الموجة الحارة ما زالت مستمرة.. و"الصحة" تحذر من ارتفاع حالات الوفاة

  • 134
صورة أرشيفية

أسفرت الموجة الحارة التي تضرب البلاد حاليًا عن حالة من سوء الأوضاع الصحية، خاصة ذوي الحالات المزمنة من المرضى، مثل مرضى القلب والسكر والكبد.

ينصح الأطباء، بالابتعاد عن الشمس وعدم التعرض لها في أوقات الذروة، مع الإكثار من شرب المياه وتناول العصائر الطبيعية والسوائل بكميات كافية، مع عدم الوجود في أماكن سيئة التهوية، وارتداء الملابس القطنية والفضفاضة الواسعة ذات الألوان الفاتحة.

وتابعوا: عند الشعور بالتعب يجب الراحة في الأماكن جيدة التهوية مع الإقلال قدر المستطاع من المشروبات المنبهة التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة، لأنهما يساعدان على إدرار البول؛ مما يؤدي لفقد الأملاح المهمة بالجسم، وبالتالي تحدث الدوخة المصاحبة لأعراض ضربات الشمس.

قال الدكتور محمد على عز العرب، إستشارى الكبد بالمعهد القومي للكبد والمستشار الطبي للمركز المصري للحق فى الدواء، إن عدد الوفيات قابل للزيادة بسبب الموجة الحارة، ونسبة الوفيات كبيرة جدًّا بين كبار السن فوق الـ 65 عام؛ وهذا يعنى أن 44% من كبار السن يصابوا بضربات الشمس.

وأضاف عز العرب، أن خطورة ضربات الشمس تؤدى إلى تليف مراكز معينة في المخ؛ مما يؤدي إلى عدم تبخر الحرارة وعدم التعرق، وحرارة الجسم تكون عالية أكثر من 41,1، ورغم ارتفاع درجات الحرارة فإن الجلد لا يخرج عرقًا.

وأوضح أن أعراض ضربة الشمس تتمثل في ارتفاع حرارة الجسم حوالي 41,1 مْ، وعدم العرق رغم ارتفاع درجة الحرارة، لكن الجلد "ناشف"، بجانب أعراض وتشنجات عصبية أو تأثر فى مستوى الوعي؛ لو إجتمعت كل هذه الأعراض، فالشخص يكون مصابًا بضربة شمس، كما أن الصداع والدوخة والإجهاد الذين يصاب بهم الشخص يكون من تأثير ارتفاع درجات الحرارة، بينما الإجهاد الحراري يكون من خلال أن الشخص تعرض لأشعة الشمس أو لدرجة حرارة عالية و يصاحبه عرق شديد يفقد الشخص من خلاله أملاحًا معدنية مثل: البوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم، بالإضافة إلى ضعف عام وصداع وهبوط في الدورة الدموية خاصة مع كبار السن.

وتابع استشاري الكبد: لابد من تعويض الأملاح والسوائل المفقودة من خلال المحاليل الوريدية، ومعالجة درجة الحرارة العالية بالطرق المعروفة من خلال التبريد أو التبخير عن طريق تعريض الشخص المصاب لرزاز مياهٍ دافئةٍ وتيارات هواء، وبالنسبة لضربات الشمس لابد من وضع تفسير علمي من وزارة الصحة لزيادة حالات الإصابة والوفيات من ضربات الشمس، فهناك تقصير فى الجانب العلاجي لهولاء المرضى.

وأشار إلى أنه توجد مراكز التحكم الحراري فى المخ تتحكم في درجة حرارة الجسم، وعند إرتفاع درجة حرارة الجسم، فبعض هذه المراكز يحدث لها تلف، وبروتين الخلايا يحدث له نوع من التجمد، ويؤدي إلى علامات كثيرة منها هبوط في وظائف التنفس، وفي أحيان كثيرة، يدخل بعض المرضى المصابين العناية المركزة ويتم استخدام جهاز التنفس الصناعي.

وبين المستشار الطبي لـ "الحق فى الدواء"، أن "حمو النيل" يأتي من ارتفاع درجة الحرارة ونتيجة العرق يتم الوقاية منه بكثرة الاستحمام بالماء، العادي وليس الفاتر، مرتين أو ثلاثة على الأقل، واستخدام صابون الجليسرين لأنه يحتوي على مواد كاوية، ويستخدم كريم مرطب للجسم للوقاية من "حمو النيل"، وبعض الناس يصابون بالحساسية الضوئية نتيجة التعرض لأشعة الشمس الحارة المباشرة، ومن أعراضها: ظهور حبوب حمراء على الجلد، والوقاية منها: استخدام كريمات الوقاية من الشمس.

واستطرد : الحالات المصابة بالالتهاب السحائي لا تتعدى أصابع اليد الواحدة وهم 5 حالات منذ بداية العام حتى الآن، وموسم الإصابة به بعد شهر مارس، لكن لا يمنع الانتشار في هذه التوقيتات، وظهوره في أماكن التجمعات، وهو نوع من الالتهابات البكتيرية، نوع من البكتيريا العقدية وينتشر من خلال الرزاز، وأعراضه تبدأ من التشنجات العصبية إلى فقدان الوعي، وهو سريع الانتشار، والوقاية منه تكون بتطعيمات الحمى الشوكية، التي تجدد كل عامين، موضحًا أن الدكتور عادل العدوي، وزير الصحة، نفى علاقة حالات الوفيات بمصابي الالتهاب السحائي، ولابد من اتخاذ الاحتياطات الواجبة لتلافي الإصابة بهذه الأمراض المعدية.

ووضع الدكتور محمد علي عز العرب، روشتة علاج للمواطنين لتفادي ضربات الشمس والإجهاد الحراري: عند الخروج عليهم ارتداء ملابس قطنية خفيفة وألوانها فاتحة لأنها عاكسة للحرارة، مع استخدام القبعات أو الشمسيات العاكسة للحرارة وشرب المياه الباردة باستمرار، ومن الممكن استخدام فوطة مبللة بالماء ووضعها خلف الرقبة، والمشي في مناطق الظل، وعدم الجلوس في سيارة بدون تكييف؛ لأن السيارة التي لا يوجد بها تكييف تصل درجة الحرارة بها لـ 52 درجة مئوية، وتجنب شرب القهوة أو الشاي أو المشروبات الساخنة أو المشروبات الغازية؛ لأنها تسبب إدارارًا للبول؛ لأن القهوة والشاي يسببا فقد سوائل الجسم وبهما مادة الكافيين وتؤدي إلى الاحتباس الحراري.

بدوره، قال الدكتور أحمد عبد العال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية، إن من صفات الموجة الحارة ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، وأعلى درجة حرارة: يوم الأحد "17/8/2015" وهي 42مْ، تنخفض تدريجيًا حوالي 3 درجات فقط من يوم الإثنين "17/8/2015"، لكن لا يشعر المواطن بهذا الانخفاض بسبب ارتفاع الرطوبة، ولكن أثر هذه الموجة سيظل إلى نهاية شهر أغسطس.

كما نصح عبد العال السائقين بتوخي الحذر في الصباح الباكر؛ بسبب وجود شبورة مائية، وعدم ملء "تانك" البنزين إلى نهايته لأن لا يتبخر البنزين بفعل الحرارة، ولا يملأ إطارات السيارة بأكثر من المسموح حتى لا تنفجر.

قال الدكتور يحيى الشاذلي، أستاذ الكبد بطب عين شمس، والمتحدث باسم اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، إن أصحاب الأمراض المزمنة كمرضى الكبد، عليهم أن يبتعدوا تمامًا عن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، والابتعاد عن شرب المياه الغازية خاصة التي تحتوي على ألوان صناعية.

وأشارالشاذلي، إلى أن المرضى الأكثر عرضة لضربات الشمس هم الرضع وصغار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، خاصة مرضى القلب وارتفاع ضغط الدم وكبار السن.

ونصح بضرورة نقل المريض لأقرب مستشفى حميات، مشددًا على ضرورة تناول العصائر الطبيعية، وكميات كبيرة من المياه والأطعمة المحتوية على الملح كالجبن والترمس.