• الرئيسية
  • تقارير وتحقيقات
  • مفتي القدس: استمرار العدوان على المسجد قد يقود إلى مجزرة.. وأدعو إلى محاكمة سلطات الاحتلال دوليا على جرائمها

مفتي القدس: استمرار العدوان على المسجد قد يقود إلى مجزرة.. وأدعو إلى محاكمة سلطات الاحتلال دوليا على جرائمها

  • 116
ارشيفية

عادت أذرع الاحتلال الصهيوني إلى سابق عهدها من اقتحام المسجد الأقصى والدعوة لفعاليات تهويدية بعد الهدوء النسبي، ففي الفترة الماضية ركز الاحتلال جل اهتمامه على تقسيم المسجد الأقصى المبارك مرحليًا وإحلال المعبد المزعوم مكانه على المدى البعيد.


هذا وترتفع وتيرة اقتحامات الأقصى خلال المناسبات الدينية اليهودية وتستغل الأذرع التهويدية للاحتلال هذه المناسبات لتكثيف حضورها في المسجد؛ فقد دعت "منظمات المعبد" إلى إعادة اقتحام الأقصى بعد إغلاق باب المغاربة خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر رمضان المبارك، كما دعت هذه المنظمات للمشاركة الكثيفة في فعاليات مختلفة ضمن ما يسمى "ذكرى خراب المعبد"، وهي فترة تشهد كثافةً في الاقتحامات والمواجهات داخل باحات المسجد الأقصى، كما دعت "منظمات المعبد" المستوطنين إلى المشاركة بكثافة في المسيرة الشهرية في بداية "رأس الشهر العبري"، هذه الأحداث المتتالية جزء من خطة عمل تلك المنظمات.


يعتدي الاحتلال على المقدسيين بكل أنواع الاضطهاد والتنكيل، ولا يخلو أسبوع في القدس من مثل هذه الممارسات والاعتداءات، وقد دعا محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، وخطيب المسجد الأقصى المبارك، إلى محاكمة سلطات الاحتلال دوليًّا على جرائمها الخاصة بتدنيس المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين الموجودين فيه بقنابل الصوت والأعيرة المطاطية والرصاص الحي.


وقال المفتي خلال وجوده مع المرابطين في جنبات المسجد الأقصى المبارك وهم يتصدون لمقتحميه من الجنود والشرطة والوزراء الصهاينة والمستوطنين صباح يوم الأحد الماضي: "استمرار الاعتداء على المقدسات الفلسطينية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، يحول المنطقة إلى قنبلة موقوتة، وينذر بحرب دينية وشيكة".


وبيّن أن سلطات الاحتلال تحاصر المسجد الأقصى المبارك وتمنع المصلين من الدخول إليه، وتفرض عليه حصارا مشددا، وتعمل على إفراغه من أبنائه الشرعيين، ليستفرد المتطرفون به، مستخدمة وسائل القمع المختلفة ضد المواطنين الأبرياء العزل.


وقال حسين: "استمرار العدوان على المسجد قد يقود إلى مجزرة، كما حدث في مرات سابقة؛ ومن ثم إلى نتائج لا يمكن التكهن بمداها وعواقبها'، محملا سلطات الاحتلال المسئولية التامة عن ذلك.


ونوه إلى أن جهات متطرفة ومؤثرة تدعو جهارًا إلى اقتحام المسجد الأقصى المبارك وإقامة طقوسهم فيه وبسط اليد عليه، داعيًا الفلسطينيين الذين يستطيعون الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك إلى أن يكثفوا شد الرحال إليه على مدار الأسبوع لنصرته، والوقوف سدًّا منيعًا في مواجهة ما يحاك به من مكائد للنيل من قدسيته.


وناشد خطيب المسجد الأقصى، الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ولجنة القدس، ضرورة التدخل العاجل لحماية المسجد الأقصى المبارك قبل فوات الأوان.


بدوره، قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، إننا نطالب بضرورة التدخل لإنقاذ المسجد الأقصي من تدنيس اليهود له، ولابد أن تقوم الحكومة المصرية وكل الحكومات العربية والإسلامية بالجهود الواجبة لإيقاف هذا التعدي ومنع تكرره مرة أخرى؛ وإلا فالخطر عظيم جدا وسوف يكون لهذه الأفعال نتائج سيئة على المنطقة كلها.


أدانت جامعة الدول العربية بشدة اقتحام قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنين ومتطرفين ووزير في الحكومة الحالية الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى المبارك، حيث جاء على لسان السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، في تصريحات للصحفيين، إن الجامعة العربية تتابع هذه الاقتحامات المتكررة منذ مدة طويلة، حيث شهدت الشهور الثلاثة الماضية اقتحامات مماثلة.


وأضاف صبيح، أن الجامعة ترصد منذ فترة وبدقة ترتيبات اقتحام المسجد الأقصى التي تقوم بها أجهزة رسمية وحكومية معنية في الحكومة الإسرائيلية، معتبرًا أن هذه الاقتحامات ليست من فعل متطرفين فقط، لكنه تخطيط مركزي من الحكومة والقائمين على الدولة الإسرائيلية الآن.
وأكد أن الجامعة العربية حذرت بالخط الأحمر وقرعت أجراس الإنذار، ومنذ أسبوعين ماضيين من نشاط إسرائيلي تحت ما يسمى "خراب الهيكل"، مؤكدًا أنه بذلك تخريب منطقة الشرق الأوسط.


ووصف رئيس قطاع فلسطين، الهجوم الأخير على الأقصى المتكرر باستمرار بالأمر الخطير، ويتم بحماية الأمن ومشاركة مسئولين إسرائيليين من داخل الحكومة وتحت حماية المخابرات.


وطالب السفير محمد صبيح، بضرورة تحرك الدول العربية فورًا، مناشدًا في هذا الصدد المنظمات الإقليمية والدولية المعنية للتحرك بشكل جماعي للجم هذا التطرف والجنون الإسرائيلي.


ودعا الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن خاصة الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن تتحمل مسئولياتها لوقف الانتهاكات ضد المقدسات، باعتبارها إحدى الدول المسئولة في مجلس الأمن مسئولية مباشرة عن حفظ السلم والأمن الدوليين، مشددًا على أن الجامعة العربية ودولها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التحضير والترتيب لإقامة الهيكل المزعوم.


أدان الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، اقتحام العشرات من المستوطنين الصهاينة بدعم من قوات الاحتلال لباحات المسجد الأقصى، والاعتداء على المصلين، وذلك في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"؛ مما أسفر عن إصابة العشرات ووقوع حالات اختناق جراء الغاز المسيل للدموع.


وأضاف علام، أن ما يقوم به المستوطنون وقوات الاحتلال يمثل تحديًا سافرًا، واستفزازًا لمشاعر العرب والمسلمين ليس في فلسطين فحسب، بل في كل بقاع الدنيا.


وطالب المفتي، الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي والهيئات الدولية بالتدخل والضغط لوقف تلك الممارسات الاستفزازية، والاعتداءات المتواصلة ضد المقدسات في القدس المحتلة، وتوفير الحماية للمقدسات، مناشدًا المسلمين جميعًا العمل على حماية المسجد الأقصى، ووقف الانتهاكات الصهيونية.