• الرئيسية
  • فريد لـ"الفتح": لو تمكن الشيعة من الإخوان لذبحوهم.. والنور لم يتحالف مع غير الإسلاميين

فريد لـ"الفتح": لو تمكن الشيعة من الإخوان لذبحوهم.. والنور لم يتحالف مع غير الإسلاميين

  • 91
الدكتور أحمد فريد.. عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية

للعقيدة حراس يدافعون عنها.. وللدعوة فرسان يصولون ويجولون في ميادين الحق لا يخشون فيه لومة لائم، ويبذلون الغالي والنفيس حتى تصل الرسالة لأصحابها وتطمئن نفوسهم عندما يؤدون الواجب، ومن هؤلاء الفرسان فضيلة الشيخ أحمد فريد أحد أمناء الدعوة السلفية.. الذي التقته "الفتح" وتحدثت معه في العديد من النقاط .. فكان هذا الحوار:

ما رؤيتكم لقضية طلب العلم والإقبال أو الإدبار عن المساجد بعد الثورة؟

** الدعوة عندما قررت خوض المعركة السياسية لم تجعل هذا الخوض بديلا عن الدعوة، فالرسالة الأولى للدعاة إلى الله على منهج أهل السنة هى تعبيد الناس لله وقد قال تعالى :"قل هذه سبيلي أدعو إلى الله" لكن العمل السياسي رافد يصب فى نهر الدعوة وليس كل الناس وجهوا إلى العمل السياسي، وبطبيعة الحال ليس كل الناس خطباء أو دعاة.

فالإمكانيات تختلف بين من يجيد الخطابة ومن يوجه إلى العمل السياسي، لكن فى الحقيقة الناس شغلوا، وليس ذلك فى الدعو السلفية فقط. فلا شك أن دروس العلم قل الإقبال عليها وكذلك قل الإقبال على المعاهد العلمية، فهذه من الآفات التي ينبغي أن تعالج، ولا شك أن هذا الانشغال من غوائل العمل السياسي، فنحن ندعو إخواننا إلى العودة للمساجد والإقبال أكثر على الدروس العلمية، وليس معنى ذلك أن يتم إهمال العمل السياسي، وإلا فسيحدث كما حدث فى العراق حيث استأثرت الشيعة بالمجالس النيابية وبالمناصب وكذلك فى ليبيا بسبب انتشار المداخلة أو السلفية الجهادية، فتركوا البلاد لليبراليين والعلمانيين. فلا بد من المشاركة لصبغ الدستور والحياة السياسية بالصبغة الإسلامية.. وبقية طلبة العلم يستمرون فى دعوتهم وهذا هو المنهج الوسط. والتضييق الذي كان على المساجد خف بحمد الله والآن هناك تحرك للدعاة شمالا وجنوبا وفي صعيد مصر ولا شك أن هذه نعمة من الله. التعصب والخلاف ·

كيف ترون ما بدا من التعصب وظهور بعض الخلافات التي لم تكن موجودة قبل الثورة ؟

** الخلاف واقع .. ولا يزالون مختلفين، لكن يبدو أن الانفتاح الإعلامي والسياسي والدعوي أدى إلى زيادة هذه الخلافات فهذه من آفات الثورة خاصة أن بعض المشايخ لا يرون العمل السياسي وكما ذكرنا أن التوازن بين السياسة والدعوة هو الوسط. ·

ما موقف بعض الدعاة من مواقف حزب النور كالمبادرة وغيرها ؟

** السياسي يسعه ما لا يسع الدعوي؛ فالسياسي له أن يجلس مع كل الأطراف، لكن يبدو أن طبيعة البعض التشويه والتسفيه وهذه هي وسيلة العاجز.. والحقيقة أن حزب النور لم يضع يده مع غير الإسلاميين قط ولكن الاتجاهات الأخرى التي رمتنا بهذه الآفات هي التي تحالفت ووضعت يدها مع العلمانيين وغيرهم فى المجلس النيابي أو مجلس الشورى .. ولكن الطرح السياسي طرح يهدف إلى تقليل الاحتقان الموجود بين الاتجاهات وهذه هي السياسة. وهذا الفصيل لا ندري لماذا يرفض كل ما يطرحه حزب النور بل اتهموه بموالاة الليبراليين. واتهم حزب النور بأنهم سافروا أمريكا ليعرضوا نفسهم كبديل عن الإخوان رغم أن اللقاءات التي اشترك فيها النور اشترك فيها الحرية والعدالة كذلك. ·

ما رؤيتكم للقاء الدكتور ياسر برهامي هاني رمزي لا سيما أن البعض وجه نقدا لاذعا لما فعله الشيخ حتى بعدما بيّن أن هذا من باب الدعوة؟

** هاني رمزي نصراني متعصب وأنا لو دعيت إلى ذلك لرفضت أن أذهب.. لكني أحترم اجتهاد الشيخ فالشيخ ياسر يرى أن الناس لا بد أن يسمعوا عن الدعوة وأن هذه اللقاءات ليست موجهة للإسلاميين بل لطوائف أوسع .. فالشيخ أحب أن يسمعهم عن الدعوة ويبين ما لديهم من تخوفات لا سيما في قضية النصارى والتعاملات معهم ولا شك أن اللقاء كان موفقا من جهة الشيخ ياسر. لكن من جهة أخرى، عرض الشيخ لكثير من النقد لا سيما أن هاني رمزي عليه انتقادات كثيرة والأجواء العامة للقاء كوجود المتبرجات .. والشيخ قد لدغ منهن من قبل كما حدث مع وائل الإبراشي، فالأولى فى نظري ألا يوافق على هذه اللقاءات حرصا على مكانة الشيخ. لكنه يريد أن يصل إلى طوائف أكثر من الشعب المصري ويريد الشيخ أن يطمئنهم من مخاوف مزعومة عندهم، فلا بد من إحسان الظن بالشيخ واحترام اجتهاده وإن كان اجتهادنا يخالف اجتهاده، والدعوة بصدد عمل ضوابط لمثل هذه اللقاءات الإعلامية، خاصة مع مجلس الأمناء.

· القضية السورية وتطوراتها .. ما رؤية فضيلتكم لما وصل إليه الأمر؟

** لا شك أن قضية سوريا من القضايا المهمة التي تكلمت فيها كثيرا وقد بينت أن موقف مصر مخزٍ تجاه القضية، وقد نصحنا الرئيس والحزب الحاكم مرارا...والتاريخ لن ينسى لهم ذلك.. فالظاهر هو التخلي عن سوريا ولو سقطت سوريا لسقطت الأردن والسعودية والإمارات ومصربعد ذلك. المسلمون فى حرب التتار دحضوا العدوان عن سوريا وعن الأمة العربية كلها وعن مصر كذلك وأيضا أيام الصليبيين، ولذلك كان ينبغي للدول التي يحكمها حكام من أهل السنة أن يهبوا لتلك القضية كمصر والسعودية وقطر والإمارات والسودان وليبيا والجزائر؛ كان ينبغي لهذه البلاد أن تتكتل كما أن الشيعة يتكتلون يدا واحدة ضد أهل السنة فتجد القتال من الحوثيين فى اليمن ومن العراقيين ومن شيعة لبنان وشيعة إيران وشيعة سوريا كلهم صف واحد يذبحون ويقتلون أهل السنة فى سوريا.

وفى المقابل كان لا بد من حصول تكتل من الدول التي يحكمها حكام من السنة ولكن فى الواقع هذا لم يحدث وبيعت القضية ويبدو أن هذا مقابل صفقات ربما بين فئة معينة تقدم مصلحتها على مصلحة الأمة.

وهنا نوجه نصيحة للحزب الحاكم الذي خسر كثيرًا بسبب عدد من مواقفه المنتقدة، فقد خسر إخوانه السلفيين والدعاة السلفيين فى مصر وغيرهما وخسر الأزهر ولا ندري ما المقابل ... وهؤلاء (الشيعة) لو تمكنوا من الإخوان لذبحوهم وكانوا يحسنون الظن بهم ولقد قتل حافظ الأسد 30 ألفا من الإخوان فى حماة، وسعيد حوى ومصطفى السباعي اللذان يعدان من منظري الإخوان نبها إلى ضرورة تغيير نظرة الإخوان إلى الشيعة، كذلك الدكتور القرضاوي الذي يعد قامة علمية عند الإخوان فقد نبه وشدد على مثل ذلك إلا أن الإخوان لا يقبلون كلامه..

وهذا يشير إلى عدم التزام الجماعة بآراء العلماء وأنهم يقدمون مصالحم السياسية على المصلحة الشرعية؛ فهم لا يهتدون بهدي الشرع فى هذه المسألة، فأسأل الله أن يردهم إلى رشدهم وأن يعيدهم إلى الحق.فهم قد تركوا أهل السنة ووضعوا أيديهم فى أيدي الروافض والذي يشق الصف حقيقة هو الذي يضع يده فى أيدي الروافض بل هو بذلك يترك الصف ويذهب إلى الصف المقابل فى الوقت الذي يذبح فيه أهل السنة فى سوريا وليس خطأ أن يرجع الإنسان عن موقفه بعد ما تبين له الخطأ من الصواب ولكن العيب هو الاستمرار فى الخطأ. الجهاد في سوريا ·

ما حكم الذهاب للجهاد هناك؟

أنصح كل من يستطيع السفر أن يسافر لكن بالضوابط الشرعية فبر الوالدين واجب عيني والقتال فى سوريا فرض على الكفاية وهذا يعني أن المدين يستأذن من دائنه والابن يستأذن من والديه. وقد يكون الوالدان يحتاجانه وهو العائل لهما ويسعى عليهما فلا يفوت حقهما خاصة ننصح بالسفر من له الخبرة فى الجهاد. ·

ما حكم الذهاب لتعليم الإخوة فى المناطق التي تمت السيطرة عليها؟

** هم يحتاجون إلى دعاة يعلمونهم التوحيد وأطباء خاصة الجراحين فالنصيحة كذلك للدعاة والأطباء بالسفر ولكن يستأذن الوالدان. ·

ما حكم القنوت فى الصلوات الخمس لأهل سوريا؟

** قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أعجزالناس من عجز عن الدعاء وأبخل الناس من بخل بالسلام" فأقل ما نستطيع أن نقدمه لإخواننا أن ندعو لهم فى الصلوات الخمس وفي غيرها من قيام الليل لا سيما فى السحر، فهذا من أقل ما يمكن فعله فالجهاد بالمال أو بالنفس وأقل ما يمكن فعله الدعاء. ·

دور أمن الدولة فى المجتمع ورؤيتكم للوقفة التي قام بها البعض أمام جهاز أمن أدولة؟

** تغيير اسم أمن الدولة إلى الأمن الوطني لم يغير شيئًا من المفهوم؛ فأمن الدولة لا يزال موجودا ونحن نحذر من عودة أمن الدولة بطريقته الغاشمة التي بها نصرة للباطل وبها من الظلم والجور، فنحن نحذر الحزب الحاكم من عودة الممارسات السابقة، فقد استدعوا الشيخ الزغبي وهو ينصر الحق ويدافع عن الحقيقة وإن كان في كلامه شدة على الحاكم، فالإنكار على الحاكم ليس خروجًا عليه فالخروج هو الخروج بالسلاح من أجل إسقاطه فكوننا نقول للحاكم اتق الله ولا تدخل الشيعة أو لا تمنع الضباط الملتحين من عملهم وهم أحوج ما تكون إليهم لا يعد من الخروج عليه. فلو فكروا أن يعود الأمن كما سبق فالناس قد ذاقوا طعم الحرية وقد خرجوا إلى مباني أمن الدولة ولا يأمن أن يعودوا إلى ذلك لو استمر الأمر. وبالطبع أنا أؤيد هذه الوقفة وقد ذكرت تحذيرا فى ميدان التحرير وقلت لهم لا تعودوا خشية أن يعود الناس مرة ثانية لمحاصرة الأماكن.

الضباط الملتحين.. البعض يقول إن قضية الضباط الملتحين ليست بيد الرئيس، فما رأيكم؟

** نعم قد يكون كذلك لأنه يتعاطف معهم، لكن يبدو أنه توجيه من الجماعة لأن الكتاتني قال لهم احلقوا لحاكم وعودوا إلى أماكنكم وتصرف لكم المرتبات بأثر رجعي، فكأنهم يخشون من وجود أناس ملتحين فى الداخلية أو من وجود الاتجاه السلفي فى الوزارة. · هل نحن فى زمان فتن؟ ** لا شك أننا فى زمن فيه كل أنواع الفتن: فتن شبهات .. وفتن شهوات.. ففتن الشبهات كفتنة الشيعة و الإلحاد والعلمانية واللبرالية، والشهوات كالقنوات الماجنة والتبرج والمعاصي. ·

ما نصيحتكم للشباب ؟

** لقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنه ستكون فتن يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا..قيل فما المخرج منها يا رسول الله؟ فقال كتاب الله"، فلا شك أن النصيحة للشباب أن يتمسكوا بكتاب الله وبالعلم النافع والعمل الصالح، وكما يقال: الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم وإذا أدبرت عرفها كل جاهل، فأنصحهم بالالتفاف حول أهل العلم الربانيين، كذلك أنصحهم بالدعوة إلى الله والالتزام فقد قال الله تعالى:"ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا "، فلا ينبغي التهاون فى صلاة الجماعة ولا حتى فى الهدي الظاهر. · شيخنا ..

كلمة أخيرة حول جريدة "الفتح" وتوجيه للجريدة والعاملين فيها؟

** جريدة "الفتح" هي لسان حال الدعوة السلفية، والدعوة السلفية تقوم على حراسة عقيدة الأمة وثوابتها، كما نرى ذلك فى الواقع المعاصر، اقتداءً بدأب أهل السنة عبر التاريخ، فأهل السنة هم الأمناء على العقيدة فالإمام أحمد ضرب أكثر من ألف سوط وسجن 22شهرا حتى تصل لنا العقيدة صافية وأن يصفى اعتقاد الناس فى أن القرآن كلام الله غير مخلوق، ولذلك أية شبهة تنشأ يتصدى لها من يحمل راية السنة.

فجريدة "الفتح" تبين موقف الدعوة من الأحداث ومن المواقف التي تجد، فأنا أنصح العاملين فيها بأن يجتهدوا فى تخليص نياتهم ويحتسبوا وأن يبذلوا جهدهم، فهم على ثغر مهم من الثغور وهو ثغر الإعلام ، رغم إمكانياتهم الضعيفة بالنسبة لغيرهم ولكن النبي عليه الصلاة والسلام قال :"ما الفقر أخشى عليكم .."فهناك من عنده إمكانيات كبيرة لكنه لا يتبنى منهج أهل السنة فعلى قلة إمكانياتنا نسأل الله أن يبارك فيها وأن يزيدها رفعة وأن تكون دائما مدافعة عن كلمة الحق وأن يوفق القائمين عليها.