدخيلة الجبلية، وزاوية عبدالقادر، والعامرية القديمة، والدريسة، وعلام، وغرب "الهانوفيل"، ومستعمرة الجزام،"ومرغم ونجع عبدالروان"، وقبلي كينج مريوط، ومنطقتان في حي وسط هما: نادي الصيد، والحضرة الجديدة، وتوابعهما".


وأشارت إلى أن حي شرق يضم "5" مناطق عشوائية هي: المطار وتوابعها، و"جنايوتي" وتوابعها، وسكينة وتوابعها، والظاهرية، والمحروسة، ودنا، وأخيرًا في حي المنتزه الأكثر عشوائية توجد «9» مناطق هي: خورشيد وتوابعها، والمهاجرين وتوابعها، ومحسن الكبرى، والعمراوي، وسيدي بشر قبلي، والعصافرة قبلي، والمندرة قبلي، والحرمين، والمعمورة البلد".


طرق المواجهة
وأوضحت "رئيسة لجنة الشباب بالحملة"،إنه يجب إحلال جميع شبكات المياه والإنارة في المناطق العشوائية بالإسكندرية. وذلك لخلق جو مليء بالنظام القائم لجلب الاستثمارات، وتناول سياق يبين طبيعة البلاد، وأناقة فكرها، وتحضرها، وانعكاسها كمرآة انيقة للغرب، وإزالة عنصر البطالة بواسطة السياحة، التي بدورها ستكون قوية في ظل إزالة العشوائيات من مدينة سياحية مثل الإسكندرية.

وأفادت بأن اللجنة ستعد"أفلامًا" وثائقية عن سكان القبور، والعشوائيات في مدينة الإسكندرية، لتبين كيفية التعامل معهم، وأنهم فئة مهمشة يريدون عيشاً كريماً دون إهانة، وأيضا لكي تعترف الدولة بهم، وكيفية تفاعل الشباب السكندري في حل قضية أصبحت قضية أمن قومي من الدرجة الأولى.


تهميش متعمد
قال "أشرف عبدالحميد"،أحد سكان منطقة نادي الصيد،:"إن مشكلتنا هي ذات المشكلات التي تعاني منها جميع العشوائيات، فالمواصلات غير متوافرة، وغير مناسبة لكبار السن، وذوي الاحتياجات الحاصة، ورغم الزيادة المتواصلة لمواطني المنطقة نادراً ما تجد "أتوبيس" هيئة، وإذا وجدنا "أتوبيسا" من النقل الجماعي فسعر الخدمة به مكلف، ومعظم سكان المنطقة طبقات معدومة".

ويضيف "محمد بدر"، سائق، أحد المواطنينبمنطقة نادي الصيد،-من ضمن عشوائيات حي وسط- أن أكبر مشكلة لديهم هي أنه في حالة حدوث أي حريق، أو مرض شخص تعجز سيارة الإطفاء أو سيارة الإسعاف عن الوصول إلي داخل المنطقة، نظراً لضيق الحارات، وأخطر شيء هو زيادة أعداد البلطجية، حتي أن النساء لا يمكن أن يخرجن بعد الثامنة مساءً، مع غياب التواجد الأمني.


انعدام الخدمات
وتواصل "سعاد خليفة"، إحدى المواطنات، أن جدران المنازل من الداخل والأسقف دائماً ما تنهار، بسبب ارتفاع الرطوبة، والرشح المستمر من الأرض لرداءة خطوط الصرف، بالإضافة إلي أن مياه الشرب تصل إلينا بصعوبة، وهناك أيام وأوقات كثيرة تنقطع عنا تماماً، وشكونا كثيراً للعديد من المسؤولين دون جدوى، وحتي أعضاء مجلس الشعب لا نراهم إلا في أيام الانتخابات، وبعدها لا نجدهم، ولم يحاول أي منهم علي مدار سنوات أن يغير معيشتنا للأفضل.
مفرخة للمنحرفين
قال "محمد أبو لامع"، أحد سكان قرى "أبيس":"إنه ليس غريباً أن تصبح هذه المنطقة -أو أي منطقة عشوائية أخري- معملاً لتفريخ المنحرفين والمدمنين"،مشيراً إلى أن المسئولين يعاملون أبناء تلك المناطق كمواطنين من الدرجة الثالثة، وأنهم يعيشون فريسة "للبلطجية"، الذين يتوارثون المهنة،لافتاً إلى أن الأمن يكاد يكون منعدم داخل العشوائيات، ولا تتوافرقوة قادرة علي ردع هؤلاء المنحرفين والمجرمين.

فيما قال "المهندس أحمد وردة"، عضو المركز العربي للدراسات الاستراتيجية،:"إن مشكلة العشوائيات عنوان مطاط لأزمة كبيرة، فالمشكلة تعني نقص جميع الخدمات من صرف صحي وكهرباء ومياه وخدمات الاتصال، إضافة إلى عدم وجود مدارس، الأمر الذي يتطلب تدخلا عاجلا لاحتواء الأزمة.


50ألف أسرة تبحث عن مأوى
وأوضح"وردة"، أن هناك أكثر من 50 ألف أسرة تتعرض للموت كل يوم بسبب الإهمال، بعدما سقطوا من حسابات المسؤولين، حيث يسكن هؤلاء في "عشش" و"صناديق خشبية"، معرضة للاحتراق في أي لحظة، بخلاف تلال القمامة التي طغت على كل شيء، ما تسبب في انتشار الحشرات والقوارض في تلك العشوائيات، وزيادة نسبة الأمراض لقاطنيها.

ولفت إلى أن حي "المنتزه" الأكثر عشوائية بين أحياء المحافظة، حيث يوجد به 9 مناطق هي: خورشيد وتوابعها، والمهاجرين وتوابعها ومحسن الكبرى والعمراوي وسيدي بشر قبلي والعصافرة قبلي والمندرة قبلي والحرمين والمعمورة البلد.


انتشار البطالة
وأشار "عضو المركز العربي للدراسات الاستراتيجية"، إلى أن المشكلة الكبرى التي تعاني منها عشوائيات الإسكندرية هي انتشار البطالة، وما يترتب على ذلك من انتشار للبلطجة وتعاطي المواد المخدرة، بسبب التسرب من التعليم الذي تعاني منه هذه المناطق، مرجعًاً ذلك أيضاً لتجاهل مسؤولي المحافظة لمعاناة قاطني تلك المناطق.
في السياق ذاته، قال العميد "سمير راغب"، رئيس لجنة التخطيط الاستراتيجي والعلاقات الخارجية بحملة "مين بيحب مصر" للقضاء على العشوائيات،:"إن هناك خللا في معايير الرقابة في المحليات، التي تسمح بظهور مناطق عشوائية جديدة كل يوم، حيث أن عدد سكان العشوائيات ينمو بمعدل 3% سنويا، وقد يصل إلى 45 مليون نسمة عام 2025.