عبد الله بدران لـ"الفتح":النور حزب سياسي كبير ..ينحاز لمصلحة الوطن دائما

  • 87
عبدالله بدران

تعد محافظة الإسكندرية أحد أهم المحافظات التي لها رؤى معمارية واقتصادية وسياحية شديدة الخصوصية، الأمر الذي جعلنا نلتقي بالمهندس عبد الله بدران، أمين عام حزب النور، ليحدثنا عن خطة الحزب ومطالب الأهالي والحلول التي تقدم به الحزب داخل هذه المحافظة العريقة:


· ما خطة الحزب في المرحلة المقبلة خاصة في محافظة الإسكندرية؟


أول شيء في خطة الحزب العامة هو الاستمرار في أداء الرسالة المنوطة به، وهو التواصل الجماهيري ومحاولة توصيل الخدمات للجماهير وحل المشاكل المتعلقة بمعاناة المواطن في شتى المجالات، كذا التعاون مع الأجهزة التنفيذية قدر المستطاع لحل هذه المشاكل.

· هل هذا يعني أنكم تهتمون بإعداد الكوادر؟

هذا صحيح؛ فإعداد الكوادر تقوم به أمانة الإسكندرية من خلال التدريب، ونشر ثقافة برنامج الحزب بين كوادره، والاستعداد لمرحلة الانتخابات البرلمانية القادمة، والإعداد لها من جميع الجوانب المحيطة بالعملية الانتخابية، من حيث إعداد اللجان المركزية والحملة المركزية بالمحافظات، وفي كل محافظة وداخل الدوائر التابعة لها، وكذلك أيضًا حشد أكبر عدد ممكن من القاعدة الجماهيرية، سواءً من أبناء الحزب أو من المواطنين عمومًا للإدلاء بأصواتهم -إن شاء الله- في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

· بمناسبة الحديث عن الانتخابات .. هل ستترشح للبرلمان المقبل؟

القرار بالتقدم للانتخابات ليس قرارًا فرديًّا، ولكنه قرار مؤسسي وله آلية معينة داخل الحزب، وهو ترشيح العضو من الغرفة الخاصة بالدائرة وتصعيده للغرفة المركزية التابعة للمحافظة، ثم بعد ذلك يكون التصعيد من الغرفة المركزية للمحافظة إلى الغرفة المركزية العامة للجمهورية، وهذا الأمر يتوقف على الاجتياز لهذه المراحل الثلاث التي ذكرناها.

· هل تم ترشيحكم لخوض غمار الانتخابات المقبلة؟

طبقًا للمرحلة الأولى التي تمت، فقد تم ترشيحي لخوض الانتخابات من خلال دائرة منتزه أول.

· هل العمل داخل البرلمان يختلف عن خارجه؟

العمل داخل البرلمان لا يختلف كثيرًا عن العمل خارجه؛ لأن عضو الحزب يتحرك من خلال برنامج عام ينتهجه الحزب ككتلة برلمانية داخل البرلمان حتى ولو كانت هناك بعض الأفكار أو بعض المشاكل التي يحاول عضو البرلمان حلها من خلال دائرته، فالعمل ككتلة برلمانية تعمل بالتنسيق مع مسئول الكتلة البرلمانية داخل البرلمان ولا تكون خارجة عن إطار البرنامج العام الخاص بالحزب.

· ما رؤيتك للمرحلة السياسة الراهنة؟

هناك إشكالات عديدة، منها إشكالات كبيرة مثل: عزوف قطاع كبير من الناخبين بعد المرور بكثير من التجارب والاستحقاقات الانتخابية الماضية، وما تعرضت له البلاد من محاولات لانقسام داخلي، وذلك داخل المجتمع وقد يتمثل هذا العزوف أكثر وتحديدًا في فئة الشباب، وهذا يتطلب معه السعي الحثيث من جميع القوى السياسية إلى محاولة إعادة الثقة لدى هذه القطاعات خاصة داخل قطاع الشباب، وهذا من ضمن الأولويات التي يقوم بها حزب النور، وهو التواصل المستمر والجاد مع فئة الشباب ونحن نمتاز بفضل الله عز وجل بوجود كفاءات على مستوى عالٍ جدًّا من الشباب، ويمثلون في جميع الهيئات داخل الحزب من هيئة عليا، ومجلس رئاسي، ولجان نوعية، وأمانات في المحافظات؛ وذلك للعمل من خلال الشباب داخل الحزب، وبفضل الله عز وجل تعتبر كل الطاقات الموجودة أغلبها من عمر الشباب، وهذه سمة يمتاز بها حزب النور عن كثير من القوى السياسية الموجودة، بل تجد أن المرأة لها حظ كبير ونصيب وافر في المشاركة السياسية من خلال اللجنة النسائية داخل الحزب.

· ما أبرز المعوقات التي يعاني منها كثير من أبناء المحافظة؟ وما رؤية الحزب في المعالجة؟

محافظة الإسكندرية لا تختلف كثيرًا عن باقي المحافظات، وأكثر المشاكل التي يعاني منها المواطن السكندري تتعلق بالبنية التحتية سواءً في مشاكل الصرف الصحي أو مشاكل المياه بأنواعها مثل: مياه الشرب، حيث تعتبر محافظة الإسكندرية من أعلى المحافظات في معدلات تلوث مياه الشرب تحديدًا، وكذلك أيضًا مشكلة الطرق والمواصلات؛ فهناك مشاكل كبيرة جدًّا؛ حيث تؤدي إلى عزوف كثير من المستثمرين ورجال الأعمال في المناطق الجديدة مثل منطقة برج العرب وخلافه، لذا فإن نقل المواطن السكندري من مكان إقامته تعد مشكلة كبيرة؛ حيث إن الرقعة السكنية تكاد تكون محصورة بين شرق المدينة ووسطها، وهذا لعدم وجود مرافق في غرب المحافظة كمنطقة العامرية والدخيلة والعجمي، وهذه الأماكن كلها تعاني من قلة الخدمات الموجودة فيها، لذلك نجد أنها مناطق طرد سكاني، وليست مناطق جذب، وبالتالي فإن جميع الاستثمارات التي تتم بمنطقة برج العرب والمصانع التي يتم افتتاحها هناك يجد المواطن السكندري فيها صعوبة بالغة، حيث ينتقل من وسط المدينة وشرقها حتى يصل إلى مكان عمله، وهذا ربما يؤدي إلى انخفاض في معدل العمالة التي تكون موجودة بتلك المصانع.

تعد هذه مشكلة رئيسية وذلك بالإضافة إلى وجود بعض المشاكل الأخرى، ومن بينها المشاكل الخاصة بالصيادين، وهذا قطاع مهم جدًّا، وليس من السهل التغافل عنه أو تركه؛ لأن صيادي "أبو قير" مثلًا يعانون من مشكلة في المرسى لديهم، وقد تم في السنوات الماضية تخصيص مكان آخر وحتى الآن لم يكتمل، وكذلك أيضًا هناك مشاكل عديدة خاصة بالفلاحين والمزارعين في القطاع الريفي الخاص بالمحافظة وهو عدم توفير مياه لري وزراعة الأرز تحديدًا؛ إذ إن هذا المحصول في الإسكندرية يعد من أهم المحاصيل التي يعتمد عليها غالبية السكان، وهناك عدة مشاكل أخرى نسعى بفضل الله عز وجل إلى حل الجزء المتاح من هذه المشاكل بقدر المستطاع.

· ما الحلول أو المقترحات المقدمة من "النور" لحل هذه المشكلات؟

توجد حلول وشبه مقترحات موجودة، لكن للأسف حزب النور بأمانة الإسكندرية وأيضًا أغلب المحافظات يعاني من جدية التواصل مع الأجهزة التنفيذية؛ لأن هناك إشكالية في التعاطي مع الأجهزة التنفيذية في التعامل مع الأحزاب بصفة عامة وتحديدًا حزب النور؛ ومن ذلك أننا لا نجد فرصة للتواصل مع الأجهزة التنفيذية بدءًا من المحافظة وحتى باقي الأجهزة؛ حيث إننا نجد أن هناك شبه فزع وخوف من التعامل مع الأحزاب تحت حجة أن هذا الحزب سيحقق مكاسب في الانتخابات أو ما إلى ذلك، وقد يصبح ذلك الهاجس وهذا التخوف سببًا في ضياع الحلول والمقترحات المقدمة من قِبَل الحزب لحل مشاكل المواطنين؛ لأن حزب النور يمتاز بتواصله مع كل القطاعات من جماهير محافظة الإسكندرية سواءً مع العاملين والفلاحين والصيادين وأهل القرى والنجوع والأرياف وحتى المناطق العشوائية، فكل هذه المناطق بفضل الله عز وجل تغطى من قبل كوادر وأبناء الحزب المنتشرين فيها، ومع ذلك وللأسف فإن الأجهزة التنفيذية لا تتعاون في هذا المجال ولا تستفيد من حلول واقتراحات الحزب تحت فزاعة تحقيق مكاسب في الانتخابات وغير ذلك.

· في ظل معاناة المواطن السكندري من انتشار القمامة ومشكلة الصرف الصحي وغيرها .. هل هناك توعية أو تقديم بعض الخدمات الأخرى؟

نحن لنا تجربة فعالة وناجحة جدًّا في بعض المناطق العشوائية وتحديدًا في منطقة الفلكي؛ حيث تجد أن كوادر الحزب في هذه المنطقة جهزوا الشوارع بصناديق للقمامة واستأجروا بعض العربات الخاصة والصناديق المعدة، ولكن للأسف فوجئوا بأن المحافظة لا توفر مدافن للنفايات، وليس هناك أماكن يتم وضع القمامة بها والتخلص منها، وهذا يعتبر من ضمن المشاكل التي تواجهنا في مثل هذه المناطق.

كما ذكرت فإننا لدينا حلول لمشاكل كثيرة، وكذلك في مسألة التكدس المروري والباعة الجائلين تقدمنا بعدة حلول موجودة، لكننا لا نجد أي نوع من التعاون ولا فتحًا للأفق مع الأجهزة التنفيذية، وهذا للأسف الشديد يؤدي إلى تفاقم المشكلة وليس لحلها، وكذلك في القطاع الصحي، ساعد أبناء الحزب أهل الخير بتدشين حملات إصلاح كثير من المستشفيات مثل مستشفى الأوقاف في منطقة بحري، ومستشفى الصدر بالمعمورة، ومد هذه المستشفيات بأجهزة كثيرة، وقمنا من خلال جهود أبناء الحزب وأهل الخير من أبناء المحافظة بإعادة تجهيز وبناء وحدة الطوارئ في مستشفى الأوقاف بمنطقة بحري، خاصة القسم الخاص بعلاج الحريق، وهذا القسم يضم تقريبًا أكثر من 30 سريرًا لطوارئ الحريق لمستشفى الأنفوشي بمستشفى الأوقاف بحري، وكذلك مد مستشفى الصدر بالمعمورة بعدة أجهزة لمساعدة إدارة المستشفى في تقديم الخدمة الطبية والصحية.

· ما رؤية "النور" في افتتاح قناة السويس مع تقديم التوجيهات اللازمة؟

سعدنا بإتمام هذا المشروع الضخم العملاق خاصة في هذه الفترة الزمنية القياسية، وهو مشروع ضخم كبير جدًّا، وذلك حسب الإحصائيات التي ذكرت، ونأمل بإذن الله تبارك وتعالى أن تكون فاتحة خير على الشعب، وأن يعود هذا المشروع عليه بالخير الذى يتطلع إليه أبناء الشعب خاصة بعد فترات من المعاناة الشديدة التي مر بها سواءً في العهد السابق أو عقب الثورة، وعدم انتظام دواعي الأمن التي أدت الى هروب كثير من رءوس الأموال والاستثمارات، وهذا كان له أثر كبير جدًّا على زيادة معاناة الشعب من الناحية الاقتصادية.

ونأمل أن يصبح هذا المشروع فاتحة خير بإذن الله تبارك وتعالى، ونتطلع إلى أن يعقب هذا المشروع كما وعدت السلطة وإدارة البلاد البدء فورًا في إنشاء مشروعات على محور القناة، حتى تكون هناك فرصة لتشغيل عدد كبير من الأيدي العاملة خاصة شريحة الشباب، وكذلك جلب استثمارات كثيرة وأكبر مما نتوقع بحيث تعمل على رفع معاناة المواطن ومحاولة سد احتياجاته قدر المستطاع، وطبعًا ولا شك أن هذا المشروع ضخم وكبير تم تنفيذه في فترة زمنية قياسية، وهذا يدل على أن المواطن وتحديدًا القوات المسلحة إذا عزمت على شيء فإن الله يوفقهم ويكون التوفيق حليفهم فتؤدي هذه المهام في المواعيد المحددة.

· ما تعليقك على قرار الرئيس بجعل منطقة قناة السويس منطقة صناعية حرة؟

هذا قرار مهم جدًّا يبشر بأن تكون هناك فرصة لإنشاء مشروعات كبيرة كما ذكرنا، وأعتقد أنه واضح من التفاف الكثير من قطاعات الشعب حول القيادة في هذا المجال؛ حيث يدل هذا على تصميم وعزم أكيدين على مواصلة عملية التنمية والبناء، وهذا أمر يبشر بالخير إن شاء الله تعالى، ونأمل بأن تكون فاتحة خير على الشعب.