الإذاعة الألمانية: اللاجئون السوريون يكتوون بنار قمع السلطات المصرية

  • 162
الإذاعة الألمانية

كشفت الإذاعة الألمانية "دويتش فيلة" في تحقيق مطول لها حول أوضاع اللاجئين السوريين بمصر تحت عنوان " الهروب من سوريا.. والتهديد في مصر"، عن حجم الممارسات القمعية التي تمارس تجاه اللاجئين السوريين من قبل قوات الأمن التابعة للسلطات المصرية ومن المدنين، بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، مستندة في ذلك إلى تقرير المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

ويبلغ عدد اللاجئين 300 ألف لاجئ بأقصى تقدير، منهم 123 ألف مسجل في المفوضية العليا لشئون اللاجئين.

وأشار موقع الإذاعة إلى تقرير المفوضية الذي تضمن عددا من الخروقات من قبل الحكومة المصرية في حق اللاجئين مما يدفعهم إلى مغادرة مصر بعد أن كانت مأوى آمنا لهم، مما يجعل مستقبلهم مجهولا، حيث تعرض اللاجئون لاعتداءات وحبس لأجل غير مسمى مما جعل الكثير منهم يهاجرون بطرق غير شرعية، كما حدث في منتصف سبتمبر الماضي عندما حاول 200 سوري الهجرة إلى إيطاليا، ولكن فشلت محاولتهم بعد أن أطلقت شرطة المواني النار على القارب مما أسفر عن وفاة اثنين والقبض على باقي الركاب، وألقت الشرطة في اليوم نفسه القبض على 70 لاجئا على مقهى بالإسكندرية بتهمة محاولاتهم الهجرة غير الشرعية، حسب ما ذكر تقرير المفوضية نقلا عن شهود عيان.

ونقلت الإذاعة تصريحا لرئيس المفوضية بالقاهرة شريف السيد علي، قال فيه: "إن اللاجئين مازالوا محجوزين في مخيمات الأسرى على طول البحر المتوسط على الرغم من أن النيابة العامة أصدرت قرارا بإطلاق سراحهم منذ أسابيع، موضحا أن بين المحجوزين أطفالا لا يتجاوز عمرهم العام الواحد".

ويظن رئيس مقر المفوضية بالقاهرة أن الحبس غير المسمى بدون داع فقط لممارسة الضغط على اللاجئين للعودة مرة أخرى لبلادهم، وبالفعل فرالعديد من السوريين إلى تركيا ولبنان، ومجمعوعة من اللاجئين تقدر بـ 71 شخصا عادوا لدمشق التي غادروها بسبب الحرب، حسب ما ذكر رئيس مقر المفوضية بالقاهرة لموقع الإذاعة

كما أن رئيس المفوضية أورين أدوردس أعلن أن هناك 800 لاجئ يعانون من ظروف مشابهة حيث يقبعون في السجون على ذمة تحقيقات. كما أوضحت الإذاعة في تقريرها أن المدنيين والأهالي أصبحوا يضطهدون اللاجئين بسبب شكوكهم من انتماءاتهم السياسية، ونقلت تصريحا لعضو المفوضية بالقاهرة إدوارد ليوسكي الذي أوضح فيه أن الأهالي يظهرون سلوكا سيئا تجاه السوريين، بالإضافة للاعتداءات التي تقع عليهم وطردهم من عملهم.

وأكدت الإذاعة أن حالة اللاجئين أخذت تزداد سوءا بعد عزل مرسي وحكومته التي كانت تقف بجانب اللاجئين، وهو ما جعل تمديد ترخيص الإقامة بمصر صعبًا في ظل الأحوال الحالية مما دفع السوريين إلى مغادرة البلاد بعد أن فضلوا الإقامة بمصر عن الإقامة بلبنان أو الأردن لانخفاض تكلفة المعيشة بها وشعورهم بترحاب الأهالي لهم في بادئ الأمر.