"العربي": 9 ملايين لاجئ ونازح سوري .. وعباس يُطلع وزراء الخارجية السبت على مستجدات السلام .. الوضع في سوريا مأساة كبرى ويجب وقف القتال

  • 111
القاعة الكبرى بالجامعة العربية ـ صورة أرشيفية


أكد الدكتور نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية أن اجتماع وزراء الخارجية العرب بعد غدًا السبت سيناقش القضية الفلسطينية بناء على طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس.


وأعلن في سياق أخر عن مشاركة الجامعة العربية في الاجتماع التحضيري بجنيف غدًا "الجمعة" والذي يخصص للتحضير لمؤتمر جنيف2 للسلام في سوريا المقرر انعقاده يناير المقبل، مشيرًا إلى وصول تعداد اللاجئين والنازحين السوريين حتى الآن نحو تسعة ملايين نازح ولاجئ.


وأكد نبيل العربي في كلمة له اليوم"الخميس" أمام "ملتقى الشباب العربي الأفريقي البيئي الخامس"، أن الهدف من المفاوضات تحت إشراف أميركي هو إقرار سلام دائم وعادل في الأيام القادمة، مشيرًا إلى أن المفاوضات قامت على أساس ما اتفق عليه السادة الوزراء العرب في السابع عشر من نوفمبر من العام الماضي من أنه يكفي إضاعة الوقت، ويكفي إدارة النزاع، المطلوب هو إنهائه، وأيضًا تم الاتصال بالدول الكبرى جميعا ووافقت على ذلك.


وذكر بأن الولايات المتحدة تعهدت في تنفيذ ذلك بأن تسعى في فترة زمنية لإنهاء ذلك وهذا هو الأساس التي قامت عليه المفاوضات.


ولفت إلى أن الجامعة عن طريق وفد وزاري مكون من حوالي 10 وزراء تقوم بمتابعة ما يدور في هذه المفاوضات عن كثب وهناك اتصالات مستمرة، مشيرًا إلى أن يوم السبت القادم سوف يعقد اجتماع في هذه القاعة، اجتماع وزاري بناءً على طلب الرئيس محمود عباس لبحث الموقف من جميع الجوانب.


منوهًا بأن الشعب الفلسطيني عانى وقاسى من احتلال بغيض وحرم من حقوقه الأساسية لأكثر من ستة عقود.


سوريا


وتطرق نبيل العربي خلال الاجتماع، إلى ما وصفه بالمأساة الكبرى التي يتعرض لها الشعب السوري الشقيق منذ ما يقرب من 3 أعوام، والتي أدت إلى وفاة أكثر من مائة ألف وتشريد ستة مليون نازح وثلاثة ملايين لاجئ ودمار شديد لحق بالبلاد.


وأضاف: كما تعلمون أنه من المقرر عقد مؤتمر جنيف في الثاني والعشرين من يناير، مشيرًا إلى مشاركة الجامعة العربية في الاجتماع التحضيري لهذا المؤتمر في جنيف اليوم "الجمعة".


الوقت والدم


ولفت العربي، إلى أن المؤتمر عندما يعقد سوف يستغرق بعض الوقت وكل يوم هناك العديد من الشهداء يسقطون، وهناك دمار يحدق بالبلاد، مشددًا على أنه من الضرورة وقف القتال، وحقن الدماء.


وأشار الأمين العام إلى أن الجامعة تطالب بوقف القتال منذ أول أبريل 2012، ولا تزال تطالب مجلس الأمن، والدول الكبرى، والجميع، بأنه لابد من وقف القتال، ولابد من وقف شلال الدم الذي نراه كل يوم، مشددًا على أن كل الجهود يجب أن تبذل في هذا الاتجاه.


وأوضح قائلا:"أن اجتماع جنيف الهدف منه هو تنفيذ ما اتفق عليه في جنيف العام الماضي وهو باختصار أمرين: الأول بدء مرحلة انتقالية، الثاني تشكيل حكومة بصلاحيات كبيرة يتفق على تشكيلها بين الحكومة والمعارضة وتكون لها صلاحيات كبيرة ونرجو أن يتم ذلك في أسرع وقت والمهم هو وقف القتال، إدخال المساعدات الإنسانية وإدخال المساعدات الدوائية وإنقاذ الشعب السوري مما يعاني منه منذ 3 أعوام".

مانديلا


وأضاف أيضًا في كلمته أمام "ملتقى الشباب العربي الأفريقي البيئي الخامس‏"، بحضور الدكتور محمد عبد المطلب وزير الري، ونائب وزير الشباب في جمهورية مصر العربية، والاتحاد العربي للشباب والبيئة على مبادرته لعقد المنتدى البيئي الشبابي العربي الأفريقي الخامس تحت عنوان "النيل مسار للتعاون .. لا للصراع" بالتعاون مع مركز الدراسات المائية والأمن المائي العربي والجهود التي بذلت في هذا الموضوع مقدرة.


وقدم العربي التهنئة على إطلاق اسم نيلسون مانديلا تكريمًا للزعيم الكبير رئيس جنوب أفريقيا الاسبق الذي توفي منذ أيام وبالفعل فإن إقامة دورة نيلسون مانديلا جاءت في وقتها.


وأضاف العربي: لقد شاركت جميع دول العالم في وداع الزعيم الكبير. فمانديلا يعتبر بحق رمزًا من رموز نضال الإنسان لنيل حقوقه في العيش بحرية، في العيش بكرامة ومساواة ومكافحة العنصرية البغيضة أينما كانت ونشر قيم التسامح والمصالحة.


ثلاثة لقاءات


وعبر عن أنه كان سعيد الحظ بلقائه بالزعيم مانديلا 3 مرات الأولى كانت في جنيف فور خروجه من السجن ولمست بنفسي ايمانه العميق بهذه القيم السامية وتفانيه في خدمة قضايا الحرية والسلام.


وأضاف: عندما حضر الرئيس مانديلا إلى جنيف إثر خروجه من السجن، دعي من منظمة العمل الدولية لإلقاء كلمة في القاعة الكبرى- قاعة الجمعية العامة- القاعة عادة عندما يأتي رؤساء الدول لا تكون ممتلئة حتى نهايتها، عندما جاء مانديلا لم يكن هناك مقعد واحد خالي، مانديلا لم يكن رئيسًا للدولة، لم يكن رئيسًا للوزراء، لم يكن وزيرًا، لم يكن رئيسًا للحزب، كان نائبًا لرئيس الحزب ولكن قيمة مانديلا تعدت كل ذلك.


وقال: كان يومًا غير معقول مشاهدته من إقبال من مندوبين وممثلي الدول، من الصحافة العالمية من الأفراد العاديين، الكل يرغب في أن يرى نيلسون مانديلا.


وتابع قائلا: "لن ننسى أبدًا مواقف " مانديلا" الثابتة والمبدئية في النضال لجميع الشعوب لنيل حقوقه والتحرر من الاستعمار وسياسات الفصل العنصري والتي تجلت في عبارته الشهيرة بأن "الحرية ستظل منقوصة طالما لم يتحرر الشعب الفلسطيني وينال حريته" لتؤكد أن "نيلسون مانديلا" لم يكن زعيمًا من زعماء بلاده فحسب بل رمزًا من رموز نضال الإنسان لنيل حريته وكرامته على مر العصور.


موضوع المنتدى


كما قال العربي: أن موضوع المياه وخاصة المياه المشتركة العابرة للحدود السطحية والجوفية في المنطقة العربية أصبح من أهم القضايا التي تشغل العالم العربي، وذلك لارتباطه بتحقيق الأمن المائي العربي والتنمية المستدامة تماشيًا مع الأهداف العالمية للتنمية وقرارات القمم العربية والمجالس الوزارية المتخصصة.


ولفت إلى أن العالم العربي يشهد مرحلة صعبة من المعاناة الناجمة عن نقص الموارد المائية ودون شك سيعاني مزيدًا من نقص المياه خلال القرن الحالي وذلك لأسباب عدة، أهمها الظروف الطبيعية التي تتمثل في الموقع، التي تتمثل في المناخ اللذين جعلا من هذه المنطقة واحدة من أكثر مناطق العالم جفافاً، كما أن النمو السكاني المضطرد والتوسع في التجمعات العمرانية على حساب الرقعة الزراعية والتوسع أيضًا في المراكز الصناعية إضافة إلى الهدر وسوء الاستخدام أضافا بعدا آخر للمشكلة.


65%


وأوضح أن أكثر من 65% من الموارد المائية العذبة تنبع من خارج الوطن العربي وتتحكم فيها دول غير عربية، وهذا أمر يبعث على القلق بسبب قيام بعض دول المنابع بتنفيذ مشاريع مائية ضخمة قد تؤثر سلباً على الحصص المشروعة للدول العربية، وتكمن الصعوبة أيضًا في غياب الاتفاقيات التي تنظم التقاسم العادل لهذه المصادر بين الدول المتشاركة.


وأضاف: تشكل الموارد المائية المشتركة بين الدول العربية من جهة وجيرانها من جهة أخرى أهمية استراتيجية تتطلب إرادة سياسية وتعاوناً إقليمياً يعتمد على مبدأ الفائدة للجميع واحترام الحقوق التاريخية واحترام مبادئ القانون الدولي واحترام الاتفاقيات التي سبق أن ووقع عليها.


الاحتلال والمياه


وقال نبيل العربي: يعتبر اغتصاب إسرائيل وسيطرتها على الموارد المائية في الأراضي العربية المحتلة من أكبر التحديات المائية، إذ تسيطر إسرائيل على كافة الموارد السطحية والجوفية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما تقوم باستغلال الثروات المائية والزراعية في الجولان السوري المحتل وفي مزارع شبعا في الجنوب اللبناني.


ولفت إلى أن موضوع الأمن المائي العربي في مقدمة أولويات جامعة الدول العربية، أنشأت الجامعة المجلس الوزاري العربي للمياه والذي بادر باعتماد استراتيجية الأمن المائي العربي في المنطقة العربية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة، والمجلس الوزاري يعكف حاليًا على إعداد الخطة التنفيذية اللازمة لتنفيذ الاستراتيجية بالتنسيق والتعاون مع المنظمات العربية المعنية وصناديق التمويل والجهات المانحة.


وأكد أن هذا يدل على أن الإرادة السياسية مدركة لإشكاليات الموارد المائية وما يتطلبه ذلك من جهد إضافي من كافة الأطراف لتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة العربية وحماية الحقوق المائية العربية.


الشباب


كما قال أن الوطن العربي يشهد دورًا متناميًا للشباب في التمسك بالقيم والمثل والحقوق وأيضًا في العمل لإقامة مجتمعات تقوم على العدالة والمساواة وتعبر عن طموحات الشعوب في مستقبل أفضل.


وأضاف: أن الشباب هم ذخيرة المستقبل وعليهم مسئوليات تبدأ من الآن ان يتفهموا ما يدور حولهم، يكونوا رأيهم، ويكونوا مشاركين بفاعلية في التطورات التي تؤدي إلى مستقبل أفضل وتؤدي إن شاء الله إلى نظام حكم رشيد في جميع الدول العربية.


وأكد أن مشاركة الشباب العربي والأفريقي معًا في هذا المنتدى من أجل دعم التعاون والتفاهم وتعزيز أواصر التكامل على جميع الأصعدة يبشر بمستقبل مفعم بالتفاؤل لإيجاد الحلول الكفيلة بمحو كل أسباب التوتر والنزاع بشأن المياه المشتركة في المنطقة، منوهًا بانعقاد القمة العربية الأفريقية الثالثة التي عقدت الشهر الماضي في الكويت وخرجت بمشروعات هامة محددة لتوطيد العلاقات العربية الأفريقية في كافة المجالات.


وأضاف: أن الاتحادات الشبابية شريك رئيسي في تحمل المسئولية في مواجهة التحديات والدفاع عن الحقوق المائية بحكم تواجد الشباب في كثير من المواقع واحتلالهم في المستقبل لمواقع العمل ومواقع اتخاذ القرار.