شيخ الأزهر: "المذاهب" التي تشددت في إقصاء غيرها كان وراءها دعم مادي

  • 111
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف

أطلق الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، دعوة للتصالح والتسامح بين علماء الأمة ونبذ الفرقة والتعصب المذهبي الهدام، مشيدا بتجربة مجلس العلماء الإندونيسيين الذي استطاع أن يجمع كافة المذاهب الموجودة في مجلس واحد.


وقال خلال لقائه مجلس العلماء الإندونيسيين: "على العلماء أن ينشروا بين الناس جميعًا سماحة الدين الإسلامي ووسطيته التي تدعو إلى التعايش وقبول الآخر وعدم إقصائه، محذرًا من خطاب التشدد ومحاولات فرض رأي أو مذهب بعينه على الناس"، مضيفًا أن التراث الإسلامي يربينا على ثقافة الاختلاف فقد قدم صحابة رسول الله والتابعين نموذجا في ثقافة الاختلاف ولم يُقص أحد منهم الآخر ولم ينشروا ثقافة التفسيق أو التكفير أو التبديع كما يحاول البعض نشرها اليوم في محاولة لإيجاد صراع ديني نتيجته إراقة الدماء وحصد الأرواح كما يحدث الآن في بعض البلدان العربية.


وأوضح أن المذاهب التي تشددت في إقصاء غيرها كان وراءها دعم مادي ومعنوي يستهدف تفرقة المسلمين في حين أن الإسلام يتسع للجميع، مشددًا على أن الأزهر كان أول من نادي بالتفاهم بين المذاهب، كما دعوت في رمضان الماضي المعتدلين من علماء السنة والشيعة إلى الحضور إلى الأزهر الشريف وإصدار بيان لتحريم قتل السني للشيعي وقتل الشيعي للسني، وحتى الآن لم تجد هذه الدعوة صدى لها عند المرجعيات الشيعية.


وأكد أنه لا يخرج من الملة إلا من ينكر معلومًا من الدين بالضرورة أو يكذب القرآن والسنة النبوية الصحيحة، موضحا أنه لا يمكن تكفير الشيعة وهو مسلمون وهو ما نؤكد عليه دائما، ولكن هناك غلاة يسبون الصحابة ويعطون الرسالة لغير سيدنا محمد وينفقون الأموال الطائلة في نشر التشيع والتفرق والاقتتال المذهبي، وهذا غير مقبول.


وأشار الإمام الأكبر إلى أن مناهج الأزهر الشريف كانت ولا تزال تربي أبناءها الطلاب على المنهج الوسطي المعتدل، لكن بعض من يروجون لنوع من التعليم الأحادي ساهم في صناعة التطرف وغذت الناشئة بنظرة متعصبة ترفض الاختلاف وقبول الآخر.