كيف أتصرَّف في أموري؟

  • 115
ارشيفية

بدايةً.. كم مرة طلب إنسان أمورًا وبذل طاقته لنيلها، فلما جاء ما يريد ندم وحزن وتمنى أن لم ينَلها؟ وكم مرة سعى إنسان للحصول على شيء، ولكنه لم يحصل عليه، فحزن بداية، ثم عندما وجد أثرها وظهرت له حكمة الله عز وجل في منعها عنه؛ حمد الله وفرح واستبشر، إذًا كيف أتصرف لأي أمر؟


1- النية الصالحة: حتى أوجر على العمل بإذن الله وإن لم أحصل على النتيجة، ولعل -بنيتي- أصل إلى الكثير مما لم أستطِع عمله، وفي الحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الدنيا لأربعةِ نفرٍ؛ عبدٌ رزقَه اللهُ مالًا وعلمًا فهو يتَّقي فيه ربَّه، ويصِلُ فيه رَحِمَه، ويعلمُ للهِ فيه حقًّا، فهذا بأفضلِ المنازلِ، وعبدٌ رزقَه اللهُ علمًا، ولم يرزقْه مالًا، فهو صادقُ النَّيَّةِ، يقولُ: لو أنَّ لي مالًا لعملتُ بعملِ فلانٍ، فهو بنِيَّتِه، فأجرُهما سواءٌ". صحيح الجامع.


2- الاستشارة: سماع رأي ذي الخبرة والعلم في هذا المجال؛ وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستشير ويسمع آراء مَن حوله رغم كمال ورجاحة عقله.


3- الاستخارة: فلا أعلم؛ هل الأمر خير لي أم لا؟! وأتذكر قول الله عز وجل: (وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ).


4- السعي والتوكُّل على الله والدعاء بالخير: فإن تم الأمر أو لم يتم، فأثق في تقدير الله أنه الخير، وأتذكر قول الله عز وجل: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ).


ولا ننسَ الدعاء بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو مِن أجمل الأدعية وأجمعها: "يا عائشةُ، عليكِ بجُمَلِ الدعاءِ وجوامعِه، قولي: اللهم إني أسألك من الخير كلِّه، عاجلِه وآجلِه، ما علمتُ منه وما لم أعلمُ، وأسألك الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بك مِن النَّارِ وما قرَّب إليها مِن قولٍ أو عملٍ، وأسألك مما سألك به محمدٌ، وأعوذ بك مما تعوَّذَ منه محمدٌ، وما قضيتَ لي قضاءً فاجعل عاقبتَه رَشَدًا". صححه الألباني.


وتأمل: "وما قضيتَ لي قضاءً فاجعل عاقبتَه رَشَدًا".


وبذلك يهدأ قلبي، وتطمئن نفسي، وأصل بإذن الله إلى الرضا بقضاء الله عز وجل، فتتحقق الراحة النفسية في الدنيا، والأجر في الآخرة بإذن الله.