بورما تصرخ لمسلمي العالم: أنقذونا من الذبح والتنكيل

  • 158
صورة أرشيفية

مسلمو بورما يعانون أشد المعاناة في شهر رمضان، فالسلطات تمنعهم من إقامة صلاة التراويح، والسلع الضرورية غير متوفرة، والتجار البوذيون يبيعونها بأثمان باهظة.


منذ ما يقرب من 70 عامًا ومسلمو الروهينجا يعانون أشد المعاناة في شهر رمضان المبارك، وقد اشتدت تلك المعاناة في السنوات الثلاث الأخيرة بعد اندلاع أعمال العنف والكراهية عام 2012 ضد الأقلية المسلمة الأكثر اضطهادًا في العالم بحسب وصف الأمم المتحدة.


ففي ليالي رمضان تكون الأسواق في بورما وأماكن العمل خالية، فالجميع متفرغ للعبادة، حيث ينام الناس بعد صلاة التراويح مباشرة ولا يسهرون الليل، ويستيقظون وقت السحور، ويواصلون أعمالهم بعد الفجر.


يعاني المسلمون الروهينجيون أشد المعاناة في رمضان، حيث تمنع السلطات إقامة صلاة التراويح في المساجد، وتمنع إقامة الصلوات أو حتى "حلقات العلم" التي اعتاد الأئمة على إقامتها في الشهر الفضيل لتعليم الناس شعائر دينهم.


كما يعانون كثيرًا من توفير المستلزمات الرمضانية من السلع الضرورية والمواد الغذائية؛ لعدم توافرها بالأسواق، ولامتناع الباعة البوذيين عن البيع للمسلمين إلا بأثمان باهظة وبطرق سرية.


وأكثر طعام أهل أراكان في رمضان يكون على الأرز المطبوخ بطرق عدة، وتعد الشعيرية الوجبة المفضلة للأطفال عند الإفطار، كما أن حب الحمص له حضور قوي في المائدة الرمضانية إن كانت هناك موائد.


لا يطيب عيش مسلمي الروهينجا إلا بالمساعدات والتبرعات، فقد قدمت في الأيام الماضية بعض الهيئات الإغاثية ما يزيد على 14 مليون ريال، توزعت على الغذاء والفرش والمشاريع الموسمية والصحية، حيث وزعت مواد غذائية بتكلفة تزيد على 8 ملايين ريال، كما وزعت فرشًا وملابس وأدوات تنظيف بتكلفة تزيد على 3 ملايين ريال، وقدمت إغاثات طبية بما يقارب نصف مليون ريال، أما المشاريع الموسمية في العيدين فقد تكلفت ما يقرب من 3 ملايين ريال.


وأعلنت اليابان عزمها تقديم مساعدات عاجلة بقيمة 3.5 ملايون دولار لدعم المهاجرين الروهينجا النازحين من ميانمار الذين تقطعت بهم السبل في عرض البحر.


قال فوميو كيشيدا، وزير الخارجية الياباني، إنه مراعاة للمهاجرين من النساء والأطفال الذين يحاولون عبور المحيط الهندى، "قررت اليابان تقديم مساعدات بقيمة 3.5 ملايون دولار أمريكي من خلال المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية شئون اللاجئين".


وأوضح كيشيدا، أن الأموال ستخصص لتوفير الطعام والمأوى، فضلًا عن تمويل عمليات الدراسة وتحليل بيانات تحركات مسلمي الروهينجا البحرية؛ مشددًا على أن اليابان لا تزال ملتزمة بمساعدة جهود المصالحة الوطنية على مختلف الجبهات في آسيا، بما في ذلك حكومة ميانمار والأقليات العرقية.


يشار إلى أن عشرات آلالاف من المهاجرين يحاولون العبور عبر جنوب تايلاند تجاه ماليزيا ودول أخرى؛ هربًا من الفقر في بنجلاديش أو العنف المسلط من قِبَل متطرفين من البوذيين على أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار التي تعتبرها الأمم المتحدة إحدى أكثر الأقليات تعرضًا للاضطهاد في العالم.