• الرئيسية
  • الأخبار
  • حريق مصنع العبور حلقة من حلقات الإهمال وانعدام الأمن والسلامة يتسبب في خسائر بشرية واقتصادية باهظة

حريق مصنع العبور حلقة من حلقات الإهمال وانعدام الأمن والسلامة يتسبب في خسائر بشرية واقتصادية باهظة

  • 125
ارشيفية

أثارت كارثة مصنع العبور انتباه المسئولين والمواطنين على حدٍ سواء للإهمال الذي يضرب المجتمع في كل مناحي الحياة.


تلقى اللواء عرفة حمزة، مدير المباحث الجنائية، ظهر الثلاثاء الماضي، بلاغًا من سيارات النجدة بحدوث انفجار لـ "ضاغط هواء" جوار الأسانسير بمصنع الحلو ستايل للأثاث المكتبي بمنطقة المصانع بمدينة العبور، عقبه نشوب حريق بأحد طوابق المصنع وامتدادها لباقي الطوابق أثناء عمل الوردية الصباحية، وأنباء عن سقوط العشرات من القتلى والمصابين؛ فتم الدفع بأكثر من 23 سيارة إطفاء للتعامل مع النيران وإخمادها، كما توجهت أكثر من 20 سيارة إسعاف وتم نقل المصابين إلى مستشفى السلام في القاهرة وعين شمس، أما الجثث فقد تم نقل 2 منهم إلى مستشفى الخانكة، و3 إلى شبين القناطر، و4 إلى مستشفى السلام في القاهرة، و2 إلى مستشفى هليوبوليس.


وأشار إبراهيم عثمان إبراهيم، أمين حزب النور بالعبور، إلي أن الأهالي تتساءل: لماذا لا توجد مستشفى عام بمدينه العبور؟ وإلى متى يتقاعس المسئولون عن إقامة مستشفى حكومي بمدينة العبور فى تلك المدينة المترامية الأطراف ليكون منقذًا للكثير من الأرواح في حال وقوع حادث؟


ضمت القائمة الكاملة لضحايا حريق مصنع الحلو للأثاث المكتبي بمدينة العبور المحتجزين بالمستشفى كلًا من عمرو عيسى أمين، 20 سنة ، وأحمد عبد السلام عبد الحميد، 30 سنة، وأحمد بدوى محمود، 30 سنة، ومحمد عبد السلام محمد، 50 سنة، وأحمد مصطفى محمد، 30 سنة، وكريم رمضان إبراهيم، 19 سنة، وإيهاب جابر أحمد، 34 سنة، ومحمد حسن ذكى، 20 سنة، وكريمان عباس،25 سنة، ورامي محمد سيد، 29 سنة، ويوسف خالد فرج، 15 سنة، وأحمد محمد حنفى، ومحمد حنفى على.


قالت هبة محمد، شاهدة عيان، عاملة في مصنع أمام مصنع كراسي العبور، إن النيران اشتعلت في مصنع الأثاث في مدينة العبور في القليوبية بصورة سريعة، حيث بدأت بالطابق الأول أثناء وجود العمال داخله، والنيران أحاطت بالعمال مما دفعهم إلى الصعود للطوابق العليا.


وأضاف أحمد أبوالفضل، أحد شهود العيان ويعمل أيضًا في المصنع المقابل لمصنع كراسي العبور، أن النيران امتدت إلى الأربعة طوابق بعد التهام الأثاث، وأنهم شاهدوا العمال يقفزون من الطابق الرابع والنيران مشتعلة فيهم وعدد كبير تم استخراجه من مخزن المصنع في الطابق الأرضي.
دلت تحريات البحث الجنائي أن أصحاب المصنع المُحترق هم كل من: أحمد محمد عبد اللطيف وأيمن عبد الله، ويقع المصنع على مساحة 1500 متر تقريبًا ونشاطه تصنيع الأثاث المكتبي والمنزلي، كما تبين أن سبب الحريق أن بعض عمال المصنع كانوا ينقلون أنابيب الغاز من الطابق الأرضي للطابق الثالث فحدث تسرب للغاز من إحدى الاسطوانات داخل الأسانسير فاشتعلت النيران بهم ولقوا مصرعهم، وامتدت النيران إلى باقى أنحاء المصنع.


كشف مصدر بالحماية المدنية، أن كثيرًا من التجمعات الصناعية على أطراف العبور تفتقر تمامًا لاشتراطات الأمن الصناعي، مشيرًا إلى أن القوات عانت كثيرًا لإخراج جثث الضحايا ونقل المصابين وإنقاذ حياة الأخرين، كما أن النيران أتت على 90% من محتويات المصنع، وكان من الممكن أن تحدث كارثة كبرى لولا العناية الإلهية.


وكشفت تحقيقات النيابة عدم وجود تراخيص للمصنع وعدم موافقة إدارة الحماية المدنية بالقليوبية على التراخيص له منذ عام 2011 لعدم توافر اشتراطات الأمن الصناعي به.


قال أمين غنيم، رئيس جهاز مدينة العبور، إن مصنع الأثاث المكتبي المحترق في العبور يزاول العمل بدون ترخيص منذ عدة سنوات، وتم إنذاره أكثر من مرة، وتم تحرير جنحة ضده عام 2013 لمزاولة النشاط بدون ترخيص، وكذا صدر إنذار قضائي لأصحاب المصنع أبريل الماضي، مشيرًا إلى أن الحريق شب في الدور الرابع وامتد للأدوار المجاورة.


قال المهندس محمد عبد الظاهر، محافظ القليوبية، أثناء وجوده في الموقع: إن وزارة الإسكان المسئولة عن إعطاء التراخيص للمصانع.


وقال اللواء علي عبد المقصود، مدير الدفاع المدني والحريق بالقليوبية، إن ارتفاع عدد قتلى الحريق سببه التدافع بين العمال، وإصابة الكثيرين، وليس البطء في عمليات الإنقاذ، مؤكدًا أن القوات هرعت لمكان الحادث بعد الإبلاغ بدقائق.


قالت نجلاء بسيوني، شقيقة المصاب أحمد إبراهيم بسيوني، 27 سنة، والعامل بالمصنع، إن شقيقها يعمل بالمصنع منذ 4 سنوات ومقيم بمنطقة أطلس بمدينة السلام، مضيفة أن إصابته عبارة عن حروق من الدرجة الثالثة، وأنه اتصل بها أثناء الحريق وقال لها: المصنع كله ولع والأنبوبة ضربت وأنا وإكرامي صاحبي طرنا في الهواء من قوة النار.


ووجهت نجلاء، الاتهام لصاحب المصنع مؤكدة أنه المسئول عما جرى لأخيها وزملائه العاملين البسطاء، قائلة: أنا عارفة إن الموضوع هيموت عشان هو مسئول كبير والناس بتعمله حساب، ولن يهتم أحد بالناس وآلامهم، إحنا ناس على أدنا ولكن نطالب بحقوقنا من المتسبب في الحادث.


تجدر الإشارة إلى أن حريق مصنع الحلو للأثاث المكتبي وقع بالتزامن مع احتراق معرض الحلو في المهندسين، وهو من ضمن ممتلكات رجل أعمال سوري، معروف باسم "الحلو" ليصبح السؤال قائماً هل حريق مصنع "الحلو" للأثاث في العبور تم بفعل فاعل؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام...