سعود الفيصل.. عميد الدبلوماسية العربية

  • 80
الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية السابق

الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية السابق وعميد الدبلوماسية العالمية، توفى عن عمر يناهز الـ75 عاما بعد صراع مع المرض.

وكان الفيصل من مواليد مدينة الطائف في 1940، تخرج في جامعة برنستون بولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة عام 1964، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد، ليتولى العديد من المناصب الإدارية في وزارة البترول، منها العمل مستشاراً اقتصادياً لها وعضواً بلجنة التنسيق العليا، قبل أن ينتقل إلى المؤسسة العامة للبترول والمعادن، وفي العام 1970 تم تعيينه وكيلاً لوزارة البترول والثروة المعدنية.

وفي العام 1975، صدر مرسوم ملكي بتعيينه وزيراً للخارجية، عقب وفاة والده الملك فيصل، وأهله لذلك إتقانه لـ 7 لغات إلى جانب اللغة العربية، منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية والعبرية.

ظل في منصبه لأربعة عقود، وترك بصمته على الدبلوماسية السعودية والعربية. وكان يعتبر قبل مغادرته منصبه أقدم وزير خارجية في العالم، حيث استمر على رأس الوزارة حتى 29 أبريل 2015، عندما وافق ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز على إعفاء الفيصل من منصبه لأسباب صحية، وتعيين عادل الجبيرسفير السعودية في أمريكا خلفا له.

وقاد هذا الدبلوماسي المحنك سياسة السعودية الخارجية إبان الحرب العراقية – الإيرانية (1980-1988) ومع الغزو العراقي للكويت في 1990 وخلال حرب الخليج التي تبعته (1991) وصولا إلى تحرير الكويت من قبل تحالف دولي قادته الولايات المتحدة انطلاقا من المملكة.

وقد دفع الاقتتال الطائفي في العراق في أعقاب الاجتياح الأمريكي لهذا البلد في 2003، والذي لم تسمح خلاله السعودية للأمريكيين باستخدام أراضيها، إلى توجيه انتقادات علنية لسياسة إدارة الرئيس جورج بوش في المنطقة.

وساهم الأمير سعود في إعادة إطلاق مبادرة السلام العربية عام 2007 بعد خمس سنوات على إطلاقها في القمة العربية في بيروت.وشهد الفيصل أحداث الربيع العربي التي أطلق شرارتها بائع خضار تونسي متجول في أواخر ديسمبر من عام 2010، وما تلا ذلك من أحداث في مصر والبحرين وليبيا واليمن وسوريا، وصولا إلى تشكيل أول تحالف عربي لإنقاذ دولة اليمن من على شفير الانهيار، حيث تمدد الحوثيون وتمردوا على شرعية الدولة بدعم إقليمي من طهران وبدعم عسكري من الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.

لكنه كان يميل إلى سياسة الحذر إزاء إسرائيل فهو يعتبر أن أي علاقة معها يجب أن تكون مرتبطة بحل النزاعات بين الدولة العبرية وبين الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين، وذلك على أساس انسحاب كامل من الأراضي من المحتلة.

ومما يحسب للأمير سعود أن فطنته وتوقد ذهنه كانا حاضرين على الرغم من الاعتلال الصحي الذي يعاني منه، كما يرى المراقبون أنه يكون على طبيعته سواء كان حديثه باللغة العربية أو باللغة الإنجليزية، وأنه في كل الحالات أثبت براعته في توصيل جوهر الرسالة السعودية بكل ذكاء متجاوزًا التفاصيل الدبلوماسية المنمقة.