بعد أن تسبب رمد طنطا في فقد 13مريضا لبصره الإهمال وضعف الرقابة على مستشفيات الصحة عرض مستمر

  • 130
مستشفى طنطا


في حادثة إهمال ليست جديدة على منظومة الصحة المترهلة في مصر، فقد 7 أشخاص بصرهم في مستشفى رمد طنطا يوم السبت الماضي؛ لحقنهم بمادة محرمة دوليا وغير معترف بها في منظمة الصحة العالمية.


هناك تضارب واضح بين تصريحات المسئولين، فالبعض يؤكد فاعلية العقار وأن الخطأ حدث بسبب تلوث، والبعض الآخر يشير إلى أن المادة هي السبب وأنها غير معترف بها دوليا.


قال الدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة، إنه شكلت لجنة لمعرفة الملابسات والسبب وراء إصابة 7 مرضى بالعمى عقب حقن عيونهم بمادة" الأفاستين" في مستشفى رمد طنطا، ولمعرفة ما إذا كانت هذه المادة مصرح باستخدامها من عدمه، وهل طبقت معايير مكافحة العدوى أثناء استخدمها أم لا؟ مؤكدا أنه تم إيقاف مدير مستشفى رمد طنطا والطبيبتين وتحويلهم إلى الشئون القانونية.


وأشار اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، إلى أن هناك شبهة فساد مالي وتربح وراء هذه الإصابات، وأن عقار "الأفاستين" دخل المستشفى عن طريق إحدى الشركات، مشيرا إلى أنه تم تشكيل لجنة من المحافظة وضبط حوالي 20 حقنة من نفس النوع.


وأكد صقر، أن عدد المصابين 5 سيدات فقط أصيبت 2 بالعمى و3 بالعتامة، وسيتم علاجهم على نفقة الدولة واسترداد كل المبالغ التى تم صرفها من جانب ذويهم خلال مرضهم، وصرف 500 جنيه مساعدة مادية من المحافظة.


بدوره، قال الدكتور مجدي عيسى، مدير مستشفى رمد طنطا الجامعي، إن الكارثة التي حدثت للمرضى الذين تم تحويلهم على المستشفى الجامعي سببها حقنهم بمادة "الأفاستين" المحرمة دوليا وأصابتهم بتورم وبالتهاب بالجسم الزجاجي للعين؛ مما أدى للعمى، مضيفا أن المستشفى تقوم برعايتهم على أكمل وجه.


أيد الدكتور علاء عزت، وكيل وزارة الصحة والسكان في بني سويف سابقا وعضو هيئة تدريس كلية ويل كورنيل الأمريكية، إن هناك 3 خطوات يجب اتباعهم عندما يحدث كارثه، أولا: يجب التحفظ على المخزون من المادة المسببة للإصابات ويتم مراجعة سلسلة الشراء والترخيص، ويتم إرسال عينة من العقار للتحليل لمعرفة مدى تطابقه، وهل هناك مخلفات.


ثانيا: وهذا الأهم وهو متابعة الحالات المصابة وعمل اللازم وعلاجهم، والوقوف على معرفة أسباب الإصابات والمضاعفات.


ثالثا: يتم التحذير من المادة على مستوى الجمهورية لحين معرفة الأسباب الحقيقة وراء الإصابة، وهل الإصابات ناتجة عن المحلول أو عن أسباب أخرى؟ ويتم تشكيل لجنة فنية وقانونية للوقوف على الأسباب.


وأضاف عزت، أنه تم صدور بيان من أطباء مستشفى رمد طنطا الجامعي يبرؤن العقار، وأن هناك خطأ فني في الحقن بعيدا عن المادة نفسها، مضيفا أنه لن يجتمع كل هؤلاء المتخصصين على باطل لصالح المادة.


وقال الدكتور صبري الطويلة، رئيس لجنة صناعة الدواء بالنقابة العامة للصيادلة، إنه زار مستشفى طنطا الجامعي متزامنا مع زيارة الدكتور أحمد عماد الدين راضي، وزير الصحة والسكان، للمصابين، وتأكد من رعايتهم رعاية كاملة، وتحويل الموضوع للنيابة لأن هناك فساد مالي وتربح (بحسب قوله)، وتم غلق الشركة الموردة للعقار بعدما أثبت وجود خلل في تعقيم العبوات وهي المسئولة.


وأضاف الطويلة، أن هناك تربح مادي خلف الكواليس من هذه المادة ودخولها بطرق غير شرعية داخل المستشفى عن طريق الفنيين والاستشاريين، وهو الشق الفني لجلب تلك المادة بدون تصريح والتعامل بها، مؤكدا أن مادة "الأفاستين" معتمدة في ألمانيا واليابان، وغير معتمدة في منظمة الصحة والغذاء الأمريكية، وتستخدم أيضا لأورام القولون ولها تأثير فعال على ارتشاح الشبكية، وتستخدم الحقنة الواحدة بعد تحليلها بمحلول ملحي لـ10 أشخاص، وهي مادة سريعة التأثر بالبكتريا وسريعة التلف ولها طريقة فنية معينة ودقيقة للتعامل معها.


بدوره، أضاف الدكتور أبو النصر إبراهيم، استشاري جراحة العيون، أن مادة "الأفاستين" مصرح بها في جراحة العيون، وهي بديل أرخص في السعر لمحدودي الدخل، وأيضا تستخدم لمرضى سرطان القولون لكن بتركيز 100 ملي جرام، وللعيون 1 ملي جرام، مشيرا إلى أنه قد يكون السبب وراء الإصابة هو خطأ في التعقيم وتحضير الدواء.


وعلى صعيد آخر، أصدر مجلس إدارة الجمعية الرمدية المصرية بيان لها تؤكد فيه أن مادة "الأفاستين" التي يتم استخدامها في طب العيون في حالات الشبكية والاعتلال الشبكي، وأن المادة يتم استخدامها في كافة أنحاء العالم والدول المتقدمة منها إلى الآن وبكفاءة عالية (أمريكا - ألمانيا – إنجلترا- فرنسا) في كل المرضى لا سيما المرضى الذين ليس لهم تأمين صحي يشمل هذا العقار، مؤكدين أن أثر الأفاستين أقوى وأفضل في بعض الحالات مثل الجلوكوما الوعائية والاعتلال الشبكي السكري التليفية من أثر المواد المماثلة والأغلى أضعاف ثمنه.


وأضاف المجلس، أن تكلفة علاج المرضى الذين يحتاجون الحقن المتكرر بالأفاستين هي 10% من تكلفة الحقن بمواد مماثلة غالية الثمن، وأن الآثار الجانبية للحقن متساوية بين جميع الأدوية المستخدمة في نفس الغرض وفقا لأبحاث علمية كثيرة حتى العام الحالي في أكبر وأرقى مراكز طب العين في العالم مثل أمريكا وإنجلترا وفرنسا وألمانيا.


وأكد أن العدوى نتيجة الحقن وارد حدوثها في كافة الحالات التي يتم حقن مواد داخل العين أو أي عملية في العين بصفة عامة وليس بالضرورة مادة الأفاستين، ولها نسبة حدوث منشورة في كل المراجع العلمية لطب العين، و ليس معنى عدم إجازة استخدام الأفاستين من قبل هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية (FDA) للعين هو تحريم استخدامه فهو يستخدم حتى في أمريكا نفسها.