عانى المزارعون بقطاع مريوط في الأعوام الماضية من الإهمال الشديد وتدهور إنتاجية الفدان وانعدام الزراعة صيفا في بعض المناطق؛ نتيجة قلة مياه الري وعدم توافرها بشكل طبيعى كالسابق؛ مما ترتب عليه أضرارا جسيمة.
نسقت "الفتح" موعدا لمقابلة
المسئولين بعدد من المزارعين، وعملنا على اجتماعهم بوكيلي وزارة الزراعة والري
بالإسكندرية لمناقشة مشاكلهم ونقل معاناة قطاع عريض جدا من الأراضي الزراعية تصل
مساحته إلى أكثر من 74 ألف فدان، ومناقشة طرق حل مشكلة انقطاع المياه، وتقديم بعض
الحلول والمقترحات اللازمة .
وأضافوا أن الناس اكتفوا بزراعة القمح والبرسيم
شتاءً، وترك معظم الأراضى بلا زراعة صيفا، وكذلك مشكلة سعر القمح وربطه بالسوق
العالمي، والمبلغ المقدم كدعم للفدان وهو 1300 جنيه خاصة أن السعر لم يتم تحديده
بعد .
اشتملت المقابلة على العديد من القضايا التي
تهم المزارعين مثل دعم الجمعيات والأسمدة والكيماويات والتقاوي وغيرها .
واستدعى "بخشوان" المهندس حسني عبد
الستار عثمان، مدير إدارة الأراضي والمياه؛ للمشاركة في الاجتماع، ومن باب اهتمامه
بوفد المزارعين وحل مشاكلهم .
وفى إجابة على سؤال المزارعين وطرحهم لمشكلة
خلط مياه الري بمياه الصرف، قال وكيل وزارة الزراعة إنه منذ شهر تم حل مشكلة خلط
المياه، وهناك سياسة جديدة تم تقديمها، ولن نحتاج إلى الخلط في القريب العاجل .
وتابع: كانت هناك عدة لجان داخلية؛ وحددنا سعر
القطن بمبلغ 1250 جنيه وهذه هي البداية وذلك عن طريق رئاسة مجلس الوزراء ووزارة
الزراعة والصناعة هذا العام، كما أنه يتم تفعيل حلقات تجميع القطن وهي 3 حلقات في
منطقة الصعدة ورحيم، ويوجد تحسن في زراعة القطن هذا العام، وربما كان هناك تأخر في
صرف أثمان القطن، وقد ذهبت الأسبوع الماضي إلى الوزارة وناقشنا تلك المشاكل وسيتم
صرف هذه المبالغ، لذلك توجد خطوات إيجابية في زراعة القطن.
أما ما يتعلق بزراعة محصول القمح، أوضخ
البخشوان أنه في العام الماضى ظهرت بعض المشاكل، كمشكلة توريد النقرة، وهى عبارة
عن دخول القمح المستورد خلال موسم حصاد القمح، وكذلك ما تم تقريره من التعديل في
سعر القمح ليتم ربطه بسعر السوق العالمي مع منح المزارع دعم بمبلغ 1300 جنيه
للفدان، حيث سيتم صرف تلك المبالغ لمن يقوم بزراعة قيراط من القمح حتى 25 فدان،
ومن زاد من المزارعين في زراعته للقمح عن 25 فدان فلن يتم صرف ذلك الدعم له إلا
على الـ 25 فدان فقط ، وقد طلب منا عمل حصر للأراضي التي تمت زراعة القمح فيها،
وتم عمل حصر لمناطق مستفيدة من الدعم وتصل إلى مساحة 76 ألف فدان، وهناك مشاكل
ببعض الأراضي منها مشاكل وضع يد ومشاكل أراضٍ غير مقننة، وسيتم صرف ذلك الدعم لـ
54 ألف فدان فقد تم عمل كشوف بها وتسليمها لبنك التنمية والائتمان الزراعي، ومن
المقرر في بداية شهر 4 أن يتم تحديد سعر القمح، ولدينا تعليمات من الوزارة نلتزم
بها .
أما المهندس حسنى عبد الستار عثمان، مدير
إدارة الأراضي والمياه، فأخرج مستندات وكشوف وتقارير معدة بشأن قطاع مريوط وما به
من مشاكل وطرق حلها، وقال إن المشكلة متمثلة في الري وذلك بوجود محطة مياه الشرب
قبل محطة 2 وهي تحلي المياه، لأنها تغذي مدينة برج العرب والساحل الشمالي، وتم
تخصيص مكان آخر لها وسيتم نقلها قريبا، وهناك مشاكل تواجه محطات الرفع وهي تهالك
وحدات وماكينات الرفع لأنها قديمة منذ عام 1958، وما تم إضافته من ماكينات نخشى
ألا يعطي الكفاءة المطلوبة؛ لذلك فإن محطات الرفع تحتاج إلى تغيير شامل بالإضافة
إلى وجود مشكلة عدم تبطين الجوانب الخاصة بالترع والمصارف، ونحن نعمل جاهدين لحل
هذه المشاكل وتنمية الزراعة بشكل كامل بمحافظة الإسكندرية .
ورفض المهندس سيد شلبي، وكيل وزارة الري،
الإدلاء بأي تصريحات إعلامية إلا من خلال مكتب الإعلام بالوزارة، واكتفى بمناقشة
المزارعين لمشاكل قطاع مريوط وما يعانونه من انقطاع كبير وارتفاع لنسبة الملوحة
نتيجة خلط مياه الري بمياه الصرف، وأوضح أن تلك المشاكل كانت في الصيف الماضي أي
قبل أن يتسلم العمل كوكيل وزارة الري بالإسكندرية، واكتفى بطمأنة المزارعين ووعدهم
بانتظام مواعيد المياه في خلال الصيف القادم وغلق مصرف الجليسات تماما وتقليل نسبة
الخلط بل انعدامها في الفترة المقبلة .
بدوره، قال حمدي خلف الله، مزارع، إنه يمتلك
9 أفدنة بقطاع مريوط وهو دكتور وباحث بالمركز القومي لبحوث المياه، ونحن نمثل قطاع
مريوط وهو قطاع كبير جدا وقد لاحظنا ارتفاع نسبة الملوحة بمياه الري نتيجة خلط تلك
المياه بمياه الصرف الزراعي؛ لأن نسبة الملوحة تصل في أشهر الذروة - وهى شهر يوليو
وأغسطس – لـec" إلى 7 ميللى موس" (مقياس
نسبة الملوحة)،وهذا أدى إلى تدهور التربة وتدهور كيان النباتات على جميع المحاصيل
خصوصا الخضار لأن نسبة الانخفاض في محصول الخضر جميعا تصل إلى نسبة 40% أو 50%،
أما بالنسبة للمحاصيل الأساسية كالقمح وغيره فتصل نسبة العجز إلى حوالي 30% ،
ونرجو من المسئولين تعديل نسبة الخلط ولتكن بنسبة 50% من المياه العذبة و50% من
مياه الخلط حتى يتسنى للنباتات والتربة الاستمرار بدون تدهور، وهذه المشكلة موجودة
منذ 10 إلى 15 سنة وكلما طالت فترة الاهمال تتزايد المشكلة مع مرور الأيام، وقدمنا
شكاوى عديدة للري والصرف وكل الجهات لكن نفس المقولة واحدة وهى "أن هناك عجزا
في المياه" .
وأضاف حمدي خلف، أن وكلاء الوزارة طمأنونا
وأعطونا وعودا نتمنى أن تتحقق على الأرض، فقد أوضح وكيل وزارة الري أنه يعمل على
حل مشكلة خلط المياه وأنه سيتعاون معنا في زيادة منسوب المياه، وأعطانا رقم هاتفه
وقد كان متفاعلا معنا جدا، وكذلك الأمر بالنسبة لوكيل وزارة الزراعة، فقد أطلعنا
على بعض الأوراق التي تبين اهتمامه بذلك القطاع وبتلك الأضرار التي يعاني منها
قطاع مريوط، وأبدى اهتمامه بشكل كبير، وأنه مستعد لعمل كل ما من شانه رفع المعاناة
عن المزارعين والارتقاء بمستوى الزراعة بشكل مناسب .
وقال محمد حسبو، مزارع، إنه من سكان قرية
بغداد بقطاع مريوط، وهو يمتلك 20 فدان بأول قطاع مريوط وبآخره، ويعاني كباقي
المزارعين من نفس المشكلة الكبيرة وهي انقطاع المياه لفترات بعيدة تصل إلى أكثر من
30 و 40 يوم، ونسبة الخلط الكبيرة تؤدي إلى أضرار جسيمة بالزراعة والتربة وتضر
بالإنتاج العام، وبالمحاصيل الرئيسية كالقمح والقطن الذي تضرر بشكل كبير، لأن
التقاوي بها العديد من المشاكل وهي غير مطابقة للمواصفات ورديئة جدا، فيعد محصول
القطن شبه معدوم، والفلاح يعاني أيضا من ارتفاع تكلفة الأسمدة لأنه لا يأخذ كفايته
من الجمعيات ويضطر للجوء للسوق السوداء فيشتري الجوال بمبلغ 160 جنيه بدلا من 100
جنيه كما هو مقرر في الجمعيات.
تقدم عبد الباقي، لأسرة "الفتح" بكل الشكر
والتقدير على ترتيبهم لمثل هذا اللقاء البنّاء الذي كشف لنا فيه وكيل وزارة
الزراعة عن بعض النقاط التي كان يقع فيها كثير من اللغط، فقد أوضح أن ما سيم طرحه
من تحديد سعر القمح والتزام الحكومة بدعم المزارع بمبلغ 1300 جنيه سيكون في صالح
المزارعين وحمايتهم من عدم استقرار السعر بالأسواق وتدنيها وتضرر الكثير منهم
نتيجة ما يتم ضخه في الأسواق من أقماح مستوردة ورديئة وذات كفاءة أقل؛ وأوضح أن
سعر القطن لن يتدنى عن 1250 جنيه للقنطار.
وتابع: عندما
تحدثنا إلى مدير إدارة الأراضى والمياه وجدناه قدم وأحاط وكيل الوزارة بما ذهبنا
من أجله، وهو يعمل على الحل ولديه رؤى وحلول قدمها لوكيل الوزارة، وقد أوصلنا صوت
المزارع إلى المسئولين وناقشناهم بجدية وواجهناهم بتلك المشاكل ورأينا صدقهم وما
يقومون به من حلول لهذه المشكلة الكبيرة، وقد خرجنا من هذا الاجتماع ببشريات ووعود
وآمال نتمنى أن تتحقق مع اقتراب فصل الصيف.