الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
تأمل معي أخي الكريم قول
الله تعالى: "وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون"
النور31.
لم يقل ربنا سبحانه: أيها
العاصون أو الفاسقون أو الظالمون وإنما قال المؤمنون، وكذلك إذا تأملت قول الله عز
وجل: "يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا" التحريم8.
لم يقل عصوا، ذلك ليعلم
التائب أن التوبة من الإيمان وأن مجرد إقباله على التوبة يدل على إيمانه بربه
وقربه منه سبحانه وأنه قد فاز وأفلح حينما أقبل على التوبة فاز بقبول توبته
"ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده" التوبة104.
وفاز بحب الله له "إن
الله يحب التوابين" البقرة222. وفاز بتبديل الله سيئاته حسنات "إلا من
تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات" الفرقان70. فاز
بالكثير والكثير من فضل الله وكرمه ومنه واصطفائه.
كفاك جزاء على الطاعة أن
رضيك لها أهلا وكفاك عقوبة على المعصية أن رضيك لها أهلا.
فأقبل على مولاك وأكثر من
التوبة ولا تعرض عنه وتقرب إليه فهو القريب سبحانه، فقد كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يتوب إلى الله ويستغفره في اليوم أكثر من سبعين مرة وأمرنا صلى الله
عليه وسلم بذلك.
نسأل الله أن يرزقنا توبة
نصوحا وأن يغفر لنا وللمسلمين والمسلمات.