• الرئيسية
  • الأخبار
  • بالفيديو والصور.. "الفتح" تكشف: الفلاحون يروون الأراضي بمياه الصرف الصحي.. وأكثر من 17 قرية مهددة بالعطش في غرب الإسكندرية

بالفيديو والصور.. "الفتح" تكشف: الفلاحون يروون الأراضي بمياه الصرف الصحي.. وأكثر من 17 قرية مهددة بالعطش في غرب الإسكندرية

  • 170
وكيل وزارة الري بالاسكندرية

78 ألف فدان مهددة بالبوار في مريوط بعد تعطل ماكينات رفع المياه

تعرضت الأراضي الزراعية بقطاع مريوط بمحافظة الإسكندرية للإهمال الشديد؛ حيث يتم خلط مياه الري بمياه الصرف الزراعي.

تعود المشكلة لعام 1990 حتى عام 2006 الذي ازداد سوءًا بعد تعطل وحدات رفع وضخ المياه إلى ترعة مريوط؛ ما أدى إلى انقطاع المياه عن أكثر من 78 ألف فدان وأصبحت المياه لا تصل إلى المزارعين إلا كل شهرين تقريبًا، الأمر الذي أدى في النهاية إلى تأثر التربة الزراعية بمياه الصرف الصحي التي أمرضت التربة بالعديد من الأمراض النباتية.

ذهبت "الفتح" لكشف المزيد من المعلومات، فوجدت أن المزارعين اكتفوا فقط بزراعة الحبوب والذرة والبرسيم، وانعدمت زراعة الخضراوات والنباتات التي تحتاج إلى المياه بشكل مستمر.

وأكد المزراعون، أن المسئولين عجزوا تمامًا عن إيجاد حلول لهذه المشكلة الخطيرة؛ مما جعل البعض يلجأ إلى مياه الصرف الصحي تحت بصر وعلم السادة المسئولين لاستخدامها في ري المحاصيل لتعويض نقص مياه الري الزراعي.

حاورنا الأهالي والمزارعين، وأكدوا أن المياه منقطعة منذ شهرين، وحتى عندما تأتي تكون مختلطة بمياه الصرف الصحي والزراعي؛ مما يتسبب في بوار الأرض بعد إصابتها بالعديد مِن الأمراض.

قال فتحي محمد السيد، مزارع يقطن في قرية فلسطين، إن المزارعين كانوا في بداية الأمر يعانون مشاكل اختلاط مياه الري بمياه الصرف التي أدت إلى فساد التربة، وأثر ذلك على جودة الأرض حتى انعدم تنوُّع المحاصيل الزراعية وانخفضت كمية الإنتاج الزراعي بشكل خطير؛ لذلك فإنه لا تتم زراعة الطماطم والبطيخ والخضراوات، بل تعتبر مثل هذه الزراعات وتلك المحاصيل قد انتهت تمامًا وتضررت المحاصيل الأساسية مثل الذرة والبرسيم والقمح.

وأضاف أن المشاكل زادت بشكل كبير، حتى إن المزارعين أصبحوا لا يجدون مياه الصرف لري أراضيهم، لدرجة أن المياه تأتي إليهم كل 60 يومًا مرة واحدة.

وأوضح أن المحاصيل تضررت بشكل خطير بعد تلف محصولي الذرة والبرسيم في قرى فلسطين والبنجر.

ويروي صلاح عتمان، من نجع العتامنة: "حرثت الأرض بعد جفاف المحاصيل"، مؤكدًا أن الفلاحين لجئوا إلى العمل باليومية حتى يوفروا لأنفسهم دخلًا آخر يكفيهم بعد النقص الحاد في مياه الري الزراعي.


ويؤكد محمد فاروق نوفل، وجمال شحاته حسين، ورمضان مبروك أحمد، أن قطاع مريوط يعاني بالكامل نقصًا حادًّا وشُحًّا في المياه؛ ما أدى لخسائر بالجملة نتيجة الإهمال في علاج الخطأ.

ويتفق معهم في الرأي رمضان مبروك أحمد، أن خسارته تجاوزت كل التوقعات، ولم يعد له مصدر رزق يقتات منه بعد هلاك محصوله الرئيسي من الفدان الذي يمتلكه.

وأوضح محمود إبراهيم مبروك الربيعي، مزارع، أن أزمة المياه تحدث في الصيف على إثر تردد المصطافين في قرى الساحل الشمالي، وفي الشتاء تزداد المياه رويدًا رويدًا.

أشار عبد الرحمن سيد أحمد، فني تشغيل في محطة مياه الشرب بالكيلو "40 "، إلى أن المشكلة تتمثل في غياب الصيانة التي تكتفي بتشغيل ماكينة واحدة، وكان مِن الأَوْلى تشغيل محطتين على الأقل لرفع المياه.

وأضاف، أن الاستخدام العالي في استهلاك قرى الساحل الشمالي تتسبب في سحب نسبة كبيرة من منسوب مياه الري بسبب وجود محطات لمياه الشرب في هذه المنطقة؛ ما يتسبب في خلط مياه الري بمياه الصرف الزراعي لتعويض ما يتم فقده.

ولفت عبد الرحمن، إلى أن هناك دراسات لتوصيل محطات الرفع بترعة الهاويس؛ حتى لا يتم المساس بمنسوب مياه قطاع مريوط، ولكن لعدم وجود الميزانية الكافية.


17 قرية مهددة بالعطش المائي:


وأوضح خميس السرحاني، مزارع من قرية أحمد عرابي، أن نقص المياه تعانيه قرى عديدة مثل: أحمد عرابي، وفلسطين، والعراق، واليمن، وبغداد، ونجع كاتب، والبصرة، والجزائر، ومصطفى كامل، ورحيم، وقرية محطة 5، و قرية 45، والجليسات، ونجع أبو بسيسة، ونجع حماد، وأبو بكر، ونجع المطار الشرقي، وأراضي فرع منطقة الـ36، وكل هذه القرى تعاني عدم وجود المياه، وإن جاءت مياه الري تكون مختلطة بنسبة الثلثين بمياه الصرف بسبب أعطال محطات الرفع.


زيارة وهمية:


وكشف السرحاني، أن المسئولين ملأوا الترعة بمياه الري عند زيارة وزير الري د. حسام المغازي، لكن سرعان ما جفت بعد رحيله بـ4 ساعات فقط.

وطالب مجموعة من المزارعين من بينهم محمد السمان، وصلاح عبد السلام، وطلحة علي إبراهيم، ومحمد عوض محمد، وإبراهيم علي، وعاطف عبد الحكيم، وخميس ممدوح، ومبروك أحمد محمد، وأشرف عبده، بسرعة إيجاد حلول لهذه المشاكل؛ حتى لا تتفاقم معاناتهم أكثر بعدما جفت وهلكت جميع المحاصيل وماتت ماشيتهم جراء العطش المائي الذي يهدد أكثر من 78 ألف فدان وآلاف الأسر في أكثر من 20 قرية.


غياب الضمير:

بدوره، قال محمد عابدين، وكيل شياخة حزب النور المركزية بقرية فلسطين، إنه تواصل مع المزارعين لمعاينة المشاكل على الطبيعة لإيجاد حل ناجز لهذه المشكلة، حتى توصل أن العلاج الأمثل يكمن في عودة الضمير الذي غاب لدى المسئولين عن هذه المشكلة تحديدًا.

وأضاف عابدين، أن المزارعين كانوا يعانون اختلاط مياه الصرف بمياه الري، ولكن الآن زادت المعاناة لأكثر من هذا بعد اختفاء المياه تمامًا، والسبب في هذه المشكلة هو محطة الرفع 2 حيث تهالكت المعدات بها، لافتًا إلى أن هناك مشكلة أخرى وهي تحويل المياه النظيفة إلى الساحل الشمالي والقرى السياحية؛ حيث يتم ضخ كميات كبيرة لري الأشجار ومزارع الجولف والقرى السياحية في الساحل الشمالي والمتنزهات العامة والخاصة، وذلك على حساب أراضي قطاع مريوط بالكامل، الأمر الذي أدى في النهاية لنقص حجم المياه المخصص لقطاع مريوط، ما أدى لخلطها بمياه الصرف الزراعي؛ لتعويض فقد ونقص المياه، وأصبحت المياه لا تصل إليهم إلا كل 60 يومًا على الأقل.

وأوضح وكيل شياخة حزب النور، أن المزارعين تقدموا بالعديد من الشكاوى لمحافظ الإسكندرية، لكن جميع الشكاوى لم تسفر سوى عن زيارة قام بها المسيري مع المغازي وزير الري منذ ما يقرب من 8 أشهر.


وعود وهمية!!:

قال المهندس إبراهيم أحمد عبد العظيم، مدير عام الميكانيكا والكهرباء بمحطة رفع 2، إنه تم تصليح ماكينة رقم 1 وتم تشغيلها، وكذلك تم تصليح ماكينة رقم 2 بالمحطة، بما يزيد كمية المياه المقدمة ويمنع تكرار مثل هذه المشاكل السابقة، وسيتم ضخ المعدلات الطبيعية للمياه في خلال أيام قلية إن لم يكن غدًا "على حد وصفه".


زراعة الإسكندرية تعترف بحجم الكارثة:

أكد الدكتور مصطفى كامل البخشوان، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الإسكندرية، أن مساحة الأراضي الزراعية بالمحافظة نحو 160 ألف فدان، ويوجد لدينا 4 إدارات زراعية، وهي: خورشيد والمعمورة والعامرية وبرج العرب، وكل الزراعات متوفرة وموجودة بشكل جيد، وبالنسبة للأسمدة فإنه ليس هناك مشاكل في الأسمدة حاليًا، بل هي متوفرة للمزارع؛ حيث يأخذ المزارع حصته طبقًا لقرار الوزير، ولذلك فإن قطاع الزراعة لدينا مستقر وليس هناك ما يدعو للقلق.

أما بخصوص ما يتعلق بالزراعة بقطاع مريوط، فهذه تعد مشكلة كبيرة جدًّا؛ حيث إنه يوجد 5 محطات رفع حتى نستطيع أن نأتي بالمياه من ترعة النصر ليتم ضخها بترعة مريوط.

وتابع البخشوان: للأسف لدينا مشكلة كبيرة جدًّا بمحطة 2 ومحطة 4؛ حيث إن هاتين المحطتين تم إدخالهما في خطة إحلال وتجديد.

أما فيما يخص محطة 2 تحديدًا؛ فتعاني مشاكل عديدة، الأمر الذي أدى لتوقفها تمامًا عن العمل قبل عيد الفطر الماضي، وتم إصلاح بعض الماكينات الموجودة بها، ولكنها لم تستمر كثيرًا.

وأشار وكيل زراعة الإسكندرية، إلى أنه تم إحلال وتجديد لإحد الماكينات الموجودة في محطة 2، وجارِ العمل في باقي مراحل ماكينة 2، وستعود إلى العمل في القريب العاجل.

وكشف أن محطة الرفع "4" سيتم إدخالها في العمل فور الانتهاء من الصيانة؛ لتساعد في علاج الأزمة الحالية التي تهدد آلاف الأفدنة، وبالنسبة للصرف الصحي فهذه مشكلة خطيرة، مشددًا أننا مقبلون على مرحلة الشح، ولابد من إيجاد مصادر بديلة، وهناك أبحاث تقوم بها الجامعة المصرية اليابانية خاصة بالمعالجات الأولية والثانوية على مياه الصرف الصحي.

وكشف الدكتور مصطفى كامل البخشوان، خطورة الري بمياه الصرف الصحي على كل من الإنسان والحيوان والنبات وكذلك التربة الزراعية، لافتًا إلى أن المديرية قد عرضت -من قبل- المشاركة مع الجمعيات الزراعية في عمل محطات لتنقية مياه الصرف بما يعادل 1000 جنيه عن كل فدان.

بدوره، قال علي عبد الحفيظ، وكيل وزارة الري بمحافظة الإسكندرية، إن الوزارة تعمل جاهدة لحسم المشاكل بمنطقة مريوط نهائيًّا، موضحًا أن هناك خطة لإحلال وتجديد لمحطتي 2 ، 3 مريوط، وذلك بعد الانتهاء من أعمال إعادة تأهيل جميع وحدات المحطة رقم 2 الرئيسية، وذلك حتى يمكن حسم الشكاوى بالمنطقة تمامًا، حيث تم تشغيل الوحدة الرئيسية منذ أيام قليلة وتحديدًا يوم 11/ 8/ 2015 وقدم تعهدات على ضرورة تشغيل باقي المحطات في غضون ساعات حتى مثول الجريدة للطباعة.

ولفت إلى أن الري بنظام الصرف الصحي مخالف تمامًا لضرره البالغ على التربة والمواطنين والمواشى، وما يخص الصرف الزراعي فيكون في حدود النسب المسموح بها.