تقارير : أمهات فى عمر الطفول خلال السنوات القادمة

  • 134
الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية

دعا الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربي، الدول العربية إلى ضرورة إنجاز وتجميع وحصر كل البيانات والمعطيات المتعلقة بمواضيع السكان والتنمية بما يساعد في صياغة المعطيات الخاصة بأوضاع السكان بفئاتها المختلفة من شباب ونساء وأطفال.

جاء ذلك خلال كلمته صباح اليوم "الخميس" بمقر الجامعة العربية بمناسبة إطلاق تقرير حالة سكان العالم 2013 " الأمومة في عمر الطفولة، وتحدي حمل المراهقات"، بمشاركة عدد من مندوبي الدول العربية.

كما أعرب عن ينعكس هذا التقرير على الواقع الإيجابي على العمل العربي المشترك الاجتماعي والسكاني والتنموي، مشيرًا إلى أن أهمية تعاطينا كجامعة دول عربية مع هذه التقارير تكمن في الاستفادة منها في التعاون المشترك في وضع السياسات والاستراتيجيات الخاصة بالسكان والتنمية في الدول العربية.

وأضاف العربي: لقد دأبت الجامعة العربية على إقامة هذا الحفل سنويًا وبالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان بهدف المساهمة في إعلام كل المعنيين في الوطن العربي بصدور هذا التقرير الهام، وكدعوة كذلك للرأي العام في البلاد العربية لدراسة محتوياته وتناولها بصيغ تُمكّن المجتمعات العربية من الاستفادة منها.

وقال: "أن الموضوع الذي يتناوله التقرير هذه السنة يتمحور حول "الأمومة في عمر الطفولة، وتحدي حمل المراهقات"، يُعتبر موضوعًا هامًا وحساسًا بالنسبة إلى الشعوب والمجتمعات في الدول العربية وفي العالم أجمع، وعندما اطلعنا على التقرير لمسنا خطورة هذه الظاهرة، الآخذة بالتزايد، على السكان والمجتمعات في الحضر وفي الريف".

وأشار إلى أن نقص المعلومات والمعطيات حول هذه الظاهرة، في الدول العربية، لا ينفي وجودها، وربما انتشارها، ولا يبعد تأثيراتها السلبية المتعددة على المجتمعات وعلى الأسر وبالضرورة على حياة ومستقبل الفتيات اللاتي كن ضحية لها أينما كان تواجدهن.

وأوضح أن أهمية هذا التقرير، الذي يعده سنويًا صندوق الأمم المتحدة للسكان بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة ومراكز الأبحاث المتخصصة، بالنسبة للمنطقة العربية ولجامعة الدول العربية، في كونه يعالج بإسهاب وبدقة شديدة قضايا تمثل تحديات كبيرة وهامة تعاني منها مجتمعات السكان في مختلف بلدان المعمورة ومن ضمنها دول الجامعة العربية، وهو يُشكّل آلية معرفية تُمكّن من تبادل الآراء والأفكار بين مختلف البلدان حول مشاكل السكان ومدى انتشارها وتأثيراتها وكذلك الحلول الموضوعة لمواجهتها في مختلف دول العالم.

وأكد أن هناك تحديات كثيرة لابد من التصدي لها ومعالجة الأسباب الكامنة واتخاذ التدابير التي تحمي حقوق الإنسان لإنهاء هذه الحلقة المفرغة وتساعد في القضاء على الفقر وعدم المساواة والإقصاء وحمل المراهقات.

وأضاف: "إن الحمل في سن المراهقة يأتي في الغالب نتيجة لقوى مجتمعية وعوامل اقتصادية، إلا أن منعه يتطلب استراتيجيات متعددة الأبعاد تتجه نحو تمكين الفتيات وخاصة المهمشين والمستضعفين. ولا يمكن أن يتم ذلك بجهود الحكومات فقط، وإنما بمشاركة أصحاب المصلحة المكلفين بالواجبات، كالمعلمين وأولياء الأمور وقادة المجتمع بصفة عامة".

متغيرات وتطورات:

كما لفت إلى أن المنطقة العربية تمر حاليًا بجملة من المتغيرات والتطورات التي كان لها تداعيات كبيرة على السكان، ومع ذلك فأنها أولت اهتمامًا خاصًا للمسألة السكانية وحرصت على أن تتمثل وتشارك بكثافة في المؤتمر الإقليمي للسكان والتنمية 2013 والذي كان له الدور الأهم على مستوى المنطقة لمناقشة الأولويات السكانية وإصدار إعلان القاهرة 2013 الذي صادقت عليه حتى الآن 19 دولة عربية.

وقال العربي: بمناسبة صدور هذا التقرير الهام وباعتبار أهميته بالنسبة إلى المنطقة العربية، أود أن أؤكد لكم أن جامعة الدول العربية ومنذ سنة 2009 مع اطلاق أول تقرير لصندوق الأمم المتحدة للسكان "حالة سكان العالم 2009 "في مواجهة عالم متغير: المرأة والسكان والمناخ" على أن تكرسه سنويًا نظرًا لما تحمله هذه التقارير من أهمية علمية تفيد العالم العربي بشكل خاص إذ أنها تعكس من خلاله أهم أولويات القضايا السكانية في العالم، وذلك من خلال دراسات تحليلية معمقة تسلط الضوء على أهم التحديات لكي تظهر أبعاد هذه الظواهر السكانية التي اتخذها التقرير عنوانًا له.

70 ألف حالة وفاة:

يشار إلى أنه سيتم خلال حفل إطلاق التقرير عرض الأرقام والحقائق التي توضح تحديات الأمومة في عمر الطفولة في كل أنحاء العالم والتدابير التي من شأنها أن تساعد على التصدي للأسباب الكامنة وراء حمل المراهقات الذي يقوض قدرة الفتاة على ممارسة حقها في التعليم والصحة والاعتماد على الذات.

يتحدث في أعمال الحفل الإقليمي لإطلاق التقرير:محمد عبد الأحد، المدير الإقليمي لمكتب صندوق المتحدة للسكان في القاهرة، والدكتور جمال سرور، رئيس الاتحاد الدولي لطب النساء والتوليد ومدير المركز الإسلامي الدولي للدراسات والبحوث السكانية بجامعة الأزهر، والدكتورة هدى رشاد، مديرة مركز البحوث الاجتماعية بالجامعة الأميركية بالقاهرة، والتي تدير النقاش.

ويوضح التقرير أن هذه المشكلة تعني كل منطقة من مناطق العالم، وهي مطروحة بشكل خاص في الدول النامية بما في ذلك المنطقة العربية. ويُبرز التقرير أن لحمل المراهقات، الذي يتم بشكل عام في إطار الزواج، آثارًا خطيرة على حياة الفتاة، وصحتها، وتعليمها، وفرصها في العمل، وبحسب التقرير، تموت حوالي 000 , 70 من المراهقات في البلدان النامية سنويًا لأسباب تتعلق بالحمل و الولادة.