المغرب ترد على إهانات "بان كي مون" لشعبها في بيان قاسٍ وشديد اللهجة

  • 73
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون

قالت الحكومة المغربية مساء الثلاثاء إن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في الآونة الأخيرة عن النزاع على إقليم الصحراء الغربية مسيئة للمغرب و"تمس بمشاعر الشعب المغربي قاطبة".

وعبر بيان للحكومة المغربية نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء عن "اندهاش المغرب الكبير للإنزلاقات اللفظية وفرض أمر واقع والمحاباة غير المبررة للأمين العام بان كي مون خلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة."

وقال البيان إن الحكومة المغربية سجلت "بذهول استعمال الأمين العام عبارة "احتلال" لوصف استرجاع المغرب لوحدته الترابية" معتبرة أن ذلك "يتناقض بشدة مع القاموس الذي دأبت الأمم المتحدة على استخدامه فيما يتعلق بالصحراء المغربية."

وأضاف البيان أن "استعمال هذا التوصيف ليس له سند سياسي أو قانوني ويشكل إهانة بالنسبة للحكومة وللشعب المغربيين."

كان الأمين العام قد زار في مطلع الأسبوع مخيمات تندوف بالأراضي الجزائرية حيث تتخذ جبهة البوليساريو التي تتنازع مع المغرب على إقليم الصحراء الغربية قاعدة لها وصرح بأنه طلب من مبعوثه "الخاص كريستوفر روس أن يستأنف الجهود الدبلوماسية المكوكية بغرض خلق أجواء مناسبة لاستئناف المحادثات."

وأضاف أنه "يريد أن تستأنف المفاوضات من أجل حل الصراع وهو ما سيمكن الصحراويين من العودة إلى ديارهم في الصحراء الغربية."

واعتبر المغرب هذا "الإنزلاق اللفظي يمس بشكل خطير بمصداقية الأمانة العامة للأمم المتحدة." وقال إن "مصلحة المسلسل الأممي لتسهيل التوصل إلى حل تفرض الأمل في يكون الأمر مجرد زلة لسان."

ويعتبر النزاع حول الصحراء الغربية من أقدم النزاعات في إفريقيا حيث دام أكثر من 40 عاما.

وضم المغرب الصحراء الغربية في عام 1975 بعد انسحاب الاستعمار الإسباني منها.

وشنت جبهة البوليساريو التي تقول إن المنطقة تخص الصحراويين حرب عصابات حتى وقف إطلاق النار الذي رعته الأمم المتحدة عام 1991.

وباءت بالفشل محاولات الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء على مستقبل المنطقة منذ ذلك الحين بسبب وصول الطرفين إلى طريق مسدود.

وتريد جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر وعدد من الدول الإفريقية الأخرى إجراء استفتاء نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار لتحديد مصير المنطقة.

لكن الرباط تريد أن تكون الصحراء الغربية إقليما خاضعا لحكم ذاتي يتبع المغرب وتختلف مع جبهة البوليساريو على الأشخاص الذين سيشاركون في الاستفتاء.

وأكد المغرب على خطة لمنح الإقليم استقلالا ذاتيا تحت السيادة المغربية.

كما استثمرت الرباط أموالا طائلة في الصحراء الغربية أملا في تهدئة الاضطرابات والمطالبات بالاستقلال من جانب الصحراويين الذين ما زالوا يعيشون هناك.

وقالت الرباط إن بان كي مون "قد غيّب الحديث عن المبادرة المغربية للحكم الذاتي للصحراء أثناء زيارته إلى المنطقة مفضلا الانحياز إلى أطروحة جبهة البوليساريو الانفصالية والتي تدعو إلى ما تسميه "تقرير مصير الشعب الصحراوي".