مشروع الربط الكهربائي بين القاهرة والرياض .. هل سيكون البداية لحل أزمة الطاقة في مصر؟

  • 71
ارشيفية

ظلت مصر تُعاني من أزمة انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، فبعد معاناة تخوف البعض من حرارة الصيف وتوقف المصانع ومِن ثَمَّ تأثُّر الاقتصاد تارة، ومعاناة طلاب المدارس أثناء المذاكرة والامتحانات تارة أخرى، حيث اتجهت الحكومة لاقتحام المشكلة بشكل جذري، وهو ما دفعها لتنفيذ مشروع هو الأكبر من نوعه في توفير الطاقة الكهربائية؛ حيث أعلنت وزارة الكهرباء والطاقة عن موافقة مجلس الوزراء على مشروع الربط الكهربائي مع السعودية والذي يوفر نحو 3 آلاف ميجاوات تتم بشكل تبادلي بين القاهرة والرياض، حيث يدخل هذا المشروع ضمن المشروعات المصرية العملاقة والتي تؤثر بشكل إيجابي على حياة المواطنين، خاصة في توفير الطاقة الكهربائية ورفع المعاناة عنهم في فصل الصيف.


أكد الدكتور محمد اليماني، وكيل أول وزارة الكهرباء والطاقة والمتحدث الرسمي، أن الوزارة أعدت دراسة جيدة وتم عرضها على مجلس الوزراء التي حازت الموافقة على تنفيذ مشروع الربط الكهربائى المصري السعودي، مشيرًا إلى أنه سيتم تبادل نحو 3000 ميجاوات على الأقل، حيث الهدف المرجو من تنفيذ هذا المشروع.


وأوضح اليماني في تصريحات خاصة لـ"الفتح" أنه سيتم الانتهاء من المشروع في يوليو 2017، حيث إن وقت الذروة سيكون في السعودية بعد الظهيرة وفي مصر سيكون في فترة المساء، موضحًا أن إجمالي تكلفة المشروع يبلغ مليار و600 مليون دولار.


وأضاف، أن السعودية ستتحمل نحو مليار دولار ومصر تتحمل 600 مليون دولار من التكلفة، مضيفًا أن المشروع سيكون له مردود إيجابي كبير على الشعبين المصري والسعودي.


وأضاف اليماني، أن الوزارة تفادت إلى حد كبير أزمة انقطاع التيار، حيث استطاعت إنتاج نحو 6832 ميجاوات خلال هذا الصيف، مشيرًا إلى أنه ولأول مرة في مصر يحدث فائض في الكهرباء يتراوح من 1000 إلى 2000 ميجاوات يوميًّا، لكن مع الزيادة السكانية المرتفعة كان لابد من مشروع الربط الكهربائي مع السعودية والذي سيكون له أثر إيجابي على المواطن.


من جانبه أكد المهندس عمرو محسن، الرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيات الشمسية وخبير الطاقة، أن مشروع الربط الكهربائي جيد، لكنه يحتاج إلى مزيد من الخطوات والسياسات المستقبلية، متسائلًا: المشروع سيتكلف ملايين الدولارات، فلماذا يتم تبادل 3000 ميجاوات فقط، ويمكن تبادل أكثر من 10000 ميجاوات على الأقل؟


وأضاف: "على الحكومة أن تُغيِّر من سياستها وتضع خُططًا مستقبلية ولا تكتفي فقط بالرؤية الحالية، كما أن تبادل هذه الميجات من الكهرباء بين مصر والسعودية يمثل خطوة هامة بين البلدين".


وأوضح خبير الطاقة، أن المشروع الحالي مع أهميته الكبيرة إلا أنه لا يمثل سوى 10% من احتياج مصر من إنتاج الكهرباء، وبعد 10 سنوات من الآن سيكون هذا التبادل بمثابة 5% فقط من احتياجات مصر من الطاقة، لذا على الحكومة أن تتوسع وأن تبحث عن الأفضل دائمًا، مِن خلال ضخ مزيد من الكابلات الإضافية والتي قد تساعد بشكل كبير في حل أزمة الكهرباء ولزيادة التبادل لـ10 آلاف ميجاوات.


وأضاف، أن الربط الكهربائي مع الشقيقة السعودية، بمثابة انطلاقة نحو استثمار الطاقة في دول الخليج، مضيفًا أن زيادة التبادل من خلال زيادة الكابلات، يجعل مصر تصدر لدولة مثل الإمارات من خلال هذا الخط، كما أنه على الحكومة الاستفادة من الطاقات البديلة.


ونوَّه الرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيات الشمسية، أن اتجاه مصر نحو توليد الطاقة النظيفة، يجعلها الأفضل في المنطقة، كما يساعدها على تصدير الكهرباء إلى دول أوروبا، موضحًا أن الربط الكهربائي مع السعودية له ميزات، منها أن وقت "الذروة" هناك يختلف عن وقته في مصر وهذا مالم يتحقق مع دول الجوار مثل ليبيا أو السودان.


وعلى صعيد تحسين العلاقات المصرية الخليجية، أكد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات، أن مشاركة مصر مع دول الخليج في إنشاء الربط الكهربائي أو أية مشاريع أخرى، هي علاقات جيدة للغاية، إذ يؤكد أن مصر هي القاطرة بالنسبة للدول العربية في كثير من المجالات المختلفة.


وأضاف: "هناك توافق كبير في وجهات النظر بين القيادة السياسية في مصر والسعودية، من أجل النهوض بالشعبين على حد سواء، كما أن الربط الكهربائي يدخل ضمن عدة مشروعات كبيرة مشتركة بين الشعبين المصري والسعودي".


وأشار اللاوندي إلى أن اتجاه القيادة في مصر إلى التعاون المشترك مع منطقة الخليج خطوة هامة وذات بُعْد إستراتيجي، في تحسين العلاقات ودفعها إلى الأمام، مضيفًا أن السعودية بالنسبة لمصر هى الحصان الرابح، كما أنه منذ عهد الملك عبد الله ومِن ثَمَّ الملك سلمان دائمًا ما تساعد وتدعم مصر سواء كان اقتصاديًّا أو سياسيًّا.


وأوضح خبير العلاقات الدولية، أن هذه الخطوات والشراكة بين مصر والخليج قد يدفعها ربما إلى دخول مصر مجلس التعاون الخليجي في حالة استثناء موقع مصر جغرافيًّا بالنسبة لدول الخليج، موضحًا أنه لو تم عدم النظر إلى مصر جغرافيًّا وعلى أنها أكبر دولة بالمنطقة فيمكن بعد ذلك دخولها مجلس التعاون الخليجي إذا رغبت الخليج في ذلك.


وتابع: "هناك تقارب وهدف مشترك في وجهات النظر بين مصر والسعودية، كما أن مصر تتمتع بشعب وجيش يحب الشعب السعودي، حيث إن ما يردده البعض عن حدوث تغير في العلاقات بعد تولى الملك سلمان غير صحيح، والدليل على ذلك نجاح المؤتمر الاقتصادي بدعم من المملكة السعودية حرصًا على مصلحة مصر".