جشع التجار يرفع أسعار لحوم الأضاحي المواطنون: الحكومة لا تراعي الفقراء .. وأصحاب المحال لا رقيب عليهم

  • 141
ارشيفية

جشع التجار يرفع أسعار لحوم الأضاحي
المواطنون: الحكومة لا تراعي الفقراء .. وأصحاب المحال لا رقيب عليهم
الغرفة التجارية: الأسعار قفزت 25% هذا العام .. وذبح البتلو خطر على الثروة الحيوانية
نقيب البيطريين يضع روشتة خاصة عن شراء الأضاحي


أيام ليست بالقليلة ويهل علينا عيد الأضحى المبارك، الذي يضحي فيه المسلمون بالأضحية، يأتي هذا في الوقت الذي يعاني منه جموع المصريين من غلاء أسعار التي قاربت الـ100 جنيه في معظم مناطق الجمهورية.


البعض بدأ ينتظر تحديد الأسعار من الدولة خاصة على الماعز وخراف الأضاحي وكذلك الإبل بعد تصريحات القائم بأعمال الدكتور حسام المغازي وزير الزراعة.


في البداية، قال محمود علي " 65" عامًا، مقيم في الشرقية، إن ذبح الأضحية سنة مؤكدة، ولكن لمن يستطيع؛ لأن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وأنا فعليًّا لا أستطيع شراء اللحمة في الأيام العادية غير مرات قليلة، فأنا لا أستطيع دفع ثمنها غير مرة في الشهر أو مرتين، وبالتالي ربنا لن يحاسبني على الأضحية؛ لذا قررنا أن نعوض الأضحية بالأوز والبط.


ويرى أحمد المالكي، محاسب، "أن اللحمة كانت زمان، واللي لحق أكل خلاص هنياله، لكن الآن الفكرة في المجمد والرخيص والجمعية ولحوم الجيش، أو ناصح تنتظر اللحمة السوداني أو البرازيلي، لكن أضحية العيد كانت زمان؛ لأن سعر الكيلو العادي وصل لأكثر من 90 جنيهًا للبلدي، فماذا يفعل الفقير والمواطن الغلبان سوى انتظار الفرج؟!".


وقالت فاطمة عبد الرحمن، امرأة معيلة: "عشان الأسعار وتحكم الجزارين ربيت ديوك رومي للعيد، أعمل إيه؟ على قد حالنا".


وقال سيد إبراهيم، محامٍ، إن الأضحية سنة مؤكدة وحرصت عليها مع والدي منذ كنت في صعيد مصر، وفي هذا العام سنذبح أضحية "جمل" بالاشتراك مع 6 من السكان.


سجَّلت أسعار اللحوم ارتفاعات قياسية مقارنة

بالعام الماضي، فيما فشلت أجهزة التموين في وضع تسعيرات جبرية لمواجهة جشع التجار، ويعزو أصحاب محال الجزارة والمزارع هذه الارتفاعات لعدم إحكام الرقابة على الأسواق خاصة في المناطق العشوائية التي تنتشر في القاهرة والمحافظات، ما يهدد بظهور سوق سوداء وزيادة حالات جشع التجار بعد أن وصل كيلو اللحم القائم للخراف ما بين 50 إلى 55 جنيهًا، ليتراوح سعر الخروف الواحد بين 2000 إلى 2500 جنيه.


أكَّدت غرفة التجارة بالقاهرة، أن أسعار لحوم الأضاحي حققت ارتفاعًا يتجاوز 25% مقارنة بأسعار العام الماضي، محذرة في الوقت ذاته من تصريحات القائم بأعمال وزارة الزراعة د. حسام المغازي بذبح العجول البتلو.

شروط الاختيار


بدوره قال الدكتور سامي طه، نقيب البيطرين، إنه يجب أن تكون الأضحية من الكبش (الخروف) أو الأبقار والجاموس أو الماعز، ويجب عند اختيارها أن تتوافر فيها الشروط الآتية حتى نضمن سلامة الأضحية وخلوها من أية أمراض وهي: (أن يتمتع الشاة أو العجل بصحة وحيوية وإذا عرض عليه الأكل يأكل، والعيون يجب أن تكون برَّاقة ولا يوجد بها عور أو إفرازات، وأن تكون الرأس مثبتة وتتحرك بشكل طبيعي، ولا يكون الحيوان أعور أو أعمى أو مقطوع اللية، و بالنسبة للصوف في الشاة يجب أن يكون برَّاق وإذا نزعناه لا يخرج بسهولة؛ لأن هذا يدل على صحته الجيدة، وبالنسبة للأبقار والجاموس يجب أن يكون الجلد لامع وغير ناشف وبهتان، ووجود الصوف الكثيف يدل على غش التاجر لرغبته فى إظهار الشاة بغير وزنها الحقيقي.
وعند شراء الأضحية يضع المضحي يده على ظهر الأضحية واذا وجد السلسلة الظهرية واضحة فهذا يدل أن الحيوان هزيل ويلزم أن يجد لحم؛ فهذا دليل على أنه جيد جدًّا، ويتأكد أن الأضحية تخرج بشكل سليم؛ لأن هذا يدل على أن صحتها جيدة.


وأضاف "طه" أنه من المفضل شراء الأضحية من الآن وتركها عند صاحب المزرعة ووضع علامة عليها، حتى لا يضطر في النهاية لشراء الموجود ولا يكون بصحة جيدة.


وأشار نقيب البيطريين، إلى أن الغذاء المناسب للخروف تكون العليقة أو خليط الذرة مع كسر الفول، ويكون بنسبة الثلث إلى الثلثين، ويكون الغذاء حتى ليلة العيد لنحو الساعة العاشرة مساءً، لافتًا أن وضع الغذاء أمام الأضحية في الليل يصيبها بالتخمة، فيجب أن نترك الماء فقط؛ لأن عطشه خطر وبالتحديد في هذا الحر الشديد.


قال الدكتور أحمد خليفة، مدرس الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر فرع طنطا، إن الأضحية تجب على كل مسلم عاقل بالغ ومرتبطة أيضًا بالقدرة المالية، مشيرًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "جاء رجل إلى رسول الله قال: يا رسول الله، دلني على صدقة يقبلها الله ورسوله، قال رسول الله: تقرب بين الناس إذا تباعدوا، وتصلح بينهما إذا تفاسدوا؛ فهذا من مقدور كل شخص".


وتابع: الفقهاء ذكروا أن الاضحية توزع على ثلاثة أقسام: قسم يأخذه المضحي، وقسم يأخذه الفقراء والمساكين، وقسم يأخذه أقارب المضحين.
ولفت أستاذ الفقه المقارن، أنه من الممكن توزيع الأضحية على الفقير غير المسلم، مصداقًا لقوله تعالى: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين"، فلم يحدد الله عز وجل فقراء مسلمين أو غير مسلمين.