البلطجة تسيطر على طرق الإسكندرية!...المواطنون: غياب الأمن عامل رئيسي فيما يحدث

طريق المحمودية يربط وسط المدينة بشرقها باتجاهين ما بين منطقتي الرصافة مرورًا بمناطق سموحة وحتى منطقة خورشيد ووصولًا إلى حدود محافظة البحيرة، والذي من المفترض أن يكون بمثابة طريق عالمي حيث مرور ترعة المحمودية بمنتصفة، والذي يخدم الكثير من المواطنين حيث الكثافة السكانية العالية بمناطق سموحة والرصافة ومحرم بك والعوايد وخوشيد، لكنه لم يعد يشغل بال المسئولين بالمدينة حيث انتشر الإهمال الشديد والكوارث التي تكاد تنقض على منظر المدينة الساحلية، والذي جعل منها بؤرًا إجرامية ومأوى للخارجين عن القانون في ظل غياب تام لرجال الأمن ومسئولي الإشغالات.

ينظر إليه البعض على أنه الأمل الوحيد للرجوع بالإسكندرية لأزهى عصورها، لكن من يتابعه الآن ييجده مغلقًا من كثرة الإشغالات وأعمال البلطجة التي يسيطر على ذلك الطريق أعمال عنف وفرض إتاوات للسيارات وأصحاب المحال التجارية، مصرحين أنهم فقط أصحاب هذه الأرض، لا يعلو صوت عليهم سوى صوت القوة والبلطجية؛ بعد بنائهم أسوارًا على بعض قطع الأراضي على جانبي الترعة بل في حرم الطريق ذاته! فتجد الآن أكشاك بيع السلع والمقاهي ومغاسل السيارات والجميع دون ترخيص، بل لا تدفع أية ضرائب للدولة، بل تجد العديد من مغاسل السيارات التي تهدر الماء والكهرباء دون أي رادع لسرقة هذه الموارد على مرأى ومسمع من المسئولين، ولكن لا أحد يتحرك، ولا أحد يسمع!

أما عن المواقف العشوائية التي يسيطر عليها البلطجية سيطرة تامة، فتتمثل في مواقف للتكاتك والميكروباصات، بل أيضًا مواقف الخيول؛ فقد عمد كل من تسول له نفسه فرض سيطرته على إنشاء موقف خاص به يقوم بحمايته ولا أحد يجرؤ على التعدي عليه إلا وأنك تجد الموت سيلاحقك!

انعدام رجال الأمن يجعل المواطنين يخشون على أنفسهم من العبور بهذا الطريق خوفًا من البلطجية والإتاوات، قالت أمل، من مواطني منطقة سموحة، إنها عند استقلالها سيارتها ومرورها بهذا الطريق اصطدم بها صاحب سيارة ميكروباص وقام بتكسير الوجه الخلفي للسيارة، وانهال عليها بأبشع الألفاظ رغم أنه المخطئ، ولا تجد من يناصرها، وإنما تدخَّل الجميع من البلطجية وفارضي الإتاوات لمناصرته فقط، إلا أنها تركت الكل برمتهم وذهبت.

وأكدت عدم وجود أي شرطي على هذا الطريق وانعدام الحالة الامنية به؛ مما أدى إلى ظهور مثل هولاء الأشخاص والتي تسير في الأرض فسادًا دون أي رادع أو قانون يكون حدا لمثل هؤلاء من البلطجية، مضيفة أن هناك سيارات أجرة تسير بهذا الطريق لا تحمل لوحات معدنية مما يدل على أنها غير مرخصة مما قد يسبب حدوث أية أخطاء لا يمكن محاسبة صاحبها أو حتى الوصول إليه.

قال عبد الوهاب، أحد سائقي الأجرة، إنه يحاول تفادي هذا الطريق رغم أنه قريب وسهل؛ حيث الزحام المروري الشديد بمنطقة الزهور والربط بين منطقتي الحضرة الجديدة والقديمة وتعدد المواقف أسفل الكوبري ومحال بيع السلع والباعة الجائلين الذين افترشوا الطريق وعدم رصف الطرق وكثرة مستنقعات الصرف الصحي به.

يشير مصطفى، مواطن، إلى أن المناطق المطلة على ترعة المحمودية لم تسلم من زحف العقارات المخالفة؛ فكل شخص قام ببناء عقار قام بالزحف على الأرض والخروج أمتارًا بالمخالفة مما أدى إلى ضيق الطريق رغم اتساعه دون أدنى مسئولية من حي وسط بالإسكندرية وفي غياب تام للمحافظة.

بدورها قالت المهندسة سعاد حلمي، رئيس حي وسط الإسكندرية، إنه جارٍ العمل على تطهير المجرى المائي بالكامل وإقامة نقاط تأمين ثابتة ومتحركة للقبض الفوري على من يقوم بإلقاء القمامة، والحي يقوم بعمل حملات دورية لإزالة المخلفات بداية من كوبري محرم بك، ويتم استكمال تلك الحملات أولًا بأول حتى يتم التطهير كاملًا بطول 10 كيلومترات، وإنه بالفعل تم الانتهاء من تطهير 65 % من تلك المسافة وإزالة جميع الإشغالات.

وأضافت حلمي، إن الحي الآن يقوم بالتجهيز لإنشاء ملاعب خماسية بدلًا من أماكن إلقاء القمامة ومزودة بمنظومتي أمن وصيانة كاملة، وبناءً على توجيهات محافظ الإسكندرية تم التعاون مع شركة المقاولون العرب ومديرية الري والطرق؛ لإنهاء عملية التطهير والعمل على جعل هذا الطريق آمنة، وأن تكون سيادة القانون هي الحاكمة، وسيتم التعامل مع كل المباني المخالفة على جانبي المجرى ومصادرة تلك العقارات المخالفة.