تعاني مصر من مشكلة العشوائيات منذ عقود طويلة، ولم تنج عروس المتوسط منها، فوفق إحصائيات رسمية، فإن عدد المناطق العشوائية داخل محافظة الإسكندرية وصل إلى أكثر من 30 منطقةمتفرقه في أحياء شرق ووسط وغرب.
"هل تنتظر
الحكومة أن تكون العاصمة الثانية لمصر مدينة حاضنة للعشوائيات؟"ولماذا تتباطأ
الدولة في استيعاب خطورة تلك المناطق على أمنها القومي؟وهل هناك من يحول دون
الوصول إلى حلول واقعية للسيطرة على تلك الكارثة المدمرة للمجتمع بأكمله؟ وهل المحافظ
وأقرانه عاجزون عن إنشاء صندوق جاد لتطوير العشوائيات قبل أن تتسع دائرتها وتبتلع المدينة
بأكملها؟ أم أن هذا الملف لا يمثل أهمية للدولة في ظل الضعف الاقتصادي؟".
طالبت "نورهان مجدي"، رئيسة لجنة الشباببحملة
"مين بيحب مصر" في الإسكندرية، الحكومةبسرعة مواجهة مشكلة العشوائيات،
مشيرة إلى ضرورة تضافر جهود جميع الجهات المعنية وأخذ خطوات فعلية على أرض الواقع
للحد من هذه الكارثة، التي تصيب المجتمع السكندري وتؤثر سلبًا على جمالياته
وأخلاقياته والتي تؤثر أيضا بالسلب على السياحة، وإظهار أشياء غير مرغوب فيها
للمجتمع الغربي، وتشويه صورة جمالية لمدينة سياحية في الخارج.
وتابعت "مجدي"،أنه أصبح بالإسكندرية وحدها
أكثر من 30 منطقة عشوائية، منها "6" مناطق في حي غرب، وهي "نجع
العرب" ومأوى الصيادين، و"الطوبجية"، و"وابور الجاز"،
وحرم السكة الحديد، وكوم الملح، و"8" مناطق في حي العامرية وهي: الدخيلة
الجبلية، وزاوية عبدالقادر، والعامرية القديمة، والدريسة، وعلام، وغرب "الهانوفيل"،
ومستعمرة الجزام،"ومرغم ونجع عبدالروان"، وقبلي كينج مريوط، ومنطقتان في
حي وسط هما: نادي الصيد، والحضرة الجديدة، وتوابعهما".
وأشارت إلى أن حي شرق يضم "5" مناطق عشوائية
هي: المطار وتوابعها، و"جنايوتي" وتوابعها، وسكينة وتوابعها، والظاهرية،
والمحروسة، ودنا، وأخيرًا في حي المنتزه الأكثر عشوائية توجد «9» مناطق هي: خورشيد
وتوابعها، والمهاجرين وتوابعها، ومحسن الكبرى، والعمراوي، وسيدي بشر قبلي،
والعصافرة قبلي، والمندرة قبلي، والحرمين، والمعمورة البلد".
وأفادت بأن اللجنة ستعد"أفلامًا" وثائقية عن سكان القبور، والعشوائيات في مدينة الإسكندرية، لتبين كيفية التعامل معهم، وأنهم فئة مهمشة يريدون عيشاً كريماً دون إهانة، وأيضا لكي تعترف الدولة بهم، وكيفية تفاعل الشباب السكندري في حل قضية أصبحت قضية أمن قومي من الدرجة الأولى.
ويضيف "محمد بدر"، سائق، أحد المواطنينبمنطقة نادي الصيد،-من ضمن عشوائيات حي وسط- أن أكبر مشكلة لديهم هي أنه في حالة حدوث أي حريق، أو مرض شخص تعجز سيارة الإطفاء أو سيارة الإسعاف عن الوصول إلي داخل المنطقة، نظراً لضيق الحارات، وأخطر شيء هو زيادة أعداد البلطجية، حتي أن النساء لا يمكن أن يخرجن بعد الثامنة مساءً، مع غياب التواجد الأمني.
فيما قال "المهندس أحمد وردة"، عضو المركز العربي للدراسات الاستراتيجية،:"إن مشكلة العشوائيات عنوان مطاط لأزمة كبيرة، فالمشكلة تعني نقص جميع الخدمات من صرف صحي وكهرباء ومياه وخدمات الاتصال، إضافة إلى عدم وجود مدارس، الأمر الذي يتطلب تدخلا عاجلا لاحتواء الأزمة.
ولفت إلى أن حي "المنتزه" الأكثر عشوائية بين أحياء المحافظة، حيث يوجد به 9 مناطق هي: خورشيد وتوابعها، والمهاجرين وتوابعها ومحسن الكبرى والعمراوي وسيدي بشر قبلي والعصافرة قبلي والمندرة قبلي والحرمين والمعمورة البلد.