• الرئيسية
  • الأخبار
  • قرى الفيوم تعاني من الأمراض والتصحر وضعف الإنتاج .. والسبب استخدام مياه الصرف الصحي في الري

قرى الفيوم تعاني من الأمراض والتصحر وضعف الإنتاج .. والسبب استخدام مياه الصرف الصحي في الري

  • 190
ارشيفية

منذ أكثر من 15 عامًا تعاني قريتا فانوس والجمهورية التابعتان لمركز طامية بالفيوم الأمرَّين بسبب استخدام مياه الصرف الصحي في الري الزراعي، الذي كان سببًا في تفشِّي العديد من الأمراض.


هذا بالإضافة إلى ضعف الإنتاج الزراعي وتعرض بعض الأراضي للتصحر نتيجة لارتفاع نسبة الملوحة في المياه، بجانب احتوائها على المواد الصلبة والكيماويات التي تضر بالأراضي الزراعية.


العجيب أنه من المقرر فنيًّا أن تكون نسبة خلط المياه النظيفة بمياه الصرف الصحي 70 إلى 30، لكن في الواقع يحدث العكس؛ فقد فاقت نسبة مياه الصرف الصحي حسبما ذكر الفنيون الـ70%؛ ما أصاب ضررًا بالغًا للأراضي الزراعية ولمن يعيشون عليها، حتى الثروة الحيوانية تأثرت، حسبما ذكر بعض الفلاحين.


قال المهندس فرج مهدي، رئيس جمعية زراعية سابق ومالك أرض زراعية، إن استخدام مياه الصرف الصحي في الري في قرية فانوس والجمهورية كانت وبالًا على الفلاح من كل جانب؛ حيث ذكر عدة آثار سلبية لاستخدام مياه الصرف في الري، ومنها قلة إنتاج الفدان من المحاصيل لو قارنَّاه بإنتاجه قبل استخدامها في الري، إلى جانب أنها كلفت الفلاح فوق ما يطيق من مجهود ونفقة؛ لأنها جلبت لنا أنواعًا عديدة من الحشائش التي لم نكن نعرفها قبل ذلك؛ مما يجعل الفلاح يبذل جهدًا مضاعفًا لتنقية الأرض من الحشائش أو يلجأ إلى استخدام المبيدات الحشرية للتخلص منها مما يكلفه أعباء مالية كبيرة.


وذكر علي راغب، مالك أرض وفلاح، إن الأرض الزراعية في فانوس لم تعد ذات جدوى لضعف إنتاجها وارتفاع التكاليف؛ مما جعل الكثيرين من الفلاحين يهملون في الزراعة ويتجهون إلى الأعمال الأخرى كالرجل في المعمار.


وذكر عبود عبد التواب، فلاح ومالك أرض ، أن "الفلاح قرف من الزراعة ومش عارف يلاقيها من الحشائش ولا من ضعف الإنتاج ولا المرض اللي بتجيبه الميه، خلاص قربنا نسيب الأرض من الزهق ومفيش حد بيستجيب"، وقال: "الضرر عاد على الفلاح كمان مش الأرض بس؛ بسبب اللي بتجيبه من الأمراض اللي مكناش نعرف عنها حاجة زي الفشل الكلوي والكبد والسرطان؛ وكله بسبب ميه الصرف الصحي".


قال الدكتور حمادة سليمان، مدير وحدة الغسيل الكلوي بطامية ومرشح حزب النور، إن استخدام مياه الصرف الصحي بدون معالجة قبلية يؤثر على الصحة العامة لمستخدمي هذه المياه، ويتسبب في الإصابة بالعديد من الأمراض.


وأشار سليمان، إلى أن ذلك التاثير يرجع إلى أن مياه الصرف الصحي تحتوي على معادن ثقيلة ومعادن سامة، وبها ميكروبات وديدان وتنمو بها حشائش ضارة. وكل ذلك ينقل إلى التربة ويمتصه النبات من التربة وينقل إلى الإنسان، كما أنها تسبب تصحر الأراضي الزراعية على المدى البعيد.


وأوضح أن أمر استخدام مياه الصرف الصحي في الري خطير جدًّا ويجب أخذه بعين الاهتمام؛ لما يترتب عليه من الإصابة بالعديد من الأمراض، منها: الأمراض الأولية الناتجة عن الميكروبات أو السميات، أو الأمراض المزمنة والمتوطنة. والجسم كله يتأثر سواء التأثير السريع كالنزلات المعوية أو ارتفاع درجة حرارة الجسم أو غير السريع من تأثر الكلى أو الكبد أو القلب أو المعدة، كما يتأثر المخ بهذا التلوث.


وأشار مدير وحدة الغسيل الكلوي، إلى أن مركز طامية من أكبر المراكز بالفيوم إصابة بمرض الفشل الكلوي وأمراض الكلى المزمنة، وأكثر القرى في طامية هي قرية فانوس وقصر رشوان؛ وربط ذلك بأنهما أكثر القرى استخدامًا لمياه الصرف الصحي في عملية الري، واعتبره أحد أهم الأسباب للإصابة بالفشل الكلوي.


وقال إنه سبق مناقشة موضوع استخدام مياه الصرف الصحي والصناعي في عملية الري في مجلس الشعب، وقدمت طلب إحاطة بضرورة وضع حد لدخول مياه الصرف الصحي والصرف الصناعي على مياه الشرب والري بمنطقة فانوس وكوم أوشيم، لكن لم يكتمل نتيجة لحل مجلس الشعب.


واختتم الدكتور حمادة سليمان كلامه، بأن إعادة معالجة هذه المياه قبل استخدامها لا تكلف الدولة ما تتكلفه في معالجة الأضرار الناتجة عن استخدام بدون معالجة، لكن الأمر يحتاج إلى وضع ذلك في عين الاعتبار ووجود خطط عملية للإصلاح، والحل يتمثل في إعادة معالجة هذه المياه قبل الاستخدام، والقضاء على التعديات والتجاوزات التي على بحر وهبة، من سرقة لحق الفلاح من مياه الري الجيدة من المستثمرين وأصحاب رءوس الأموال لري الأراضي غير الشرعية في الجبال على طول بحر وهبة؛ مما كان سببًا لاستخدام مياه الصرف لسد العجز في مياه الري الطبيعية. ومراجعة التوازن مع بحيرة قارون المصرف الداخلي لمحافظة الفيوم لحياة الصرف الصحي، وزيادة حصة المحافظة من المياه النظيفة، وعمل حملات توعية للمزارعين بأضرار استخدام مياه الصرف الصحي.


بدوره، قال المهندس محمد رمضان، مدير ري طامية التي يتبعها قرية فانوس والجمهورية، إن المياه المستخدمة في الري مياه صرف صحي ولا توجد محطات تحلية، بل إن الموجود حاليًا محطات رفع وخلط فقط، والمياه المستخدمة في الري في قريتي فانوس والجمهورية محملة بمياه الصرف الصحي بنسب أكبر من المسموح بها؛ مما أدى إلى وجود خطورة على المواطن، وترجع تلك الخطورة إلى أن مياه الصرف الصحي تحتوي على عناصر صلبة وعناصر كيميائية تؤثر على صحة الإنسان عند استخدامه لهذه المياه في الزراعة؛ مما يستوجب تنقيتها قبل الاستخدام.


وأوضح رمضان، أن الحكومة في البداية استخدمت مياه بحر البطس في الري؛ لأنه كان صرفًا زراعيًّا وضرره أقل، وكان من المقرر أن يكون بنسب معينة لا تزيد على 30% إلى نسبة المياه الجيدة، وبالتالي هذه المياه تذهب إلى بحر البطس، حيث تحول مصرف البطس من صرف زراعي إلى صرف صحي.