حيتان المصدرين يأكلون ثمار الرمان بأسيوط!

  • 173
صورة أرشيفية

يُعد "الرمان" من المحاصيل المهمة في حياة المزارع في هذه الأيام، ويعتبر من المحاصيل الاستراتيجية ذات العائد الاقتصادي الجيد، ومن المحاصيل التي تدخل في كثير من الصناعات "كالدواء والعصائر"، وتؤكل ثماره.

يزرع هذا المحصول في نطاق واسع من أنحاء الجمهورية، لكن ترتكز زراعته في مركز البدري بأسيوط, بل هي أكثر المناطق إنتاجًا لمحصول الرمان على مستوى الجمهورية، وبجودة عالية.

حصل مزارعو الرمان بالبداري على الشهادة الدولية التي تؤكد جودة إنتاجهم من الرمان المصري، وتوافقها مع لوائح الاتحاد الأوروبي، ويقبل المصدرون على "البداري" من جميع أنحاء العالم لشرائه، بالإضافة إلى أن المساحات المزروعة هذا العام نحو 6 آلاف فدان يوزع إنتاجها ما بين البيع المحلي في الأسواق المصرية والتصدير العالمي.

ويصل إنتاجية الفدان الواحد من 18 : 22 طن رمان، ويكلف الفدان الواحد الفلاح نحو 12 ألف جنيه تضم العمالة والمبيدات وغيرها من التكاليف التي يتكلفها الفدان الواحد حتى نهاية الموسم, ويتراوح سعر الطن الخاص بالتصدير من 4 آلاف جنيه إلى 5 آلاف؛ حتى أصبحت هذه الفاكهة واحدة من أهم مصادر الدخل بالنسبة للفلاح في هذا المركز والمساحات المزروعة من هذه الفاكهة تتزايد العام تلو الآخر.

قال "ا ع م"، أحد مزارعي الرمان بمركز البداري، إن زراعة الرمان أصبحت تمثل معاناة المزارعين، وعائق كبير للاستفادة مما قد أنعم الله به على هذا المركز من خير, وهو إنتاج محصول الرمان الذي راح ضحية وفريسة سهلة لكبار وصغار المصدرين الذين ينقضون على المركز في موسم إنتاج الرمان للحصول على أكبر الكميات.

وأوضح أن التصدير إلى العديد من الدول المستهلكة له وأخذه بأرخص الأثمان في ظل غياب دور الجهات المعنية بالمركز التي ضاع دورها الحقيقي في متابعة عملية البيع والتعامل مع المصدرين, والتي أصبحت تدور في المركز بطريقة عبثية أضاعت عائدًا كبيرًا يصب في مصلحة المحافظة بصورة عامة وحق المزارع الذي أنفق الكثير على محصوله طوال العام ثم يسيطر المصدرون احتكارًا منهم على تحديد السعر و"ضرب السوق"، بالإضافة إلى طرق أخرى باتت تهدد السوق بأكمله.

قال عمر فتحي، المهندس الزراعي بمركزي ساحل سليم والبداري، إن هناك مشاكل أساسية وطاحنة في المعاناة الحقيقية للفلاح والمزارع, مثل ارتفاع تكلفة رعاية الفدان الواحد للرمان والمصاريف التي يستهلكها خلال العام تؤدي به إلى الاستدانة من بنك القرية للإنفاق على المحصول، والذي يجعل المستورد يشعر بحاجة المزارع الماسة للبيع والتخلص من المحصول للقيام بسداد البنك, فيقوم باستغلاله وخفض سعر الكيلو للرمان بصورة أثرت على الجميع.

وأشار فتحي، إلى أن المشكلة الثانية التي تؤثر على المركز بصفة عامة في أكثر من جانب وعلى إنتاج وبيع الرمان بصفة خاصة من حيث الخدمة وغير ذلك رغم المعاناة التي يجدها الفلاح في ظل غلاء الأسعار أصبحت شكارة النترات تتجاوز 150 جنيهًا، والبوتاسيوم وأجرة العمالة فضلًا عن تكلفة المبيدات، ليس هذا فحسب، بل الأصعب في غشها، ويصيب الرمان العديد من الأمراض الخطيرة مثل "المن والجاسيد والحشرة القشرية، والإكاروسات والعنكبوت الأحمر، ودودة الثمار، والإصابة بالعديد من الفطريات كفطر الإلترناريا والفيوزاريوم، والنيماتودا", وأصبحت ذات ضرر بالغ لا تكاد تخلو منها مزرعة؛ وهذا قد يؤدي إلى انهيار بل ودمار المحصول بالكامل.

بدوره قال أحمد حسين، مواطن، إن الخروج من عنق الزجاج يحتاج إلى تعاون من المزارعين أنفسهم، بالإضافة إلى الإدارة الزراعية والعاملين في المجال, ووضع خطوط عريضة للنمو والارتقاء، ولابد من وجود مؤسسة تدعم وتقوم على التصدير؛ لأن السوق المحلي لا يتحمل هذا الإنتاج، بجانب وجود ترابط قوي بين التجار أنفسهم، ووجود ترابط قوي بين المزارعين لمنع اللعب بالأسعار.